برعاية الاتحاد الأوروبي والسعودية

هل يشهد ملف سد النهضة تطور؟.. مختص لـ "الفجر": دعم الرياض يعيدنا للمفاوضات

تقارير وحوارات

سد النهضة
سد النهضة

على مدار الساعات الماضية، ظهرت عدة مستجدات حول ملف سد النهضة الإثيوبي خاصة مع ظهور جهات جديدة تدعم موقف مصر في ذلك الملف العالق بسبب عناد أديس أبابا مع القاهرة والخرطوم الذي أدى إلى عدم توقيع أية اتفاق بشأن السد حتى الآن.
 

دعم الاتحاد الأوروبي لمصر


في تطور جديد، أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا بشأن سد النهضة، أعرب فيه عن دعمه مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، بين إثيوبيا ودول حوض النيل، التي توقفت العام الماضي.

وبحسب البيان، فقد "رحب الاتحاد الأوروبي ومصر بالبيان الرئاسي لمجلس الأمن حول سد النهضة الإثيوبي، الصادر بتاريخ 15 سبتمبر 2021، بشأن التوصل لاتفاق مقبول لدى كافة الأطراف وملزم حول ملء وعملية تشغيل السد، وذلك في ضوء أهمية النيل كمصدر وحيد لموارد المياه والحياة في مصر في إطار الندرة المائية الفريدة بها".

وأضاف البيان أن "التوصل لهذا الاتفاق في أسرع وقت ممكن، يعد بمثابة أولوية قصوى للاتحاد الأوروبي ومصر، من أجل حماية أمن مصر المائي ودعم السلام والاستقرار في المنطقة ككل".

ولفت البيان إلى أن "الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي، وممارسة دور أكثر نشاطا، في حال كون هذا الدور مفيدا ومرغوبا فيه من جانب كافة الأطراف، عبر إتاحة خبرة الاتحاد الأوروبي الثرية في إدارة الموارد المائية المشتركة بما يتوافق مع القانون الدولي".

 

اقرأ أيضا

تطورات سد النهضة.. تصريحات إثيوبية وتحرك مصري
 


دعم سعودي لموقف مصر


وفي نفس السياق، أكد البيان المصري السعودي المشترك الذي صدر عقب زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة، ولقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الأمن المصري المائي جزء لا يتجزأ من الأمن المائي العربي.

وفيما يتعلق بأزمة سد النهضة، أكد الجانب السعودي دعمه الكامل للأمن المائي المصري باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن المائي العربي، وحث إثيوبيا على عدم اتخاذ أية إجراءات أحادية بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي وأهمية التفاوض بحسن نية مع مصر والسودان للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم في هذا الشأن، تنفيذًا للبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في سبتمبر 2021، بما يدرأ الأضرار الناجمة عن هذا المشروع على دولتي المصب، ويعزز التعاون بين شعوب مصر والسودان وإثيوبيا.

وعبّر الجانب السعودي عن تضامنه الكامل مع جمهورية مصر العربية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها القومي.

 

اقرأ أيضا

بعد إعلان أثيوبيا قبول التفاوض.. هل هذا هو الطريق الصحيح؟.. وزير الري الأسبق يجيب
 

أهمية الضغط الأوروبي على إثيوبيا 


وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي العام، والمتخصص في نزاعات الأنهار الدولية إن البيان المشترك الصادر من الدولة المصرية والاتحاد الأوروبي، يمثل نوع الضغط الدولي على إثيوبيا للتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن مواعيد ملء وتشغيل السد.


ولفت أستاذ القانون الدولي لأهمية المنظمات الدولية في الضغط الدولي، وخاصة أن الاتحاد الأوروبي مؤثر بشكل بالغ، وموضحا أنه شريك للدولة المصرية في مختلف المجالات، مشددا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي واستمرار الدولة المصرية في الضغط علي إثيوبيا للحفاظ علي حقوق دولتي المصب، ولأن هذا النزاع يمس بالامن والسلم الدوليين بالمنطقه، وقد يؤثر على العالم أجمع كما حدث في الحرب الروسية الاوكرانية.
 

ونوه المتخصص في نزاعات الأنهار الدولية إلى أن الاتحاد الأوروبي وضع ملف سد النهضة في أولوياته وأنه يسعي لإنهاء النزاع بشكل سلمي، وعقد اتفاق قانوني ملزم للأطراف المتنازعة لحماية أمن مصر المائي ودعم السلام والاستقرار في المنطقة ككل، حيث شدد الاتحاد على أهمية نهر النيل كمصدر وحيد للموارد المائية والحياة في مصر، في إطار الندرة المائية الفريدة بها، ورحب بالبيان الرئاسي لمجلس الأمن حول سد النهضة الإثيوبي الصادر في ١٥ سبتمبر  الماضي، حول التوصل لاتفاق مقبول لدى كافة الأطراف وملزم حول ملء وعملية تشغيل السد.

 

اقرأ أيضا

الملء الثالث لسد النهضة.. مختصون يردون على إثيوبيا
 


وعن أهمية الدور السعودي حول سد النهضة، قال "مهران" في تصريحات خاصة لـ "الفجر": نثمن موقف المملكة العربية السعودية التي شددت على دعمها الكامل للأمن المائى المصرى وحقوق مصر المشروعة في النزاع المصري الإثيوبي بشأن سد النهضة.


واستطرد إن موقف السعودية والاتحاد الأوروبي الأخيران قد ينتج عنه العودة لطاولة المفاوضات خاصة مع الضغط الدولي الكبير ومجهودات الدولة المصرية، متابعا: "واضح أن في تحركات مهمة الأيام الحالية بخصوص ملف السد ومصر تضغط بشكل كبير حتى لا تلجأ لسيناريوهات آخرى".