الشعر العربي في السنغال.. 10 شعراء يضيئون سماء دكار بقصائد بيضاء

الفجر الفني

صورة من التكريم
صورة من التكريم

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار مبادرة الملتقيات الشعرية في إفريقيا، حيث تجوب عواصم إفريقية عدة.


شهدت جمهورية السنغال، أمس الأول، انطلاق النسخة الأولى من ملتقى الشعر العربي في السنغال حيث نظمته دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع المعهد الإسلامي في العاصمة دكار.


حضر حفل افتتاح الملتقى الاستاذ عثمان باه ممثل وزير التربية والتعليم السنغالي، ومدير المكتب الإقليمي لرابطة العالم الإسلامي في السنغال محمود فلاته، وعدد ديبلوماسيين عرب وأكاديميين وشعراء ومثقفين ومهتمين بالشعر العربي.


وأكّد عثمان باه في كلمة ألقاها أن الشارقة، بفعلها الثقافي الممتد حول العالم، إنما تؤكد رسالتها النبيلة والمخلصة للثقافة والحضارة والعلوم والأدب والفنون، وأشار إلى أن التعاون مع الشارقة يمثّل علامة ثقافية فارقة في السنغال لما للإمارة من أهمية عالمية، وأبرز أن الملتقى سيمثّل فرصة كبيرة للمبدعين باللغة العربية في السنغال، بوصفه حدثًا فريدًا والأول من نوعه في الدولة.


وأعرب المنسق الثقافي في السنغال محمد الهادي سال في بداية كلمته عن شكره للشارقة، وقال: "نتقدّم بالشكر الجزيل لصاحب السمو حاكم الشارقة، حيث دأب سموّه على دعم العلم والثقافة والأدب في أكثر من دولة، وجعل من الشارقة منارة ثقافية تضيء على جميع بقاع العالم".


وتابع:"نستطيع القول إن شعراء السنغال الناطقين باللغة العربية في مأمن ثقافي بعد الرعاية والدعم الكبيرين من الشارقة، وسيظل الملتقى حدثًا هامًا لجميع الشعراء السنغاليين".


شارك في الملتقى 10 شعراء من مختلف أنحاء الدولة، هم: الحاج مود ساخ، وعبد الأحد الكجوري، وتال كسيه، وعلي به، وحماه الله صو، ونفيسة بوصو، وابن حواء توري، ومالك سك، وشيخ عمر نيانغ، ومحمد عبد الله جوب، فيما قدّم للقراءات الشاعر السنغالي عبد الكريم غاي الذي منح المنصة للمبدعين حيث ألقوا قصائدهم بروعة وإبداع وجمال.


قرأ حماه الله صو من قصيدة تحمل عنوان "أحلام في قربة جدتي"، حيث الدمع المهمل على درب مؤجلة، يقول:
نداؤكَ موؤود ودمعك مهمل وبينك والخبزين درب مؤجل.. وحلمكَ مزروع ببحر مكفّن لتحصد ملحا من جراحك يغزل.. غُبِنتَ برهن من أخيك ببسمة على وجهه الطيني تصفو فيخذل
كأنكَ هابيل البراءة.. متعب فمهما غرست الماء في الناس يُشعلُ. 

استعاد علي به مشهديات من طفولته في قصيدة عنونها بـ "في البداوة حسن غير مجلوب"، وأنشد يقول: لا أنثني حتى أرى في ذاتها أنساب بين مريرها وفراتها
أمتاح منها ما أريد حكاية أبديةً لغد يسرُّ رعاتها أمشي ولا أمشي إلى حجراتها فرحًا كيوم العيد مع فتيانها هذ المنازل بينهن طفولةٌ أرتاح حين أذوب في طياتها

 

وعلى قلق دائم، يقول:(فِي لَهْفَةِ الانْتِظَار )وعزف محمد جوب على أنغام حزنه حيث كان قَلَقٌ عَلَى قَلَقٍ وَنَفْسٌ مُذْهِلَة خَوَاطِرٌ تُتْلَى بِعَيْنٍ مُقْفَلَةْ نَغَمٌ حَزِينٌ مِنْ مَعَازِفَ أَحْرُفِي وَقَصِيدُ حُبٍّ لِلْمَعَانِي تَكْمِلَةْ مَازَالَ يُأْسِفُنِي انْتِظَارُ رِسَالَةٍ كَأَنَّ هُدْهُدَنَا أَضَاعَ الْبَوْصَلَةْ بُعْدُ الْمَسَافَةِ لاَ يَزِيدُ سِوَى هُيَامٍ فِيكِ يَا مَنْ لِي بِرُوحِكِ مَنْزِلَةْ


ومضى جوب في قصيدة ثانية حيث يردد في قصيدة بعنوان "مُحَمَّدٌ رَمْزُ الانْسَانِيَّةِ":شَرِّقْ وَغَرِّبْ وَسِرْ فِي الْأَرْضِ لَمْ تَجِدِ مِثْلَ النَّبِيِّ أَبِي الْخَيْرَاتِ وَالرَّشَدِ
مِنْ أَرْضِ طَيْبَةَ هَذَا النُّورُ مُنْبَثِق َيجُوبُ كُلَّ بِسَاطِ الْكَوْنِ بِالْمَدَدِ لَا يَأْتَلِي فَضْلُهُ أَنْ يَكْتَسِي شَرَفًا لِهَائِمٍ قَلْبُهُ مِنْ ذَاتِهِ الْفَرِدِ
هَذَا بِهِمَّتِهِ الْعَلْيَاءِ يَعْتَرِفُ الْوُجُودُ فَلْسَفَةَ الإِسْلاَمِ كَالسَّنَدِ. 
 

ومن "انعكاس لضوء أبدي" يقرأ عبد الأحد الكجوري قصيدة تتجلى فيها أسمى معاني الجمال، يقول: تتراقص الفصحى إليك وتهمس ومعاجم المعنى ببابك تجلس وسنى الجمال يحوم حولك مُسفرا والصبح عندك بالهوى يتنفس
وندى المحبة في الغيوم تزيّنت لتعتّق الأزهار يوم تعرّس وتجود من دفء الضباب بقطرة تزهو بها أرضٌ ويطرب نرجس.