ما علاقة كنيسة التوحيد باغتيال شينزو آبي؟.. رئيس الوزراء الياباني الجديد يجيب

عربي ودولي

 رئيس الوزراء الياباني
رئيس الوزراء الياباني - صورة أرشيفية

قالت وكالة روسيا اليوم، إن فوميو كيشيدا، رئيس الوزراء الياباني، طالب بعقد اجتماع مع وزراء حكومته اليوم الأربعاء، لمعرفة مدي علاقتهم بكنيسة القيامة، وهي الكنيسة الدينية التى كانت سببًا في اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق.

فوزراء جدد شملهم تعديل وزاري أعلنه اليوم الأربعاء، إلى "مراجعة" علاقتهم بـ "كنيسة التوحيد"، وهي مجموعة دينية كانت سببا في اغتيال سابقه شينزو آبي.

ومؤخرا سادت حالة من الجدل في الشارع الياباني بعد تجدد الحديث عن علاقات تربط مسؤولين في الحزب الديموقراطي الليبرالي بزعامة كيشيدا والفرع الياباني لكنيسة التوحيد والتي تعرف أيضا باسم "طائفة مون".

وفي الآونة الأخيرة، تعرضت الكنيسة التي تأسست في كوريا الجنوبية في خمسينيات القرن الماضي واشتهرت بإقامة حفلات زفاف جماعية، لانتقادات بسبب قضايا مختلفة بما في ذلك كيفية جمع الأموال.

وقُتل رئيس الوزراء السابق شينزو آبي في تموز/يوليو على يد رجل اتهمه بأنه على صلة مع "كنيسة التوحيد". 

وقال قاتل آبي إن أمه كانت أحد أعضاء المجموعة الدينية غير أنها أفلست بسبب التبرع للجماعة، ملقيا باللوم على آبي في الترويج لـ "كنيسة التوحيد". 

وجاء إعلان كيشيدا، الذي تولى مهام منصبه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن فريقه الحكومي الجديد، ليبزر رغبته في وقف تآكل التأييد الشعبي له في ظل علاقات حزبه بالجماعة الدينية المثيرة للجدل.

والأسبوع الماضي طلب كيشيدا من كل الوزراء توضيح صلاتهم المحتملة بـ "كنيسة التوحيد".

وقال كيشيدا في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء "من أجل تبديد شكوك الجمهور في هذا التعديل الوزاري، لم أعين سوى الذين قبلوا بتعليماتي الصارمة بأن يقوم كل منهم بالتحقق من علاقته بالمجموعة (الدينية) وتفحص ذلك بدقة على أساس مسؤوليته بصفته رجل سياسة"، وفق وكالة "فرانس برس".

وأوضح أنه اختار وزراء ذوي خبرة للتعامل مع أزمات متعددة "لكن من بين أولئك فقط الذين وافقوا على مراجعة علاقاتهم مع الجماعة من أجل استعادة ثقة الشعب".

وأضاف: "يلتقي الساسة بالعديد من الناس في إطار مناصبهم لكن حين يتعلق الأمر بجماعات مريبة يتعين عليهم قطع العلاقات معها".

وتابع رئيس الوزراء الذي أظهر آخر استطلاع للرأي تراجع الدعم الشعبي له إلى 46 بالمئة من 59 بالمئة قبل ثلاثة أسابيع فقط: "نحن بحاجة إلى احترام حرية الأديان لكن من الطبيعي أيضا أن تلتزم هذه الجماعات بالقوانين وأن يتم التعامل معها إذا خالفتها".

ونفى أي صلة تربطه بتلك المجموعة الدينية قائلا: "ليس لدي أي صلة بالكنيسة على حد علمي".

وكان محللون بينهم شيجينوبو تامورا، الذي سبق وعمل لصالح الحزب الحاكم، قد أكدوا أن التراجع الشعبي في دعم كيشيدا جاء نتيجة الانتقادات الموجهة إلى "كنيسة التوحيد"، وأن هذا هو السبب الرئيسي في قيامه بالتعديل الوزاري.

ولم تقف "كنيسة التوحيد" موقف المتفرج حيال تصريحات رئيس الوزراء، إذ انتقد رئيس فرعها في اليابان توميهيرو تاناكا بشدة كيشيدا، لطلبه من وزرائه الجدد مراجعة وتوضيح صلاتهم بالمنظمة.

وأضاف في مؤتمر صحفي نادر عقده اليوم في العاصمة طوكيو إنه أمر "مؤسف"، مع ذلك أقر تاناكا بوجود مصالح مشتركة بين منظمته والحزب الديموقراطي، "تتمثل في الأساس بمعارضة الشيوعية"، وفق قوله.

واتهم رئيس فرع المجموعة الدينية في اليابان وسائل الإعلام بشن حملة كراهية ضدها، وقال إن تغطيتها "تنم عن كراهية" و"كذب" وترقى في نظره إلى "اضطهاد ديني" و"انتهاك لحقوق الإنسان".

ومضى تاناكا بقوله: "لم نرتكب عنفًا أو قتلًا يوما لكن الكنيسة تتلقى الآن تهديدات بالقتل ويشكو بعض أعضائها من سوء معاملة ضدهم بما في ذلك ترهيب أطفالهم"، محذرا من أن ذلك قد تكون له عواقب "جسدية".

يشار إلى أن التعديل الوزاري الجديد شمل تعيين ياسوكازو هامادا (66 عاما) وزيرا للدفاع، وهو المنصب الذي ينطوي على أهمية كبيرة في ظل أجواء التوتر حول تايوان و"التهديد" الكوري الشمالي.

وسبق أن شغل هامادا المنصب نفسه بين عامي 2008 و2009. 

كما شمل التعديل تعيين تارو كونو وزير الدفاع والخارجية السابق وزيرا للشؤون الرقمية، وساناي تاكايشي التي كانت قريبة من شينزو آبي وزيرة للأمن الاقتصادي، وهي معروفة بمواقفها القومية المتشددة، وكاتسونوبو كاتو وزيرا للصحة والعمل والشؤون الاجتماعية، وهو منصب شغله من قبل.

وأبقى كيشيدا في تعديله الوزاري على كل من وزيري الخارجية يوشيماسا هاياشي والمالية شونيتشي سوزوكي والأمين العام للحكومة هيروكازو ماتسونو.