النقد الدولي يحذر من ركود حاد ينتظر مجموعة من الدول خلال الفترة المقبلة

الاقتصاد

صندوق النقد الدولي
صندوق النقد الدولي

أصدر صندوق النقد الدولي  تحذير من أن انقطاع واردات الغاز الروسي قد تؤدي إلى ركود حاد في دول شرق أوروبا وإيطاليا، خاصة إذا ما قامت الدول الأخرى حول العالم في تخزين إمداداتها القليلة.

ونقلت صحفية "فينانشيال تايمز" عن صندوق النقد توقعاته، والتي أشارت إلى أنه في حالة عدم توفير الغاز الطبيعي المسال مع تقليل أسعاره، فإن أي إجراء روسي لوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا قد يؤدي لانكماش اقتصادي بأكثر من 5 بالمئة في كل من جمهورية التشيك، والمجر، وسلوفاكيا، وإيطاليا.

وقالت رويترز الاثنين إن شركة غازبروم الروسية قد أبلغت عملائها في أوروبا أنها لا تضمن عودة إمدادات الغاز، وذلك نتيجة للظروف غير الطبيعية، الأمر الذي يزيد المخاوف من أن موسكو قد لا تستأنف ضخ الغاز الطبيعي عبر خط "نورد ستريم 1"، والمقرر يوم الخميس المقبل.


ومن جهة أخرى، قال الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء إنه في حال قيام روسيا بقطع إمدادات الغاز عن دول الاتحاد، فإن أكثر السيناريوهات سوءًا تشير إلى إمكانية تقلص النمو في المنطقة بنسبة تصل إلى 1.5 بالمئة إن كان الشتاء القادم باردًا ولم يتمكن الاتحاد من توفير بدائل مناسبة للطاقة.

ووفقًا لوثيقة اطلعت عليها بلومبيرغ، فمن المقرر أن تطلق المفوضية الأوروبية  تحذيرًا، في حالة كان الشتاء المقبل متوسطًا في برودته، يوضح أن قطع شحنات الغاز من موسكو قد يقلل الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي بنسبة تتراوح بين 0.6 و1 بالمئة.

وبحسب الوكالة الأوروبية للطاقة، فإن كل من النمسا وفنلنداو ليتوانيا تصل نسبة اعتمادهم بنحو 100 بالمئة على إمدادات الغاز الروسي، في حين تصل في بلغاريا 90 بالمئة، وبولندا 63 بالمئة، وألمانيا 55 بالمئة، وإيطاليا 40 بالمئة.

مستويات التضخم في أوروبا


سجلت معدلات التضخم في منطقة اليورو مستويات قياسية، حيث أظهرت البيانات الصادرة من يوروستات مؤخرًا استقرار مؤشر أسعار المستهلكين عند 8.6% خلال شهر يونيو وهي الأعلى على الإطلاق.

أسعار الطاقة كانت المساهم الأكبر في استقرار التضخم عند هذه المعدلات.. حيث ارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 42% فيما شهدت أسعار الغذاء والمشروبات صعود بنسبة قاربت 9%.

المعدلات الحالية تعتبر بعيدة عن مستهدفات المركزي البالغة 2%.

وتترقب الأسواق خلال الأسبوع الحالي اجتماع البنك والذي من المتوقع أن تعلن من خلاله كريستين لاغارد رئيسة المركزي عن أول رفع للفائدة منذ عقد من الزمن.

وترجح الأسواق أن نسبة رفع الفائدة قد تتراوح بين 25 إلى 50 نقطة أساس خاصة في ظل تسجيل اليورو سعر التعادل مع الدولار في ظل مخاوف الركود التي تسيطر على المنطقة الأوروبية.

وتعاني منطقة اليورو مؤخرا من أزمة طاقة كبيرة، وذلك في ظل تهديد روسيا بقطع إمدادات الغاز في ظل العقوبات التي تفرضها أوروبا على موسكو على وقع الحرب التي تخوضها مع أوكرانيا.

ارتفاع سعر الروبل

سجل سعر صرف الروبل الروسي، أعلى مستوى له مقابل الدولار الأمريكي منذ 5 يوليو الجاري، إذ تراجع سعر صرف الدولار دون مستوى 56 روبلا.

وذكرت بورصة موسكو في بيان أوردته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية اليوم الثلاثاء، أن سعر صرف الدولار تراجع بواقع 84 كوبيكا (الروبل = 100 كوبيكا) إلى 55.50 روبل، في حين انخفض سعر صرف اليورو بواقع 63 كوبيكا إلى 56.52 روبل.

وعن أسباب ارتفاع العملة الروسية مؤخرا، قال خبراء روس إن الارتفاع الأخير للروبل يرتبط ببداية الفترة الضريبية في روسيا، وفي هذا الوقت، ترتفع العملة الروسية بشكل تقليدي، كما أن أسعار النفط تدعم الروبل، والتي تجاوزت مستوى 100 دولار للبرميل.

ويضيف الخبراء أنه إلى جانب هذين العاملين هناك عوامل قديمة مثل الانخفاض الحاد في الواردات والفائض القياسي في الحساب التجاري.