بعد أزمة زيارتها لتايوان.. من هي نانسي بيلوسي؟

تقارير وحوارات

نانسي بيلوسي، أرشيفية
نانسي بيلوسي، أرشيفية

في زيارة هي الأولى من نوعها منذ خمسة وعشرين عامًا، هبطت طائرة رئيس مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، مساء الثلاثاء إلى العاصمة تاييه التايوانية، ضاربةً بالتحذيرات الصينية عرض الحائط وفيما تعتبر الصين زيارة بيلوسي لهذه الجزيرة اعترافًا ضمنيًا من أمريكا باستقلال تايوان رغم أنها جزءًا أساسيًا من الأراضي الصينية وترى الولايات المتحدة الأمريكية أحقية رئيس مجلس النواب زيارة تايوان حال أراد ذلك، وتوضح " الفجر" في السطور القادمة من هي نانسي بيلوسي أرفع مسؤول أمريكي يصل تايوان منذ ٢٥ عامًا

نشأتها

ولدت نانسي بيلوسي في السادس والعشرين من مارس عام ١٩٤٠ في مدينة بالتيمور الساحلية الواقعة ضمن الولاية ميريلاند، ونشأت في عائلة أمريكية سياسية من أصول إيطالية ولأسرة مرموقة فوالدها ينتمي للحزب الديمقراطي وعضوًا في الكونجرس عن ميريلاند وتولى رئاسة بالتيمور لمدة اثني عشر عامًا، وهو يعد أول عمدة إيطالي أمريكي يحكم المدينة، أما والدتها ذات الجذور الإيطالية فكانت ناشطة سياسية أيضًا وتدعى أننشاتيا وبين هذين الوالدين وستة أبناء يكبرونها قضت نانسي طفولتها وحينما بلغت الثانية عشر من عمرها حضرت أول مؤتمر وطني للحزب الديمقراطي وانخرطت في مساعدة والدها في أعماله الإنتخابية

 

 

تعليمها

درست في مدرسة ثانوية كاثوليكية للبنات في مدينة بالتيمور، ومن ثم التحقت بكلية ترينيتي بالعاصمة واشنطن لتتخرج منها في العام ١٩٦٢ بدرجة بكالوريوس الآداب في العلوم السياسية، ولتلحق الدرجة العلمية بالتدريب على يد السيناتور دانيال بروستر عضو الحزب الديمقراطى من ميريلاند والسيناتور المعروف والذي تلقى على يده أغلب أعضاء مجلس النواب في الحزب ستيني هوير

 

 

الأولوية للأسرة

وخلال تواجدها في واشنطن، حيث نالت شهادتها الجامعية، وفي سنوات شبابها تعرفت بيلوسي على رجل الأعمال والخبير المالي بول بيلوسي وتزوجا سريعًا لينتقلا فيما بعد إلى سان فرانسيسكو وينجبا خمس أطفال_ أربع بنات وابن وحيد_ وفضلت نانسي أن تكرس تلك الحقبة من حياتها لتربية أبنائها وتكوين الأسرة

 

 

أولى الخطوات

بعد سنوات من الزواج بدأت بيلوسي أولى خطواتها السياسية كمتطوعة في الحزب الديمقراطى وفي عام ١٩٧٦ ساعدت حاكم كاليفورنيا، جيري براون، في الفوز بالانتخابات التمهيدية خلال ترشحه لمنصب الرئيس وفي العام نفسه شغلت منصب ممثل كاليفورنيا في اللجنة الديمقراطية

 

وتولت عام ١٩٨٣ منصب رئيس الحزب الديمقراطى بولاية كاليفورنيا ومن ثم فازت في عام ١٩٨٨ بمقعد في الكونجرس، وفي عام ٢٠٠١ شغلت منصب مراقب نظام حزب الأقلية في مجلس النواب الذي يعد ويسجل أصوات مجلس نواب الحزب لتصبح في العام التالي زعيمة الأقلية المعارضة داخل مجلس النواب.

 

 

أول رئيسة لمجلس النواب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية

 

 وبعد أن نجح الحزب الديمقراطي عام ٢٠٠٦  في السيطرة على مجلس النواب انتخبت بيلوسي من جانب حزبها رئيسة لمجلس النواب، لتصبح أول رئيسة تتولى هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة وتكرر في السنوات اللاحقة فوزها برئاسة المجلس ثلاث مرات

 

المرتبة الثانية في خط الخلافة الرئاسية

يعد منصب رئيس مجلس النواب الذي تشغله بيلوسي واحدًا من أرفع المناصب السياسية المنصوص عليها فى الدستور الأمريكي، وبه تحتل بيلوسي المرتبة الثانية في خط الخلافة الرئاسية مباشرةً بعد نائب الرئيس، وتعد بيلوسي الرئيس رقم ٥٢ لمجلس النواب الأمريكي.

 

طارق فهمي إسماعيل أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة

 

السيناريو العسكري مستبعد في ذلك التوقيت مع تخوفات من رد فعل بكين

 

قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان برغم التحذيرات الصينية من الزيارة أمر هام، حيث أخذت الزيارة طابعًا عسكريًا واستقبلها وزير الخارجية التايواني جوزيف وو.

 

وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، تشير تصريحات السيدة بيلوسي إلى موقف أمريكي مباشر واستمرار الدعم الأمريكي مع التأكيد على أن الزيارة لا تتعارض مع الصالح الصيني الأمر الذي يجعل المشهد يتجه إلى مزيد من التصادمات ما بين تايوان وما بين الصين من جانب، وبالأخص لمواجهة تايوان خيارات عسكرية سابقة.

 

وتابع الخبير السياسي، ونشرت الصين صواريخها تعليقًا على هذه الزيارة، وهناك قلق لدى الدول الأوروبية بسبب مخاطر التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين

 

ويعتبر الأوروبيين أن أي مواجهة عسكرية بين الصين وواشنطن ستكون خارجة عن السيطرة، وهناك سيناريو لهذه المواجهة المتوقعة

 

وأشار إلى أن الأمر يحتاج إلى مراجعة وإلى مواقف، خصوصًا وأن الصين لجأت إلى تأكيد أن الولايات المتحدة ستدفع الثمن وأنها ستتخذ كافة الإجراءات للحفاظ على مصالحها، وفي هذا الإطار جميع السيناريوهات متوقعه

 

ويرى أنه ستكون للزيارة تبعات خطيرة، موضحًا أن انتهاء الزيارة لا يعني انتهاء الأزمة بل بالعكس هي بداية للأزمة لأن هناك أنشطة عسكرية كبيرة في المنطقة وهناك أيضًا تصعيد أمريكي كبير فمجلس الأمن القومي الأمريكي صرح بأن قرار زيارة الجزيرة هو قرار بيلوسي في النهاية وأن أعضاء الكونغرس قاموا بزيارة تايوان بشكل دوري على مدى سنوات لكن لهذه الزيارة ربما تداعياتها الخاصة

 

 

واختتم تصريحاته قائلًا هناك تخوف لدى مسؤولي الإدارة الأمريكية من إمكانية استغلال بكين هذه الزيارة لاتخاذ خطوات استفزازية للقيام بأعمال عسكرية انتقامية في مضيق تايوان أو حول تايوان ذاته، وكل السيناريوهات العسكرية تستبق أي سيناريوهات سياسية في هذا التوقيت.