هل أخناتون هو نبي الله موسى؟.. خبير أثري يوضح

أخبار مصر

تمثال الملك أخناتون
تمثال الملك أخناتون محفوظ بالمتحف المصري

قال الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار إن الادّعاء بأن إخناتون هو نبى الله موسى باطل دينيًا وأثريًا وتاريخيًا، وذلك ردًا على أحد المصريين المهاجرين إلى إنجلترا صاحب كتاب يثبت فيه هذه الدعوى. 

صاحب الادعاء 

وتابع ريحان في تصريحات إلى الفجر أن أحمد عثمان المصرى المهاجر إلى إنجلترا أصدر كتابًا  بعنوان (Moses Pharaoh of Egypt، the Mystery of Akhenaten resolved) إدّعى فيه أن إخناتون هو نفسه سيدنا موسى عليه السلام مما يعنى تجريد الفكر المصري القديم من ميزة التوصل لعقيدة التوحيد دون سائر الشعوب القديمة قبل نزول الرسالات السماوية.

ماجاء في الكتاب 

وقد جاء فى الكتاب أن الفرعون أمنحتب الثالث (1395- 1358ق.م.) تزوج من بنى إسرائيل وهى ابنة يويا وهى التى ولدت إخناتون (نبى الله موسى فى رأيه) وكان ذلك فى بلدة ثارو وهى اسم البحيرة الذى أهداها إلى زوجته الملكة تى، وأمضى طفولته فى أرض جاسان الذى كان يسكنها قوم والدته وتشرّب عقيدة التوحيد من بنى إسرائيل وعندما صار شابًا انتقل إلى طيبة حيث اعتلى عرش والده أمنحتب الثالث ثم أعلن عقيدة التوحيد وانتقل إلى عاصمته الجديدة "آخت آتون" وهى تل العمارنة التى تقع فى مدينة ملوى التى يرجع اسمها إلى "لاوى" الجد الأكبر لنبى الله موسى.

وفى السنة 17 من حكمه حذره عمه "أى" من مؤامرة المصريين ضده فتنازل عن العرش إلى "سمنخ كارع" وفر إلى سيناء آخذًا معه صولجان الحكم وهى عصا يعلوها شكل ثعبان من البرونز والذى يثبت حقه فى العرش، ثم خلفه توت عنخ آمون بعد رحيله ثم "حور محب" الذى أنهى حكم سلالة إخناتون واضطهد بنى إسرائيل وطردهم من جاسان إلى ثارو، وعهد إلى الضابط رمسيس تسخير بنى إسرائيل.
وبعد موت حور محب عاد أخناتون من سيناء إلى مصر وكان القائد رمسيس قد اعتلى العرش (المعروف فى التاريخ باسم رمسيس الأول) فطالب إخناتون بحقه فى العرش رافعًا صولجان الملك الذى على شكل ثعبان، غير أن القائد رعمسيس كان يرأس جيشًا قويًا هدد إخناتون فخاف وخرج بنو إسرائيل من ثارو وصحبه من حافظ على ديانة إخناتون من المصريين واتجه إخناتون بهم إلى سيناء.

الرد من الدكتور ريحان

ويفند الدكتور ريحان كل هذه المغالطات الدينية والتاريخية من خلال كتاب الدكتور عبد المنعم عبد الحليم سيد تحت عنوان "المغلطات والافتراءات الصهيونية على تاريخ وحضارة مصر الفرعونية" موضحًا أن الإدّعاء بأن إخناتون ولد فى ثارو بالقنطرة شرق تؤكد أن أحمد عثمان وقع فى خطأ لغوى لأن البحيرة الذى أهداها أمنحتب الثالث لزوجته تى اسمها المصرى القديم "زعرو خا" ومكانها الحالى بركة هابو بمدينة هابو غرب الأقصر وقد قرا الإسم خطأ فى المراجع الإنجليزية التى كتبته دون حرف العين لعدم وجودها فى الإنجليزية هكذا (Zarw kha) وحوّل حرف الزين ثاء فنطقت ثارو وأسقط المقطع الأخير لتعمده التحريف لإسم مدينة قريبة من أرض جاسان الذى سكنها بنو إسرائيل.


أمّا بخصوص ملوى فى صعيد مصر فإن أصلها فى القبطية "منلاو" المشتقة من المصرية القديمة "مرى" أو مريت بمعنى ميناء لأنها كانت ميناءً للمقاطعة السادسة عشرة التى تمتد حتى حدود المنيا ولا علاقة لها بإسم جد من بنى إسرائيل، والملك "أى" ليس عم إخناتون فلم يرد فيما دونه الكاهن "أى" الذى أصبح ملكًا على مصر بعد موت توت عنخ آمون أى إشارة إلى انتسابه للأسرة الملكية، كما أن  صولجان الحكم ليس على هيئة عصا يعلوها ثعبان كما ذكر أحمد عثمان وهذا يتضح فى الصور والرسوم التى ظهر فيها الصولجان على شكل عصا معقوفة وهى فى الأصل كانت عصا الراعى فى عصور ما قبل التاريخ.
ويتابع الدكتور ريحان أن الإدّعاء بأن الذى سخّر بنى إسرائيل فى بناء مدينة رعمسيس هو رمسيس الأول هى مغالطة تاريخية لأن الأدلة الأثرية تثبت أن الذى شيد بررعمسيس هو رمسيس الثانى لتكون عاصمة حربية فى شرق الدلتا لقربها من ميادين حروبه فى الشام، والإدّعاء بأن إخناتون خرج ببنى إسرائيل من ثارو لا يتوافق حتى مع المصدر الوحيد لها وهو التوراة التى ذكرت فى سفر الخروج أن موسى عليه السلام خرج ببنى إسرائيل من مدينة رعمسيس.


ويستند الدكتور ريحان أيضًا على تفنيد الصحفى إيهاب الحضرى لنظرية أحمد عثمان موضحًا أن هناك فروق جوهرية بين قصة نبى الله موسى وقصة إخناتون، حيث أن الثورة على إخناتون كانت بسبب نظريته الدينية التى تبلورت قبل اختفائه أمّا موسى فقد اختفى وهو شخص عادى ثم عاد بالرسالة، وأن موسى كان قوى البنية بينما اخناتون شديد الضعف وكان يعانى من أمراض عديدة