خبراء يكشفون لـ "الفجر" أسباب تزايد عمليات استهداف القيادات العسكرية بجنوب اليمن

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

قال المحلل العسكري اليمني العميد الركن ثابت حسين صالح، إن استهداف مدير أمن لحج “ جنوب اليمن” يأتي في إطار مسلسل مستمر ولم يتوقف قط، منذ بداية التسعينات القرن الماضي لاستهداف القيادات الجنوبية الرافضة لوحدة الضم والإلحاق والمناضلة من أجل استعادة دولة الجنوب.

 

وأضاف صالح في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، بأن  لكل جريمة إرهابية ظرفها المكاني والزماني، غير أن القاسم المشترك لكل الأعمال الإرهابية هو قتل القيادات الجنوبية وزعزعة أمن واستقرار الجنوب وخدمة القوى المعادية،  وعلى سبيل المثال الحوثيين، بحيث كانت الجرائم التي تعلن عن تبنيها جماعات القاعدة تصب في تخادم واضح بين الحوثيين وإخوان اليمن.


وتابع حديثه لـ "الفجر"،  بأنه في الآونة الأخيرة اشتدت عمليات استهداف القيادات الجنوبية بعد اتفاق الرياض ومشاورات الرياض والحراك السياسي والدبلوماسي باتجاه تفهم أهمية قضية الجنوب في مسار أي حل سياسي نهائي، ولعل أحد أهداف كل تلك العمليات الارهابية تصوير عدن غير آمنة على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها القوات الجنوبية لمكافحة الإرهاب والفوضى.

 

وحول هذا الشان أيضًا أكد فؤاد جباري متحدث جبهات محور الضالع “ جنوب اليمن”، أن هناك أسباب كثيرة لا نقول لعودة وتيرة الأعمال الإرهابية في الجنوب والتي تقف ورائها بالطبع القوى المعادية للمشروع الجنوبي الكبير المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، وعودة الحال إلى ما قبل ما تسمى بالوحدة، والذي بدأه شعب الجنوب منذ ما بعد حرب صيف 1994، ولكن إن صحة التسمية هو استمرارية الأعمال الإرهابية لأنها لم تتوقف هذه الأعمال منذ بدء اجتياح الطرف الشمالي في الوحدة اليمنية للطرف الجنوبي وفرض الوحدة بالقوة في حرب صيف مايو 1994.

 

وأشار جباري في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، بأن هذه القوى بعد أن فشلت في وأد وإفشال ثورة الشعب الجنوبي المطالب باستعادة دولته بعد فشل الوحدة، وهي القوى نفسها التي انقلبت على اتفاقيات وبنود الوحدة،  بعد أن مارست مختلف الطرق السياسية والاقتصادية وغيرها، لجأت بالطبع لآخر خيار وهو زعزهة الأمن جنوبًا وذلك بتشكيل خلايا ارهابية مهمتها تنفيذ عمليات الاغتيال ووضع العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وغيرها من طرق القتل بحق شعب الجنوب وقيادته.

 

وتابع: لذلك ستظل هذه الأعمال الارهابية مستمرة جنوبًا مابقيت ما تسمى "الوحدة" لأن هذه القوى الشمالية التي لها مصلحة بالوحدة في نهب على الثروات واستباحة الأرض الجنوبية لن يهدأ لها بال في الدفاع عن مصالحها ولن تترك الجنوبيين وشأنهم إلا عندما يقف المجتمع الدولي مع شعب الجنوب لاستعادة دولته.

 

وأكد بأن ما يحدث في الجنوب هو استهداف ممنهج من قبل قوى الشمال لإغراقه في الفوضى واقلاق أمنه واستنزاف ثرواته وإفراغه من سلته القيادية حتى تحاول هذه القوى بقدر الامكان عرقلة مسيرة شعب الجنوب الثورية نحو استعادة وطنهم.

 

وتطرق القيادي بجنوب اليمن “ناظم بن قبلان” نائب رئيس القيادة المحلية لمحافظة أرخبيل سقطرى إلي أسباب استمرار مسلسل الاغتيالات للكوادرالجنوبية السياسية والعسكرية والأمنية، حيث أكد أنه مستمر منذ عام ٩٠م، بشكل واضح ومباشر، وآخرتها ماحدث الأربعاء الماضى حول استهداف سيارة مفخخة  لموكب مدير شرطة لحج بجنوب اليمن “ اللواء صالح السيد”، ولكنها باءت بالفشل ونجأ منها بأعجوبة،حيث راح ضحيتها عدد من مرافقيه والناس الأبرياء بين شهيد وجريح.

 

وأشار بن قبلان في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، بأن الهدف من تلك الأعمال الاجرامية، هوإفراغ الجنوب العربي من كوادره وكذلك إظهاره للأقليم والعالم بأنه منطقة غير مستقرة، وتنشط فيه العناصر والتنظيمات الارهابية وتخويفهم بذلك، علمًا بأنه كان هناك لقاء  قبل أيام جمع اللواء عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني قبل أيام لقاء بممثلين عن البنك الدولين وذلك لمناقشة أمر البنك اليمني بعدن واستقرار العملة المحلية وحثهم على دعم مجلس القيادة، مؤكدًا بأن المخططين والمنفذين لأغلب العمليات الإرهابية ينتمون للمحافظات الشمالية.

 

يذكر أن سيارة مفخخة استهدفت الأربعاء الماضى موكب مدير شرطة لحج “ جنوب اليمن”،  اللواء صالح السيد أثناء مروره في مديرية خور مكسر وسط عدن، حيث نجا المسؤول الأمني من العملية الإرهابية.

 

وفي أول ظهور له بعد نجاته من تفجير السيارة المفخخة التي استهدفت موكبه، هاجم مدير شرطة لحج " جنوب اليمن، تنظيم القاعدة الإرهابي واتهمه بالوقوف خلف العملية الغادرة في عدن.