د. حماد عبدالله يكتب: ما بين يوليو 52 ويوليو 2022!!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



يأتى شهر "يوليو" من كل عام يحمل ذكريات عاطرة للشعب المصرى خاصة والشعوب العربية عامة.
"فمصر" محور الحركة الوطنية العربية مهما تشدقت بغير ذلك أية دولة أو جهة أو منظمة.
شهر "يوليو" يعيد للذاكرة الوطنية حينما تقدمت صفوف المصريين مجموعة من أبنائهم ضباط من القوات المسلحة لتغيير النظام الملكى إلى نظام جمهورى صباح 23 يوليو 1952 ومنذ البيان الأول لقيام حركة الضباط الأحرار بالإستيلاء على مقاليد الأمور فى البلاد التى أدلى بها من الإذاعة المصرية البكباشى (محمد أنور السادات) وتوالت الأحداث وخرج الملك من مصر على يخته (المحروسة) يوم 26 يوليو 1952 تنازلًا عن مُلَكْ "مصر" لإبنه (الرضيع) "أحمد فؤاد الثانى" وسرعان ما أعُلِنَتْ "مصر" جمهورية، وألغت النظام الملكى وإنتهت بغير رجعة تلك السيطرة الأجنبية على البلاد سواء حكمًا أو ملكًا، أو حتى إقتصادًا، حتى أوائل الستينيات من القرن الماضى وقادت مصر حركات التحرر الوطنى من الإستعمار فى أرجاء العالم العربى وإفريقيا وحتى أمريكا اللاتينية.
كل هذه التطورات التى نقلت "مصر" من حيز تاريخى إلى حيز تاريخى جديد، لا شك بأننا حتى اليوم نجنى ثمار هذه الثورة التى إلتحم فيها شعب مصر مع مقدمته (رأس الحربة) من أبنائه فى القوات المسلحة، نجنى ثمارها (إيجابياتها وسلبياتها) ومازال الجنى لما زرعناه يتم، ولنا فى تفسير وتحليل سياسات هذا الزمن أراء متباينة!!، إلا أننا لا يمكن أن نختلف بأن "مصر" عاشت أزهى عصورها الوطنية فى ظل قيادة "جمال عبد الناصر" منذ عام 1952 وحتى هزيمة يونيه 1967،وكانت القفزة الثانية لشعب مصر للتصحيح بصدور بيان 30 مارس 1968، وإعادة بناء القوات المسلحة المصرية ورفعنا شعار ( يد تبنى ويد تحمل السلاح) وفقدنا (جمال عبد الناصر) مساء يوم 28 سبتمبر 1970، وأثناء الحرب التى قادتها "مصر" (حرب الإستنزاف) عقب أسبوع الهزيمة الحزين ظلت تلك الحرب تستنزف العدو الإسرائيلى حتى ظهر يوم 6 أكتوبر 1973، حيث كانت القفزة الثالثة للمصريين "جيشًا وشعبًا"، وإستطاعت القوات المسلحة المصرية أن تعيد للشعب المصرى بل للأمة العربية كلها الكرامة والعزة التى إهتزت يوم 5 يونيو 1967.
وما زال شهر "يوليو" فى الذاكرة المصرية بكل الإنجازات التى تمت فيه من إعلان الجمهورية إلى خروج الملك يوم 26 منه، إلى مناسبات وطنية أخرى كتأميم قناة السويس البحرية "شركة مساهمة مصرية"، 26 يوليو 1956 ثم بداية الإنطلاق إلى بناء السد العالى، ومواجهة ثلاث دول فى أكتوبر 1956، (بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل) وتصدى المصريين وعلى الجبهة والمواجهة شعب مدينة " بورسعيد" الباسلة حتى تم جلاء أخر جندى أجنبى شارك فى هذا الهجوم مساء يوم 23 ديسمبر عام 1956. أيضًا.
وظل "يوليو" علامة وطنية فى حياة المصريين بعد الثورة المصرية بقيادة "جمال عبد الناصر" بصدور "قرارات التأميم" لكل ما هو أجنبى فى مصر ومجانية التعليم لكل المصريين ،كان "يوليو" هو شهر تظهر فيه نتائج إمتحانات كل الشهادات العامة والجامعية ،حيث يبدأ الطلاب إما الإقبال على مرحلة جديدة فى التعليم أو إنهاء دراستهم الجامعية أو المتوسطة والإلتحاق بسوق العمل وكان "يوليو" دائمًا بداية شعله نشاط فى معسكرات بكل المدن المصرية وخاصة "الساحلية" تستقبل الشباب طيلة أشهر الصيف  يتلقوا المحاضرات ويزاولوا أنشطتهم الفنية الرياضية والأدبية تحت إشراف واعى وطنى يزيد من الإنتماء الوطنى لشباب هذه الأمة المصرية.
ويأتى يوليو 2013 لكل تقفز الأمة المصرية قفزة عظيمة إلى ميادين وشوارع مصر ،ترفض خطف البلاد ونزع هويتها من جماعة إرهابية منظمة إستطاعت أن تسيطر على الحكم، ووقف شعب مصر مناديًا رأس الحربة(أبنائه) من القوات المسلحة.
لكى يتقدم الصفوف أحد إبنائه من طليعة المجلس العسكرى اللواء/ عبد الفتاح السيسى ،لكى يعلن مساء 3 يوليو خارطه الطريق لإعادة صياغة الحياه السياسية والإجتماعية والإقتصادية المصرية ويمضى شعب مصر خلف قيادته بكل جسارة وصبر لكى نعيد بناء الوطن ،بناءًا صحيحًا قويًا.
، ونعيد إلى "مصر" كرامتها، ونتعفف عن ما توارثناه فى حقبات زمنية سابقة لإستقبال "المنح والمعونات (والتسول ) !!، لكى يعتمد شعب "مصر" على إنتاجه وعلى إبنائه فى أن يكون الشموخ لصيق هذه الأمه منذ نشأتها وإن شاء الله حتى نهاية الحياه على الارض "فمصر" عظيمة شامخه راسخه قوية بأبنائها.عاشت مصر حرة مستقله أبية !!
وتتقدم مصر عبر الزمن ويأتى دائمًا شهر يوليو من كل عام، فى عامنا الحالى 2022 ومصر تعيد حساباتها وتقيس تقدمها فى مسطرة يوليو 52، وما تبقى من مبادىء لم نستطع أن نحققها، أوجز لها ثورة يوليو فى فلسفة الثورة ومبادئها الست فى نقاطها المحددة، (القضاء على الإقطاع، القضاء على الإستعمار، القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم،إقامة جيش وطنى قوى، إقامة عدالة إجتماعية، إقامة حياة ديمقراطية سليمة).
وما زلنا نكافح فى مصر لإستكمال تطبيق هذه المبادىء، وأهمها المبدأ الخامس والسادس ونحن على الطريق
[email protected]