محمد طه فتحي يكتب: إلى أين نحن ذاهبون؟

مقالات الرأي

محمد طه فتحي
محمد طه فتحي

عندما يكون الواقع جميلًا ملونًا باللون الوردي الفاتح، ستزهر كلمات الكاتب، وسيلمح القاريء تلك الفراشات التي تنام بخِفة بين الكلمات وسيتلون خياله بلون الربيع كما هو واقع الكاتب، وعندما يكون واقع الكاتب غائمًا فإن قلمه تلقائيًا سيميل نحو الرمادية دون أى مقدمات، وإن حاول التجمل ستفضح روح كلماته لدى القاريء فيشعر القاريء بشيء من الكآبة يجتاحه أثناء قراءة النص رغم أن النص قد لا يكون كئيبًا، ولكنها روح الكاتب القابعة بين كلماته دون قصد أو تعمد.

 

التخلص من النفس أصبح سهلًا


استيقظ المصريين خلال الأيام الماضية، على العديد من الحوادث البشعة بدايتها كانت من مدينة الجمال "المنصورة"، في محافظة الدقهلية، عندما سالت دماء البراءة " نيره"، أسفل سور قلعة العلم "جامعة المنصورة"، بعدما فقد الأمل ما يسمى بحبيبها وتقدم للارتباط بها أكثر من مرة وتم رفضه.

وتتكرر المأساة مجددًا في إنهاء روح أخرى في نفس المدينة، ولكن بايديه عندما أقدم شاب من التخلص من نفسه وطالب زويه عبر مواقع التواصل الإجتماعي بعدم حضور والده جنازته، وفى جنوب مصر المحافظة الأثرية "الأقصر"، التى يتردد عليها جميع الجنسيات حول العالم ولم يرث أهلها أو العاملين في القطاع السياحى أى موروثات، وستيقظ أيضًا أهالى المحافظة على مصرع فتاة على يد شقيقها أين كانت الأسباب دون الخوض في التفاصيل، وحادث هناك وحادث هنأ وأصبح المجتمع المصرى لأ يمر عليه يومًا دون تسجيل جريمة في السجلات.

جرس إنذار


علينا جميعًا أن نستيقظ قبل فوات ال أو ان، على المجتمع المدني أن يتكاتف مع أجهزة الدولة لنعبر سويا تلك المرحلة الخطيرة التي يمره بها بعض فئات المجتمع، وذلك من خلال الندوات الثقافية والأعمال الفنية الهادفه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لا بد من تكاتف الجهود ومساندة الدولة والرئيس الذى يسير لسرعة الصاروخ في التنمية المستدامة وبناء الجمهورية الجديدة، لتصبح مصر كما أن تكون وكما يحلم بها الرئيس وجميع المصريين.
يجب أن يكون هناك جلسات ودورات تأهيل في محافظات مصر وفى مختلف المدن، هناك دورا كبيرا على الأزهر الأوقاف والكنيسة، في إعادة تأهيل عقول الشباب الناشئ ليصبح شبابنا واعيا مثقفا يتحمل بعض الصعوبات التي يواجهها.

علينا جميعًا إعادة النظر في طرق التعامل مع أبنائنا، وطرق التربية الصحيحة كى يخرج للمجتمع يستطيع أن يتعايش مع أى ضغوط تواجههم.

متى يتم السيطرة على السوشيال ميديا

أصبحنا نعيش هذه الأيام وسط حالة من الهرجلة والهمجية، على مواقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك"، والسعى وراء ما يسمى "الترند"، عند وقوع الحوادث سرعان ما يلهس البعض وراء ذبح صاحب المصاب ألف مره عندما يطالبه بعمل بثا مباشرًا يسرد فيه تفاصيل الواقعة البعض يأخذه من باب صميم عمله ولكن لها قواعد لا بد بالاخذ بها، والكثير الآخر يلهس وراء الترند وتحقيق المشاهدات لتحقيق أكبر عائد مادى.

وهناك البعض بخرج علينا ببعض الكلمات التى هى أصعب من طعنة السكين وطلقت الرصاص، خاصتا عندما تكون الفتاة أحد أطراف الحادث، بهذه الكلمات يطعن المجنى عليها بعد أن فارقت الحياة، افيقوا يرحمكم الله.

متى نستيقظ أيها العقلاء ونحافظ على ما تبقى لنا من عاداتنا وتقاليدنا التى نشأة عليها المصريين، لا بد من أن تكون هناك نقطة نظام وقانون صارمًا يحكم وينظم الحركة المرورية على مواقع التواصل الإجتماعي، لكى نعود إلى أخلاقنا التى يشهد بها العالم.