قيادي بجنوب اليمن لـ "الفجر": الحوثي يراهن على ورقة تعز.. وهذه أسباب عودة الاغتيالات إلى عدن (حوار)

تقارير وحوارات

 وقاص فيصل نعمي
وقاص فيصل نعمي

◄ الصراعات الداخلية بين مليشيات الحوثي متوقعة 
◄ قرار ميليشيات الحوثي بدرجة رئيسية يعتمد على صناع القرار داخل طهران
◄الحل الامثل للأزمة في اليمن يتمثل أولًا في حل القضية الجنوبية 
◄مازال تجنيد الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال في اليمن مستمرا من قبل الحوثي

 

قال وقاص فيصل نعمي مدير الإدارة السياسية بانتقالي مديرية صيرة بعدن جنوب اليمن، ونائب الأمين العام للشؤون السياسية بمؤتمر عدن الجامع، إن  الصراعات الداخلية بين مليشيات الحوثي متوقعة في ظل أنهم مصممين على بقاءهم مليشيات.

 

وأضاف نعمي في حوار خاص لـ "الفجر"، بأن الأمم المتحدة والعالم الغربي يبدي تساهلًا غير مفهوم مع الجماعة الحوثية ويتعامل مع قراراتها الكارثية على السلم والأمن الدوليين بشيء من التراخي.

 

وإليكم نص الحوار:-

 

◄ما زال الحوثي يراوغ نحو سبل السلام باليمن.. فهل تمتثل المليشيات للهدنة الأخيرة؟

كما هو معروف أن قرار ميليشيات الحوثي بدرجة رئيسية يعتمد على صناع القرار داخل طهران، ويرتبط بملف مفاوضات الملف النووي الايراني، وكلما كان هناك انفراج في هذا الملف، أبدت المليشيات مرونة تجاه حلول السلام في اليمن والعكس، وبما أن الملف النووي الإيراني مازال معقدا وغير قابل للحل على الأقل في المنظور القريب لايبدو أن مليشيا الحوثي سترضخ لخيارات السلام في اليمن.


◄ خروقات الحوثي المستمرة ما زالت مستمرة وحصاره لتعز. ما تعليقك؟

ورقة تعز المدينة مازال الحوثي يراهن عليها وعلى استغلال وضعها الإنساني طمعا في تحقيق مكاسب سياسية، باعتبارها المدينة الثانية من حيث الأهمية بعد صنعاء، هذا بالنسبة لما يعرف باليمن الشمالي، لكني أصدقك القول إن وضع مدينة الحديدة الإنساني والواقعة تحت سيطرة المليشيات يعتبر أسوأ من تعز بمراحل، لكن صوت الناشطين المنتمين لتعز أعلى وأقوى تأثيرا عما عداها من مناطق شمال اليمن.

 

◄ما تعليقك على الصراعات الداخلية المتكررة بين قيادات مليشيات الحوثي؟

 

إن الصراعات الداخلية بين مليشيات الحوثي متوقعة في ظل أنهم مصممين على بقاءهم مليشيات، ورفضهم التحول إلى حزب أو كيان سياسي واضح المعالم والأهداف، ففي كل نظام ميليشياوي توجد دائما حمائم، وبالتالي لا بد للصراع أن يستمر بين الحوثيين، رغم محاولة المليشيات إخفاء هذا الأمر.

 

◄ عادت الاغتيالات مجددًا لعدن.. ما أسباب ذلك؟

عن عودة الاغتيالات إلى عدن سببها الاختراق الأمني الحاصل في المدينة ومحاولة إظهار السلطة الموجودة في عدن على أنها عاجزة وغير قادرة على ضبط الامور، كذلك ضعف الأداء الاستخباراتي للقوى الأمنية في عدن التي يحاول القائمين عليها بذل جهود مضاعفة لمحاولة التقليل من الاغتيالات والجرائم السياسية.

لكن وجود شبكات اتصالات مازالت مرتبطة بصنعاء ومخترقة بشكل واضح من الجماعة الحوثية يعرقل هذه الجهود الأمنية، لكن الوضع الأمني في عدن في العموم يعتبر أفضل نسبيا إذا ما قورن بضعف الإمكانيات المادية والمعلوماتية لدى أجهزة الأمن المحلية.

 

◄ ما تعليقك على زيارة مجلس القيادة الرئاسي اليمني للعاصمة المصرية القاهرة؟


مازالت القاهرة رغم كل الظروف والمنعطفات التي مرت بها المنطقة عموما هي مركز القرار العربي سيًاسيًا وعسكريا واستخباراتيًا، فلا يمكن لمجلس القيادة الرئاسي الجديد أن يعمل ويتلقى الدعم السياسي الخارجي دون أن يتشاور ويضع خططه القادمة أمام القيادة المصرية.

فمصر التي تتقاسم مع اليمن الاشراف على مدخلي البحر الأحمر.مصر من جهة الشمال واليمن من الجنوب ولايمكن أن يستقر الأمن الدولي في البحر الاحمر وقناة السويس بغير توافق الدولتين.

