بعد واقعة المنصورة..

بعد واقعة المنصورة.. استشاري: هوس الحب لا يدفع للقتل والإهمال الدراسي من علامات الاضطراب النفسي (حوار)

أخبار مصر

الدكتور جمال فرويز
الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي

خيم الحزن على الشوارع المصرية يوم الاثنين الماضي، حيث استيقظ المواطنون على حادث مأساوي بمدينة المنصورة، عندما أقدم شاب في مقتل العمر على ذبح زميلته، لرفضها الزواج منه.

ولم تكن هذه الحادثة، إلا بدايةً ليوم وصفه البعض بالأكثر بشاعة على الشارع المصري، إذ أقدم شابين في مقتبل العمر على الانتحار، لينتهي اليوم تاركًا ألمًا في نفوس المواطنين.

وتساءل الكثيرون عن أسباب انتشار مثل هذه الحوادث والجرائم، وظهورها على الساحة، وحاورت «الفجر» الدكتور جمال فرويز، استشاري طب النفسي، الذي أكد أن أهم الأسباب ترجع إلى «السوشيال ميديا» والتحدث عن الانتحار والقتل بشكل أعمق.

والي نص الحوار:

هل هوس الحب يدفع إلى القتل؟

هوس الحب هو نوع من أنواع الوسواس القهري يعرف باسم Erotomania، وهذا النوع من الحب لا يستطيع الشخص القتل أو أذى من يحب، بل العكس يكون معطاء ويعطي كثيرًا من الحب حتى وإن لم تبادله نفس المشاعر ولكن في هذه الواقعة القاتل، لا يعاني من هوس الحب بل يعاني من  حب التملك.

زعم البعض أن القاتل يعاني اضطرابات نفسية.. كيف ذلك وهو متفوق دراسيًا؟

القاتل لا يعاني من أي اضطرابات نفسية، لذلك فهو مسؤول عن كافة تصرفاته الشخصية.

ما هي أعراض الاضطرابات النفسية؟

الإضرابات النفسية تأتي بسبب الجينات الوراثية، وهي تمثل 10%، والتربية والتنشئة 80%، والخيرات الحياتية 10%، أما شخصية القاتل فهي شخصية السيكوباتية المضادة للمجتمع،  فهو يقتل بدم بارد، ويخلو من المشاعر والأحاسيس ويتصرف باللامبالاة، دون النظر إلى مشاعر الآخرين، حب التملك هو المحرك والمسيطر عليه.

ما الأسباب التي أدت لانتشار القتل والانتحار؟

السبب الرئيس، هو تركيز وسائل الإعلام على مثل هذه الحوادث، وانتشارها على «السوشيال ميديا» بشكل سريع، في ظل وجود أشخاص لديهم بالفعل مشاكل شخصية، فتبدأ الخلفية الذهنية  لديهم تنشط وتدفعهم لارتكاب مثل هذه الجرائم خاصة المراهقين، فالمراهقين يعتمدون على إظهار مشاكلهم بطرق المنتشرة، أو لكسب شهرة على «الميديا»، مع وجود ضغوط الحياة وغياب الأسرة وعدم وجود تواصل بينهم، فيلجأ للانتحار.

هل ترى أن مشاهد العنف في الأفلام ساهمت في ذلك؟

لا، لو الأفلام عُرضت في مجتمع سليم، لن يكون هناك المشكلة، ولكن المشكلة تكمن في المتلقي نفسه،  فالمتلقي يعاني من عدم الوعي وقلة الثقافة، فيقلد دون وعي، وعلى مر التاريخ كانت توجد أفلام ومسلسلات بها مشاهد عنف ولكن كنا نقدر أن نميزها ونأخذ ما يناسبنا منها، أما الشباب الحالي غاب عنهم  المعرفة والثقافة، وأصبح المصدر الأساسي لهم هي المسلسلات والأفلام.

هل توجد أنواع مخدرات تؤثر على الحالة النفسية والعقلية؟

طبعًا، هناك العديد من المخدرات التي تلعب على الحالة المزاجية، والتي تسبب بعض التصرفات الاندفاعية والقتل بدم بارد والشخص يكون تحت تأثير المخدر.

ما أكثر أنواع المخدرات خطورة؟

أكثر الأنواع المخدرات خطورة هي المخدرات المستحدثة مثل «شابو» فهي تلعب على الحالة النفسية والعقلية للإنسان، وتدفعه لفعل تصرفات عدوانية.

كيف يتم التعامل مع الشخص الواضح عليه علامات الاضطرابات النفسية أو الميول الانتحارية ؟

علي الفور، يجب التوجه به إلى عيادات الطب النفسي، لتشخيص حالته، وعدم الانتظار.

كيف يمكن معرفة أن الشخص يعاني من اضطرابات نفسية؟

هناك العديد من الأعراض مثل الاضطرابات في النوم والاضطرابات في الأكل، العصبية الزائدة، الإهمال الدراسي، عدم القدرة علي التركيز، كل هذه دلائل ومؤشر علي وجود اضطراب نفسي لدي الشخص، وتستمر هذه الحالة لمدة قد تصل إلى شهرين حتى يصل به الأمر به إلى مرحلة الاكتئاب ويقدم على الانتحار.

ما هي النصيحة التي توجهها للإعلام والشارع المصري؟

لا بد من التوعية من بالعلاج النفسي والتوجه إلى طبيب نفسي، في حالة الشك أن الشخص أو طفل يعاني من اضطرابات نفسية، ولا بد من وجود أخصائي نفسي في الجامعات والمدارس لفهم ودارسة سلوكيات الأطفال والشباب، إذ تعرض أحدٍ الأشخاص لأزمة نفسية فيوجهه الأخصائي إلي الطبيب النفسي، قبل تفاقم الوضع.