بعد فرار الرئيس.. سريلانكا على صفيح ساخن وأمريكا تطلب حلا

عربي ودولي

متظاهرون يحتلون قصر
متظاهرون يحتلون قصر سريلانكا - أرشيفية

تمر سريلانكا بفترة عصيبة منذ اقتحام متظاهرين المقر الخاص برئيس الوزراء السريلانكي وأشعلوا فيه النار، وذلك عقب إعلانه عن موافقته على تقديم إستقالة رئيس البلاد بعد تشكيل حكومة جديدة.

 

فرار رئيس سريلانكا

تمكن الرئيس راجابكسا، 73 عاما، من الفرار قبل دقائق من دخول مئات المتظاهرين المقر الرئاسي، الذي كان مخصصا عادة لحفلات الاستقبال، ولكنه انتقل إليه في أبريل بعد اقتحام منزله الخاص.

وأطلق الجنود الذين يحرسون المقر الرسمي النار في الهواء لردع المتظاهرين، حتى تم إجلاء الرئيس وحاشيته الذين استقلوا سفينة حربية متوجّهة إلى المياه الإقليمية بجنوب الجزيرة.

إلا أن مصدرا عسكريا أشار إلى أن من المفترض أن يصل راجابكسا الاحد إلى قاعدة ترينكومالي البحرية في شمال شرق الجزيرة.

وبعد منتصف ليل السبت، دعا رئيس الأركان، الجنرال شافيندرا سيلفا، عبر شاشات التلفزيون، إلى الهدوء، مؤكدا على أن "هناك إمكانية لحل الأزمة سلميا ودستوريا".

 

أمريكا تطلب حلًا

طلبت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأحد، من الزعماء المستقبليين في سريلانكا بسرعة العمل لإيجاد حلًا للأوضاع السياسية والإقتصادية الراهنة في البلاد والتى تمر بأسوء فترة في تاريخها من نقص في الغذاء والوقود والطاقة والكهرباء، وفقًا لما صرح به متحدث وزارة الخارجية. 

وقال رئيس البرلمان السريلانكي ماهيندا أبيواردانا، في تصريح تلفزيوني متلفز، إن الرئيس أعلن عن موعد تنحيه في ١٣ يوليو لضمان انتقال السلطة بشكل سلمي.

من جانبه، أعلن شخصان مقربان من الرئيس، عن تقديم إستقالتهم وهما وزير الإعلام، باندولا غوناوردانا، الذي استقال أيضا من منصبه على رأس الحزب الرئاسي، ورئيس الخدمة الصحفية، سوديوا هيتياراشي،

 

اجتماع طارئ

وأعلن رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكرمسينغه، التالي في خلافة راجابكسا، عن عقد اجتماع طارئ للحكومة للمناقشة حول إيجاد حل سريع للأزمة الراهنة، مناشدًا جميع قادة الأحزاب السياسية بحضور هذا الاجتماع.

وأبدى استعداده للتنحي لإفساح المجال أمام حكومة وحدة وطنية. لكن هذا الموقف لم ينجح في تهدئة المحتجّين الذين اقتحموا منزل رئيس الوزراء وأضرموا النار فيه.

 

متظاهرون يحتلون قصر سريلانكا

 أعلن المتظاهرون الذين يحتلون القصر الرئاسي أنهم لن يغادروا حتى يستقيل الرئيس فعليا.

وقال الزعيم الطلابي، لاهيرو ويراسيكارا، "معركتنا لم تنته بعد"، مضيفا "لن نتخلى عن هذه المعركة حتى يغادر بالفعل".

وأفاد نشطاء طلابيون بأنهم عثروا على 17.8 مليون روبية (48 ألف يورو) في غرفة الرئيس راجابكسا وسلموها إلى الشرطة.

وجمعت التظاهرات المطالبة باستقالة راجابكسا في كولومبو مئات الآلاف من الأشخاص. كما اشتبك متظاهرون مع الشرطة التي حاولت تفريقهم بالغاز المسيل للدموع.

وعرضت قنوات تلفزيونية محلية صورا لمئات الأشخاص وهم يتسلقون بوابات القصر الرئاسي. كما نشر المتظاهرون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للحشود وهم يتجولون في داخل القصر، فيما قفز البعض في حوض السباحة داخل المجمع، وتجول آخرون في غرف النوم.

وأفاد مستشفى كولومبو الوطني، وهو المستشفى الرئيسي في العاصمة، باستقبال 105 أشخاص جرحى بعد احتجاجات السبت، فيما لا يزال 55 يتلقون العلاج الأحد. ومن بين الجرحى 7 صحفيين. وقالت المتحدثة باسم المستشفى، بوشبا سويسا، إن "شخصا واحدا في حالة خطيرة جدا بعد إصابته بطلق ناري".

وكانت سريلانكا دولة متوسطة الدخل تتمتع بمستوى معيشي تحسدها عليه الهند، ولكنها تأثرت بفقدان عائدات السائحين في أعقاب هجوم جهادي في عام 2019، ثم جائحة كوفيد-19.

وتفاقمت الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة منذ استقلال هذه الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، في العام 1948، من خلال سلسلة من القرارات السياسية السيئة التي اتهمت٢ بها العائلة الرئاسية الحاكمة منذ عام 2005.