وكذلك دور مصر الرائد في مكافحة الإرهاب الدولي، وبما أن السلطات المصرية قد قطعت شوطا مهما في مكافحة نشاط جماعة الإخوان المسلمين في مصر، قام مجلس القيادة الرئاسي الجديد في اليمن خلق صورة مغايرة لوضع السلطة الحالي في اليمن والتي كانت جماعة الإخوان تسيطر على مركز القرار فيه.

 

◄ كيف قضت الميليشيات الحوثي على الطفولة باليمن؟


مازال تجنيد الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال في اليمن مستمرا من جهة مليشيات الحوثي، فهي لاتعترف بالاتفاقيات الدولية المجرمة لتجنيد الاطفال وترسلهم إلى مصيرهم المجهول عبر غسل أدمغتهم وتعبئتهم بشكل خاطىء واستغلال فقرهم وفقر أهاليهم.

وبالنظر إلى الظروف المعيشية الصعبة في اليمن بشكل عام ومناطق سيطرة الجماعة الحوثية بشكل خاص والتي أجبرت عدد كبير من الأسر على إخراج أبناءهم من المدارس، استغلت جماعة الحوثي هذا الأمر، وتلقفت هؤلاء الصبية وسلمتهم أسلحة وارسلتهم إلى المحارق دون رحمة، في ظل ضعف القرار الدولي الذي يكتفي فقط بالإدانة والشجب.

◄كيف يشكل الحوثي تهديدًا إقليمًا ودوليًا؟

منذ أن سيطرت جماعة الحوثي على عاصمة اليمن صنعاء، دخلت المنطقة كلها في معترك صعب بسبب سقوط هامش الدولة الذي كان قائما حتى ذلك الوقت، فميليشيات الحوثي لاتعترف باتفاقيات دولية ولا بوضع إقليمي يحتم على أي سلطة موجودة في أي بلد التعاطي معه بمرونة شديدة، وتتخذ إجراءاتها بشكل انفعالي ومتسرع معتمدة ومستندة على وضعها كمليشيا غير معترف بها دوليا مما جعلها تتصرف وفقا لهذا المفهوم.

وكما يبدو أن الأمم المتحدة والعالم الغربي يبدي تساهلا غير مفهوم مع الجماعة الحوثية ويتعامل مع قراراتها الكارثية على السلم والأمن الدوليين بشيء من التراخي، ولو كان هناك ضغطًا دوليًا كبيرًا، منذ بداية سيطرتها على عاصمة اليمن صنعاء لكان الوضع قد تغير ولشهدنا سقوطا مربعا لميليشيات الحوثية ولم تكن لتصمد طيلة هذه الفترة، والتي قاربت الثمان سنوات.

 

◄ برأيك كيف أفشل الحوثيين مهمة الأمم المتحدة باليمن؟


يعاني الشعب في اليمن شمالا وجنوبا من تبعات الانقلاب باعتبار أن البلد بالأساس فقير ويعتمد على المساعدات المقدمة من الأشقاء والأصدقاء إضافة إلى بعض الموارد الأخرى مثل تصدير النفط والغاز والزراعة، والسياحة للاسف السياحة أقفلت بشكل تام بسبب الحرب وتصدير النفط والغاز يتم بشكل محدود جدا وفي بعض القطاعات ولايرى الناس أي تأثير له.

 

◄ كيف تري وضع القضية الجنوبية؟

 

لمعرفة وضع القضية الجنوبية علينا أولا أن نفسر للقارىء ماهي جذور القضية الجنوبية التي بدأت منذ أول يوم لما يسمى الوحدة اليمنية في مايو 90، والتي تعرض فيها الجنوبيين لكل أنواع التهميش والاقصاء وتوجت بحرب ظالمة في أبريل 94  أخرجت الجنوب من وضع الشراكة والندية وحولته إلى تابع أو واقع تحت احتلال، وبالتالي حرب 94  هي نتيجة وليست سبب، نتيجة لفشل المشروع الوحدوي منذ اليوم الأول، وبعد ارهاصات ومنعطفات كثيرة خرج الجنوبيين إلى الشارع في يوليو 2007 وشكلوا ماعرف فيما بعد بالحراك الجنوبي الذي اسمع صوته للاقليم والعالم بأن هناك شعب يقع تحت الاحتلال والظلم ولن يقبل بعد الان استمرار هذا الوضع، حيث أصبح لدى الجنوبيين حامل سياسي ممثلا بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يعبر عن مطالب أبناء الجنوب في الاستقلال عن اليمن وعودة دولتهم المفقودة منذ عام 90.

 

◄ برأيك ما هو الحل الأمثل للأزمة باليمن؟

 

برأيي أن الحل الامثل للأزمة في اليمن يتمثل أولا في حل القضية الجنوبية حلًا يرضي شعب الجنوب وهو الاستقلال عن اليمن، وبما أن القضية الجنوبية هي باعتراف السلطات اليمنية القضية الأكبر على الساحة اليمنية، فبالتالي يشكل حل هذه القضية حلا جذريا يرتضيه شعب الجنوب يشكل مفتاحا لحل بقية مشاكل اليمن.