خبير عسكري يمني يكشف لـ "الفجر" ماذا يعني تمديد الهُدنة في بلاده؟

تقارير وحوارات

العقيد ركن محسن ناجي
العقيد ركن محسن ناجي مسعد

قال المحلل والخبير العسكري اليمني العقيد ركن محسن ناجي مسعد، إن تمديد الهدنة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة خصوصًا وأن مليشيات الحوثي هي الطرف المستفيد من تمديد الهدنة التي أعلنتها مؤخرًا الأمم المتحدة التي تدعم وبقوة مسألة تمديد الهدنة في اليمن.

 

وأكد ناجي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، بأن هذا الدعم يدخل في سياق الرغبة الدولية في إيقاف الحرب في اليمن التي مضى عليها قرابة ثمانية أعوام.

 

وتابع الخبير العسكري اليمني في حديثه بأنه من الواضح جدا بأن مآلات الهدنة تصب في مجرى مليشيات الحوثي التي نجحت في تحقيق العديد من المكاسب التي عجزت عن تحقيقها عسكريا وميدانيا، ومن أبرز تلك المكاسب التي حققتها مليشيات الحوثي هي إنها استطاعت خلال فترة الهدنة السابقة أن تعيد ترتيب أوراقها العسكرية استعدادا لخوض الحرب.

 

وأشار أن مليشيات الحوثي استطاعت من خلال هذه الهدنة أن تحصل على العديد من الامتيازات ومنها السماح للبواخر المحملة بالمشتقات النفطية بتفريغ حمولتها عن طريق مينا الحديدة الخاضع للحوثيين كما تم فتح مطار صنعاء الدولي أمام الملاحة الدولية وتنظيم العديد من الرحلات الجوية.

 

كما أكد بأن مسألة تعنت الحوثيين ورفضهم المتكرر لتمديد الهدنة  فهذا لا يدخل ضمن سياق الرفض الحقيقي وإنما يدخل في سياق رفع سقف مطالبهم أمام المجتمع الدولي ممثل بالمبعوث الدولي لتحقيق المزيد من المكاسب والإستفادة القصوى من مثل هذه الهدن العسكرية التي خدمت مليشيات الحوثي وشرعنت لوجودهم في المناطق التي يسيطروا عليها.

 

واختتم حديثه بأن الأيام أثبتت بأن هناك تواطؤ من قبل المجتمع الدولي الذي يتعامل مع المليشيات الحوثي على قدم المساواة بينها وبين الشرعية دون النظر إلى الوضع الغير الطبيعي لتلك المليشيات التي أنقلبت على النظام الشرعي في اليمن وصدرت بحقها العديد من القرارات الدولية التي تلزمها بالتراجع عن الانقلاب الذي أقدمة عليه ضد النظام الشرعي في اليمن عام 2014م.


يذكر أن المبعوث الأممي لليمن أعلن في وقت سابق عن تمديد الهدنة الإنسانية في اليمن لفترة ثالثة.

 

وأوضح هانس غروندبرغ، المبعوث الأممي إلى اليمن، أن تمديد الهدنة يتضمن التزامًا من كافة الأطراف بتكثيف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق هدنة موسع في أسرع وقت.


وفي بيان لمكتب المبعوث الأممي قال "يسعدني أن أعلن عن أنَّ الطرفين اتَّفَقَا على تمديد الهدنة بالشروط ذاتها لمدة شهرين إضافيين من 2 أغسطس 2022 وحتى 2 أكتوبر 2022".

وشدد البيان على أهمية إحراز الأطراف تقدم حول فتح طرق في تعز وفي محافظات أخرى لتسهيل حرية حركة ملايين اليمنيين من نساء ورجال وأطفال وتسهيل تدفق السلع أيضًا.


حيث قال يستحق سكان تعز والمحافظات الأخرى أن تعود عليهم الهدنة بالمنفعة من كافة جوانبها"، في إشارة للحصار المفروض من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية.

 

كما جدد مجلس القيادة الرئاسي التمسك بإلزام مليشيات الحوثي بتنفيذ تعهدات الهدنة بما في ذلك فتح الطرق الرئيسية في محافظة تعز، ودفع رواتب الموظفين من عائدات موانئ الحديدة وذلك في ردع الاتصالات الأممية والدولية الرامية لتمديد التهدئة.


ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في الساعة “16:00بتوقيت جرينتش” الساعة 19:00 بتوقيت اليمن أول أيام شهر رمضان المبارك الموافق 2 إبريل من العام الجاري وتم تجديدها للمرة الثانية في 2 يونيو الماضي.