مصر والكويت.. علاقات وطيدة في مختلف المجالات

عربي ودولي

بوابة الفجر

تعتبر مصر والكويت من الدول العربية التي تحظى بعلاقات وطيدة، ويتنوع التعاون بينهما ليصل الكثير والكثير من المجالات. فالعلاقات المصرية الكويتية لها جذور تاريخية عريقة تظهر بشكل واضح منذ منتصف القرن التاسع عشر، وما زادها رسوخًا هو الدراية بأهمية هذا التعاون الدولي العربي من قبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد. قدمت الكويت أيضًا الكثير من المساعدات المالية لمصر وخاصة بعد ثورة 25 يناير والتي وصلت قيمتها مليارات الدولارات. 

الزيارات المتبادلة من الجانبين

من أجل دعم التعاون المشترك بين البلدين، تتبادل مصر والكويت الزيارات الرئاسية والتي كان أخرها في شهر فبراير حيث قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة للكويت وكان في استقباله أمير الكويت نواف الأحمد وولي العهد. في هذه الزيارة، تم مناقشة الكثير من الجوانب المشتركة وكيفية توثيق العلاقات بين البلدين. شمل الحديث عن الكثير من الجوانب الاقتصادية والتجارية والأمنية وغيرها والتي تصب في مصلحة البلدين، إلى جانب تعزيز محاول التعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية. الجدير بالذكر أن زيارة السيسي لدولة الكويت في فبراير من هذا العام تُعد الخامسة له منذ توليه منصب الرئاسة.

من جانبه، استقبل الرئيس المصري في نفس الشهر رئيس مجلس الأمة الكويتي السيد مرزوق الغانم بغرض مناقشة العلاقات بين الكويت ومصر ووضع بعض الاتفاقيات ومناقشة المزيد من بروتوكولات العمل بين البلدين. ما هذا إلا دلائل كبيرة عن وجود علاقات أخوية ووثيقة بين البلدين والحرص على التعاون بشكل مستمر في مختلف المجالات.

التعاون المصري الكويتي الاقتصادي

ينال التعاون الاقتصادي بين الكويت ومصر الكثير من الأهمية من الجانبين. فالجانب المشترك هو سعي القيادات الحكمية نحو تحقيق التقدم الاقتصادي والنهوض بالدولة وسط أجواء عربية غير مستقرة. فالجانب المصري يعيش طفرة اقتصادية واستثمارية غير مسبوقة وذلك من خلال المشروعات التنموية وإعادة البنية التحتية للكثير من القطاعات. فمصر تعمل على بناء العاصمة الإدارية الجديدة ومدن جديدة أيضًا تجذب إليها ملايين وملايين من الاستثمارات الأجنبية. فوق ذلك، تعمل مصر على تعزيز محطات الكهرباء، بناء خط جديد لمترو الانفاق، بناء الطرق والكباري ورفع كفاءة الموجود منها وما إلى ذلك. هذه التجربة الفردية التي تخوضها مصر تعتبر مثالًا يحتذى به من الجانب الكويتي، كما أنه يجذب الكثير من الاستثمارات الكويتية التي ترى من مصر مناخ خصب للتجارة والمشروعات الاقتصادية. 

في عام 2014، قامت مصر والكويت بتأسيس واحد من المجالس التعاون الهامة بين البلدين وهو مجلس التعاون المصري الكويتي والذي يضم مجموعة من أهم رجال الأعمال في البلدين. الهدف من هذا المجلس هو تعزيز سبل التعاون الاقتصادي والسعي نحو تعاون أكبر في مجال الاقتصاد والاستثمار. بالطبع يساهم هذا المجلس في نمو الجانب الاقتصادي خاصة أنه تم إضافة بعض الملفات الأخرى مثل الري وغيرها من الأنشطة التي تساهم بشكل كبير في توسيع العلاقات الثنائية بين مصر والكويت. 

بصفة عامة، وخلال السبع سنوات الماضية، شهدت العلاقة الاقتصادية بين البلدين الكثير من التطور حيث وجدت الكويت في مصر الأرض الخصبة للاستثمارات والتي بدورها ساهمت بشكل كبير في تطوير الملف الاقتصادي المصري ودفع عجلة التقدم للأمان. لم تكن هذه الاستثمارات في العاصمة الإدارية الجديدة، ولكن شملت استثمارات الكويت في مصر الكثير من المناطق والمدن الأخرى في القاهرة، الاسكندرية، محافظات الدلتا والصعيد ومحافظات سيناء وساحل البحر الأحمر. يُقدر الخبراء بأن حجم هذه الاستثمارات وصل لحاجز 15 مليار دولار مما يجعل من الكويت ثالث أكبر شريك تجاري عربي في مصر بعد الإمارات والسعودية، ورابع شريك تجاري عالمي بين الدول المستمرة في مصر.

