البُرص أو الوزغ في العلم الحديث

"تراثيات مصرية" ماذا تعرف عن البُرص عند قدماء المصريين.. "وصفوه وحذروا منه"

أخبار مصر

إحدى الزواحف - ارشيفية
إحدى الزواحف - ارشيفية

يُعد البرص أحد أشهر الزواحف ارتيادًا للبيت المصري، وظهوره في أي مسكن إيذانًا ببدء حرب لا تنتهي إلا برؤية جثته ممدة أمام سيدةالدار، وإلا سيكون الحكم على الجميع بتفتيش الدار شبرًا وشبرًا، فالأسلم لك كرب الأسرة أن تتدرب جيدًا على اصطياده ومن أول وهلة.

هل عرف قدماء المصريين البُرص؟

في هذا الشأن يحكي المؤرخ بسام الشماع عضو الجمعية التاريخية في تصريحات إلى الفجر، أن البُرص كان من الزواحف المعروفة عند قدماء المصريين، وتم رسمه في الهيروغليفية بكثرة، وكذلك رأيناه في المناظر والأرقام المصرية القديمة وهو بالإنجليزية Gecko، وبالهيروغليفية يُنطق "عشا"، وتم رسمه في بعض الأحيان مفرود الأقدام وأسفله 3 علامات (III) وهي تعني الجمع.

الصورة من معبد إسنا - تصوير أحمد عبد الله مفتش آثار

معنى البُرص في الهيروغليفية

وأشار الشماع أن كلمة عشا جاءت بمعنى (كانوا) بأعداد كبيرة، وتعني أيضًا كثير وكمية، وعدد، وفي الغالب، والمصريين القدماء اعتقدوا أن البُرص سام وقال باحث أجنبي حديثًا إن البُرص يحمل السالمونيلا، ووصفه قدماء المصريين أحيانًا أنه ثعبان بأرجل، وهو بالفعل يحتل في العلم الحديث مرتبة متميزة من بين ألف من أنواع الزواحف، إذًا فهو زاحف بالفعل ووصف المصري القديم له أنه ثعبان دقيق.

كتاب البُرص

ولدينا بردية أطلق عليها "كتاب البُرص" محفوظة بمتحف برلين وترجع للقرن الأول الميلادي واكتشفت في الفيوم وكانت تحكي عن أن سقوطالبرص فأل أو نبوءة نذير نحس وشؤم حيث أن البرص متسلق جيد للغاية فسقوطه يعتبر حدثًا

سقوط البُرص عند القدماء.

وتابع الشماع أن سقوط البُرص كان حدثًا مدهشًا لقدماء المصريين، ولازالت تدهشنا إلى الآن لأن البُرص يجيد التشبث والتسلق، فالبرديةتبدأ بكلمة "لو سقط"

حيث تحكي البردية أن من يحلم بأن برص يسقط فمعنى هذا أنه سيحدث له في الواقع كذا وكذا وتسترسل البردية في الحكي عن دلالاتسقوط البُرص في الأحلام وتفسيراتها.

والبرص يحتل حيز كبير من التراث المصري، وهو ليس له علاقة بجودة نظافة المسكن، فهو يتسلل لأي مكان بمنتهى الحرية، عكس بقيةالحشرات التي تتربى على القاذورات

البُرص حديثًا

أوصى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ "البرص" وكان عند السيدة عائشة رضي الله عنها رمح تتبع به الأوزاغ وتقتلها، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن قاتله له أجر.

البُرص علميًا

وأظهرت نتائج أحدث إحصاءات وكالة حماية الصحة في بريطانيا، أن الأطفال فى المنازل التى يكثر بها الأبراص أكثر عرضة للإصابةببكتيريا السالمونيلا.

ونشرت مجله العلوم الأمريكية جزءً خاصًا ناقشت فيه مسببات الأمراض من الزواحف، حيث قال الدكتور برندان بوريل أنه قد وجد عشرهأنواع من السالمونيلا فى أحد الأبراص.

وهي تحمل الأمراض التالية

الأمراض البكتيرية، حيث تحمل بكتيريا السالمونيلا، ولا تتأثر بها ولكنها تنقلها إلى العوائل الأخرى.

الأمراض المعوية، حيث تحمل الأبراص العديد من الطفيليات أشهرها طفيل الكريبتوسبوريديم، وأيضًا الديدان الدبوسية Entrobius vermicularis، وهي معدية.

A0175988-73AD-41E5-B7C5-AAB53BF9D6E5
A0175988-73AD-41E5-B7C5-AAB53BF9D6E5
1287BF45-5B8A-4993-AEE4-7CAB27F02974
1287BF45-5B8A-4993-AEE4-7CAB27F02974