"بعد زيارة بيلوسي وتهديدات بكين".. ما أهمية تايوان للصين؟

عربي ودولي

الصين وتايوان
الصين وتايوان

هبطت طائرة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي، منذ قليل في مطار سونغ شان في العاصمة التايوانية تايبيه بعد أيام من التهديدات الصينية من تلك الخطوة.

 

تعد قضية تايوان هي الأكثر القضية الأكثر جدلًا خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن تم الكشف تقارير تؤكد زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي، إلى تايوان لتظهر حساسية ملحوظة تجاه وضع الجزيرة، لتقوم الصين بتحذير أمريكا من "عواقب وخيمة ومن اللعب بالنار" خلال مكالمة بين الرئيسان.

 

وكان قد وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، زيارة نانسي بيلوسي لتايون بأنها غير فكرة غير جيدة، وفي السطور التالية.. لماذا سببت تلك الزيارة كل تلك هذه الضجة الواسعة وما أهمية تايوان للصين؟

 

مخاوف من اندلاع صراع بين أمريكا والصين


تعد تايوان نقطة صراع خطيرة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ويرى الخبراء أنها ستكون بداية انطلاق للحرب العالمية القادمة،  ويخشى المسؤولون بواشنطن من تحرك صيني لضم تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي.


تاريخ الصراع بين الصين وتايوان


يعد قبائل أوسترونيزيان هم أول المستوطنين المعروفين لتايوان، والذي يعتقد أنهم أتو من جنوب الصين، وظهرت الجزيرة التايوانية بالسجلات الصينية  عام 239 بعد الميلاد، حين أرسل الإمبراطور جنود لاستكشافها.



كانت تايوان تدار من قبل أسرة تشينغ الصينية من 1683 إلى 1895، ومع بداية القرن 17 بدأ أعداد المهاجرين من الصين إلى الجزيرة تتزايد بشكل كبير، هربًا من الظروف المعيشة القاسية.

 

وفي عام 1895 كانت اليابات قد انتصرت في حربها مع الصين وتنازلت حكومة تشينغ عن جزيرة تايوان لليابان.

 

لتبدأ الحرب العالمية الثانية وتنهزم اليابان وتتخلى عن سيطرتها عن الأراضي الصينية التي قد وضعت يدها عليها، لتبدأ جمهورية الصين في حكم الجزيرة بموافقة دول الحلفاء "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".

 

وخلال سنوات قليلة تبدأ الحرب الأهلية الصينية في الاندلاع، لتهزم قوات ماو تسي تونغ الشيوعية قوات الزعيم آنذاك تشيانغ كاي شيك، ليهرب تشيانغ وبقايا حكومة إلى تايوان في عام 1949 ويجعلوها مقرًا لحكومتهم ويقوم الشيوعيون المنتصرون بالتركيز على البر الرئيسي.

 

بعدها بسنوات بدأ مقاومة من السكان المحلين، تحت ضغط من حركة ديمقراطية متنامية، في تايوان تطالب بالتحول الديمقراطي وعزل تشيانغ تشينغ كو، نجل القائد تشيانغ الذي وصفوه بوريث الديكتاتورية.

 

وقد قاد الرئيس لي تنغ هوي، المعروف باسم "أبو الديمقراطية" في تايوان، تغييرات دستورية نحو نهج سياسي أكثر ديمقراطية، مما أدى في النهاية إلى انتخاب تشن شوي بيان، أول رئيس من خارج حزب الكومينتانغ في الجزيرة عام 2000.

دولة واحدة ونظامان


لتبدأ في الثمانينيات العلاقات الصينية التايوانية في التحسن بعد طرح صيغة تعرف باسم "دولة واحدة ونظامان" تمنح بموجبها تايوان استقلالية كبيرة إذا قبلت إعادة توحيد الصين، ليواجه العرض الرفض التام.

 

 

وفي عام 1991، أعلنت تايوان انتهاء الحرب مع جمهورية الصين الشعبية في البر الرئيسي.

 

 

 

 

 

بداية القلق الصيني 


بعد انتخاب تشين شوي في عام 2000 وأيد صراحة في بيان "الاستقلال" عن الصين بدات بيكين تشعر بالقلق، لكنها لم تتحرك.

الصين وتايوان

وفي عام 2004، تم انتخاب إعادة انتخاب تشين، حينها أصدرت بيكين ما يسمى بقانون مناهضة الانفصال، والذي ينص على حق الصين في استخدام "الوسائل غير السلمية" ضد تايوان إذا حاولت "الانفصال" عن الصين.

 

وفي عام 2008 خلف تشين في الرئاسة ما يينغ جيو، الذي بدأ العمل على تحسين العلاقات الصينية التايوانية من خلال عقد اتفاقيات اقتصادية.


وبعد ثماني سنوات وفي عام 2016، انتخبت الرئيسة الحالية لتايوان تساي إنغ ون.

 

تقود تساي الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي يميل نحو الاستقلال الرسمي النهائي عن الصين.

 


الاعتراف الدولي بتايوان


الصين تنظر لتايوان إلى إنه ا مقاطعة انفصالية، وتعهدت باستعادتها بأي طريقة كانت وحتى بالقوة إذا لزم الأمر، ويرى التايوانين أن الجزيرة دولة ذات سيادة.

 

وتعتبر الصين تايوان مقاطعة انفصالية تعهدت باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر، لكن قادة تايوان يقولون إنه من الواضح أنها أكثر من مجرد مقاطعة، مشددين على أنها دولة ذات سيادة ولديها دستورها الخاص وقادتها الذي تم انتخابهم ديمقراطيا.

 

ولكن في عام 1971، حولت الأمم المتحدة الاعتراف الدبلوماسي إلى بكين وتم إجبار "حكومة جمهورية الصين" على الانسحاب.

 

منذ ذلك الحين، انخفض عدد الدول التي تعترف بـ "حكومة جمهورية الصين" دبلوماسيا بشكل كبير إلى نحو 15 دولة.

 

أهمية تايوان للصين


جذبت تايوان استثمارات أجنبية بلغت 7.6 مليار دولار في ذروتها خلال عام 2018، ومن أهمها قطاع الإلكترونيات التي تأخذ الحصة الأكبر من هذا الاستثمار الأجنبي حيث تعتبر شركة "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" (TSMC)، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، وتبلغ قيمتها 600 مليار دولار. وتتمتع تايوان بسطوة كبيرة على السوق الصيني بسبب أشباه الموصلات.

 

وكشفت إحصائية حديثة من شركة "غلوبال داتا" إلى أن تايوان تحتل المرتبة 21 في أكبر اقتصادات العالم، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي 662.1 مليار دولار، متوقعة أن يستمر اقتصاد تايوان بالنمو بنسبة 19% إضافية بحلول عام 2025.

 

أهمية تايوان للصين

ويعد الاقتصاد الصيني مترابط بشكل كبير مع الاقتصاد التايواني، فبيكين تعد أكبر شريك لتايوان  فبلغت حجم التصدير "515 مليار دولار صادرات، من يناير2017 إلى يناير 2022"، وبعدها تاني الولايات المتحدة بــ "245 مليار دولار في الفترة ذاتها".

 

وبعيدًا عن الأهمية الاقتصادية، فإنّ ضمّ تايوان إلى الصين يسمح لبكين بالسيطرة الكاملة على الممرات الرئيسة للسفن التي تدخل وتخرج من بحر الصين الشرقي والجنوبي، ويمنع حلفاء واشنطن على غرار اليابان عن التجارة والإمدادات.