مجال الاتصالات والتعاون المصري الكويتي

تضخ الكويت أيضًا الكثير من الاستثمارات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات داخل مصر. فهي تساهم في بعض الشركات المهتمة بالتكنولوجيا، كما تدعم الطفرة التكنولوجية التي تسير نحوها مصر مؤكدة في الكثير من المواقف على أن المستقبل الرقمي له دور كبير في مواكبة التقدم العالمي. علاوة على ذلك، يعمل في الكويت الكثير من منصات الألعاب عبر الإنترنت والتي تقدم الترفيه بشكل آمن وموثوق. تدعم الكويت هذه المنصات التي تعمل بشكل قانوني ومرخص وتتيح للاعبين من مصر الدخول على هذه المنصات، الاشتراك والترفيه من خلال بيئة آمنة. فعلى سبيل المثال، يعتبر اللعب في كازينو الكويت من أفضل الوجهات الترفيهية الهامة للاعبين سواء من مصر، الكويت أو غيرها من الدول العربية. هذا الموقع يوفر مئات ومئات من الألعاب المختلفة، ويحرص على توفير أقصى درجات الخصوصية والحفاظ على سرية بيانات اللاعبين. هذا علاوة على تسهيل المعاملات المالية وتقديم المكافآت النقدية المجانية. 

التجارة بين البلدين

إن الملف التجاري بين البلدين من أهم الملفات التي تتناولها الزيارات الرسمية بين مصر والكويت. تقوم البلدين بالكثير من عمليات التبادل التجاري والتي وصلت قيمتها مبلغ 1.6 مليار دولار خلال عام 2021 حسب إحصائيات بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. تقوم مصر بتصدير الكثير من المواد والسلع منها الفاكهة والخضروات، الأجهزة الكهربائية، الوقود والزيوت المعدنية وغيرها. من جانبها، تقوم الكويت بتصدير الكثير من المنتجات والسلع الأخرى لمصر منها السيارات والجرارات ومعدات، لدائن ومصنوعات، الوقود ومنتجات كيمائية وعضوية.

ملف التعليم في مصر نموذج يحتذى به في الكويت

تعتبر مصر وجامعاتها المرموقة المنبر التعليمي للكثير من الطلاب الكويتيون الذين يفضلون إكمال دراساتهم الجامعية في مصر. تساهم جامعات مثل جامعة القاهرة، جامعة عين شمس وجامعة أسيوط في تخريج طلاب على أعلى مستوى من العلم والمهارة المطلوبة في سوق العمل والتي تحوذ على إعجاب الجانب الكويتي. ليس هذا بجديد حيث أنه في عام 1945، أسست الكويت في مصر بيت الكويت للطلاب والذي يعتبر مقر البعثة الطلابية الكويتية في مصر ويدعمهم طوال فترة دراستهم في مختلف مراحل التعليم المصري. فقد بلغ عدد الطلاب الكويتيون في مراحل التعليم المختلفة في مصر نحو 30 ألف طالب. علاوة على ذلك، تقوم وزارة التربية والتعليم المصرية بتطبيق طريقة تعلم جديدة على الطراز الأوروبي وخاصة على طلاب الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية وطلاب المرحلة الثانوية. هذه التجربة هي محل اهتمام من الجانب الكويتي الذي يطمح في تطبيق هذه التجربة أيضًا. 

ملف البترول والطاقة

تستثمر الكويت بشكل واضح أيضًا في ملف البترول والطاقة في مصر. فعلى سبيل المثال، تمثل شركة كويت إنرجي مصر أحد الشركات الكويتية التي تعمل في مجال الطاقة والبترول في مصر وتهتم بالتنقيب عن الهيدروكربونات وتطويرها وإنتاجها. مثال أخر، عقدت وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر مذكرة تفاهم مع شركة كويت إنرجي ايجيبت من أجل تدريب الكوادر البشرية وإعداد القيادات من الشباب للعمل في مجال البترول.