فإني قريب (14).. يا محسود أدعية للرقية والتحصين

إسلاميات

بوابة الفجر

 

ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أن العين حق، والسحر حق، ولذلك كانت هناك العديد من الآيات والأدعية النبوية، لإبطال العين، أو ما يعرف بالرقية الشرعية، ليتحصن بها الإنسان من كل المواقف السيئة، أو ما يثير حفيظته تجاه شيئ ما، سواء كبيرا كان أو صغير.

طريقة رقية الأطفال الصغار


وطريقة رقية الأطفال الصغار، لحفظهم وتحصينهم هي ما كان يفعله النبي "صلى الله عليه وسلم" بحفيديه الحسن والحسين رضي الله عنهما.
 
فقد روى البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ: إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ".
 


من فوائد الرقية الشرعية


الرقية الشرعية تزيد من الراحة النفسية والسكينة والطمأنينة، كما تحصن المسلم من أي سوء قد يصيبه، وتحميه من الأذى والآفات، وتزيد من قوته المستمدة من كلام الله سبحانه وتعالى، وتقود تفكيره إلى الصحيح والمستقيم والموزون بعيدًا عن الحيرة والتردد.


 
ماذا قال نبينا عن الرقية الشرعية


وعن الرقية قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا) رواه مسلم.
 
وقد روى الإمام البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - أنّ النبي - صلّى الله عليه وسلّم - كان يعوّذ بعض أهله فيمسح بيده اليمنى ويقول: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا).

كيفية الرقية الشرعية

ومن هذا نعرف أن الرقية تكون بوضع اليد اليمنى على موضع الألم، والتسمية بالله، وطلب الشفاء منه، فقد شكا عثمان بن أبي العاص ألمًا في جسده للنبي "صلى الله عليه وسلم" فقال له: (ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ.

 

ومما رواه علي بن أبي طالب أيضًا: (لدغتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عقربٌ وهو يصلِّي فلما فرغ قال لعن اللهُ العقربَ لا تدعُ مصليًا ولا غيرَه ثم دعا بماءٍ وملحٍ فجعل يمسحُ عليها ويقرأُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُوْنَ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ النَّاسِ)).

 

ورُوي عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أنّها قالت: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ.

 

ما تعني الرقية الشرعية

وإذا تأملنا في الرقية نجدها آيات وأدعية تلفت نظرنا إلى معاني وأمور تحمينا وتحصننا طوال حياتنا مثل:

 

التوكّل على الله وإحسان الظنّ به، والعلم بأنّ كل ما يُصيب العبد لا يخالف القدر، مع النظر في الأسباب التي أدّت إلى ذلك، والبحث عن حلول لها بالوسائل والأساليب المشروعة، قال تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).

 

الاستعاذة بالله من الشيطان وأعوانه وأتباعه، ويُقصد بالاستعاذة اللجوء إلى الله من كيد الشيطان، قال تعالى: (وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ إِنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ.

 

أفضل ما يتعوّذ به الإنسان

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا " وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".

وقوله: (فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا) لا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك كل ما كان يتعوذ به من التعوذات الشرعية الدالة على التوحيد وحسن الظن بالله والثقة به؛ اكتفاء بالمعوذتين.

ولكنه محمول على أن التعوذ بالمعوذتين أولى من غيرهما، وقد روى أبوداود عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: "بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْجُحْفَةِ، وَالْأَبْوَاءِ، إِذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ، وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وَيَقُولُ: (يَا عُقْبَةُ، تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا) "، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".

فلما كانتا أفضل ما تعوذ به المتعوذون كانتا أولى من غيرهما، لأنهما من القرآن، والقرآن أفضل الذكر.

 

تقوى الله وقراءة القرآن الكريم

الالتزام بتقوى الله وبأوامره واجتناب نواهيه؛ فالتقوى هي السبيل لحفظ الإنسان وحمايته، وبذلك يتولى الله رعاية عبده وتحصينه من كل سوءٍ، قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا).

 

كما أن الإكثار من قراءة القرآن والحرص على ترديد الأدعية المأثورة مفعولها مؤكد في الحفظ والعلاج والوقاية، فقد وصف ابن القيم كلام الله بأنّه دواءٌ للمؤمن من كل داءٍ، وأنّه الحصن والدرع لصدّ أي أذى قد يعترض للإنسان، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا).

 

المداومة على الاستغفار

المداومة على الاستغفار من الذنوب والمعاصي، قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا)، والإكثار من الأعمال الصالحة التي تدفع البلاء، مثل الصدقة والإحسان إلى الناس.

 

أقسام الرقية الشرعية

وتنقسم الرُّقية الشرعية المشروعة إلى قسمين الأول هو الرقية بآياتٌ معينة من القرآن الكريم، أما القسم الثاني فهو الأدعية التي وردت في السُّنة النبوية، وسواء كانت الرقية بالآيات أو الأدعية فإن الرقية الشرعية هي دعاءٌ ووسيلةٌ لطلب الشفاء من الله سبحانه وتعالى، في أي وقت وعلى أي حال فباب الدعاء إلى الله مفتوحٌ لنا دائمًا ولا يغلق أبدا.