"التمثال الذي سرقه الألمان" خبير يطالب بوضع جدارية لمهندس الهرم الأكبر بمحطات المترو

أخبار مصر

تمثال حم أيونو
تمثال حم أيونو

تداول عدد كبير من رواد “السوشيال ميديا” صورة ساخرة تمثل الفنان نجاح الموجي في تكوين يشبه الهرم مع ادعاء أن هذه جدارية لمحطة مترو الهرم، وحازت الصورة على تعليقات عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

صورة منتشرة على الفيس بوك

صور يجب أن تُنشر

ومن ناحيته قال بسام الشماع المؤرخ المعروف في تصريحات إلى الفجر، إن التاريخ المصري القديم ملئ بالشخصيات الجديرة بأن توضع كجدارية لمحطات مترو الأنفاق المرتبطة بالمواقع الأثرية أو التراثية والتي تعد فرصة لنشر المزيد من المعلومات عنهم، ويجب تزويد تلك الجداريات بلوحات شارحة وكذلك لوحات بطريقة برايل كما يمكن لشاشات المترو أن تعرض أفلام قصيرة عن تلك الشخصيات مع ترجمتها للغة الصم. 

مهندس الهرم الأكبر

واقترح الشماع أن يتم وضع جدارية في محطة مترو الهرم للمهندس العبقري "حم-إيونو"، مهندس الهرم الأكبر، وهذا الرجل هو المصري القديم الأصيل الذي يجب أن نفخر به، فهو من الإثباتات الهامة والقوية لعبقرية الهندسة والمعمار، وعلم التشييد وفن البناء المصري، واسمه مكون من مقطعين، الأول: حم بمعنى خادم.  والثاني، إيونو بمعنى منطقة المطرية عين شمس "هليوبوليس القديمة أون"، وخدم هذا العبقري في مدينة ومعبد وإداريات العاصمة المكرسة لعبادة رب الشمس إبان الأسرة الرابعة الدولة القديمة.  

المهندس حم أيونو

حم أيونو

وتابع الشماع، على الرغم من عدم معرفتنا الكاملة بالطرق المبهرة التي استخدمها المهندس "حم-إيونو" في بناء هرم الملك الذي كان يخدم في بلاطه الملكي، الملك "خنوم-خوفو" المشهور بـ "خوفو"، وذلك لعدم الكشف أية رسومات هندسية أو حسابات معمارية مرسومة على برديات أو شقافات أو جدران حتى الأن، إلا أننا على علم مؤكد بأنه المسؤول عن تخطيط وإدارة وتنظيم أعداد كبيرة من الحجر الجيري في مبنى هرمي يصل ارتفاعه إلى حوالى 146 متر تقريبًا، وهو الذي خطط هندسيًا وجيولوجيًا لكي تتحمل الأرض الطبيعية بهضبة الجيزة ثقل ووزن يصل إلى 6 مليون طن.  

تمثال حم أيونو

وأضاف الشماع أن تمثال حم أيونو اكتشفه الألماني "هيرمان چنكر" عام 1912م، حيث وجد المقبرة الخاصة بحم أيونو مسروقة، وتمت السرقة خلال عصر الاحتلال الروماني لمصر.

والتمثال منحوت من الحجر الجيري الأبيض، وهو منحوت من قطعة واحدة من الحجر، ارتفاعه 155.5 سم، ويظهر "حم - إيونو وهو جالس، وقد تم تهريب  إلى ألمانيا بطريقة تتصف بالمكر والخبث واللاشرعية حيث يقبع الآن رغم عنا داخل بمتحف مدينة “هيلديسهايم”، والتي تقع على بعد  حوالى 30 كم جنوب مدينة "هانوفر" غرب برلين بألمانيا. 

وصف التمثال

وأشار الشماع إلى أن التمثال لا يحتوي على بهرجة فنية أو أي استعراض للألوان الزاهية أو الملابس المزركشة ومحاكاة المجوهرات المبهرة، فهو منحوت بشكل بسيط وبأسلوب السهل الممتنع، يرتدي تنوره قصيرة فقط، وتم نحت نص هيروغليفي على قاعدة التمثال بجانب قدميه، ويظهر من التماثل أن صاحبه كان زائد في الوزن بعض الشئ وربما كان يعاني من تضخم أو زيادة في حجم الصدر الذكوري، “تثدي”، لكن أيضا هناك احتمال ان هذا الوزن الزائد الظاهر هنا هو رمز ودليل
وإشارة إلى القوة والثراء ولكنه لم يكن زائدًا في الحقيقة، لذا لا نستطيع التأكد من شكل حم ايونو الطبيعى عن طريق التمثال. 

من هو حم أيونو

وقال الشماع إن، حم إيونو هو ابن الأمير "نفر- ماعت" وزوجته "أم حم-إيونو" المسماة "إيتيت"، وربما يكون حفيد للملك "سنفرو" مؤسس الأسرة الرابعة، صاحب هرمي دهشور، ويعتقد علماء متحف رومر بهلديسهايم أن حم أيونو كان ابن أخ الملك خوفو.

ألقاب حم أيونو

وأضاف، تعددت ألقاب حم أيونو ومنها، المشرف على كل الأعمال الملكية "هذا هو اللقب الذي أكد أنه مهندس الهرم الأكبر"، ولقب ابن الملك من صلبه (من أكثر الألقاب تبجيلًا وتفخيمًا للشخصية التي يخلع عليها وذلك لأنها تربط هذه الشخصية –في هذه الحالة "حم-إيونو"– بالملك برباط الدم والعائلة).

وهو أيضًا العمدة والوزير والوريث الأمير الوراثى وحامل أختام الملك لمصر الدُنيا وحارس مدينة "نخن" وكاهن المعبودة القطة "باستت" وكاهن "شيسيمتيت" وكاهن كبش مدينة "ميندس" وحارس الثور الأبيض ووالمشرف على الكتبة الملكيين والأكبر سنًا في القصر "وهو لقب تبجيلي" وفم كل الناس في مدينة "بي" ومن ألقابه أيضا لقب "قائد المغنيين "المنشدين" لمصر العليا والدُنيا، والذى يحب سيده.

وختم الشماع كلماته قائلًا، يجب أن يحظى تمثال حم أيونو باهتمام كبير، ويجب تسليط الضوء على صاحبه، فهو صاحب أكبر انجاز عبر التاريخ، ووضع جدارية له بمحطة من محطات مترو الأنفاق المرتبطة بمنطقة الهرم، ستكون خطوة ناحية التعريف به.