نفسنة الستات وصلتنا لفين !

فضفضة

بوابة الفجر

 

السلام عليكم،
استاذة نيفين افتقدت الكلام معاكي بقالي كتير لكن احداث حياتي اتغيرت للأسوأ بشكل سريع واتلهيت جدا في زحمة الدنيا.. لكن النهاردة انا وصلت لمرحلة ابتديت أقلق من نفسي على نفسي وعلى الآخرين كمان.. انا بعتلك قبل كدة في مشكلات لكنها بعيدة عن اللي هكتبه النهاردة.. انا في امس الحاجة لمساعدة فعلا،
انا كنت عايشة في احدى المحافطات طول عمري بحكم شغل والدي لكن امي كانت عايشة في القاهرة لانهم كانوا مطلقين ودة طبعا من ضمن الموضوعات اللي عاملالي ازمة نفسية لغاية دلوقتي.. حياتي مرت وعمري فات وانا بتفرج عليه من بعيد اكني مش طرف احساس غريب جدا.. المهم.. احداث حياتي فضلت تتنقل من حدوتة لحدوتة وكلهم أسوأ من بعض وفي الفترة دي كان دوري الصمت والفرجة اكني ضيفة في العيلة دة بخلاف ان والدي متجوز وله اولاد وامي كمان اتجوزت وجابت اولاد.. وبالرغم من سوء احوالي لكن فضلت معنويا صامدة اصبر نفسي بمستقبل يمكن ييجي فيه احداث تفرحني أو حتى اقابل شريك حياة كويس.. اعتمدت على الفكرة دي عشان اقدر استحمل ظروفي فبقيت يوميا اقعد بالساعات احلم احلام اليقظة وطبعا فيها مواصفات شريك حياتي اللي معظمها لايمكن تتحقق لاني ببساطة بنت من اسرة اقل من المتوسطة صحيح على قدر من الجمال لكن مين من المدينة هيشوفني ويعجب بيا وانا ما بين المدينتين رايحة جاية مش بلحق حتى اقعد في مكان اكتر من اسبوع مكنش ليا صديقات اعيش معاهم سني واحلى سنين عمري كنت بتفرج برضه على البنات عايشين ازاي من بعيد واقعد اندب حظي حتى بنات العيلة كنت بحس انهم جايين من كوكب تاني لانهم كانوا في ظروف افضل مني بكتير ولما بنتجمع افضل أحط نفسي في مقارنات معاهم ما أخدتش منها غير وجع قلبي وبكاء طول الليل وفكرة اني استمتع بالوقت دة معاهم حتى لو مؤقتا ما خطرتش على بالي لان الوجع اللي جوايا كان مغطي على اي فرصة للفرحة، فضلت كدة سنين طويلة لغاية ما بالصدفة واحد جارنا شافني وغالبا لحظتها أعجب بيا لاحظت نظراته وإنه بيقصد يقف مخصوص عشان يسلم عليا ويعرفني على نفسه وبحكم الجيرة انا بشوفه وانا نازلة مثلا اي مشوار أو غيره.. فضل كدة معايا على الحال دة لغاية ما جت لحظة حسيت إنه شغل بالي وانا بمنتهى الغباء أو بسبب فقر خبرتي تخيلت إنه الزوج المناسب.. الراجل دة اكبر مني ب ١٤ سنة ولم يسبق له الزواج طبعا عرفت ليه بعدين لكن بعد ما اتورطت وتخيلت اني بحبه.. هو غير وسيم بالمرة وشكله مفيهوش ولا ميزة حتى مظهره كان بيميل لطباع الريف اكتر في كل تصرفاته وعلىرالرغم اني متربية في مدينة غير القاهرة لكني كنت متطورة عنه في الحكاية دي لان اهلي ربوني بطريقة مختلفة.. المهم فضلنا نتبادل الكلام على التلفون ونتقابل لغاية ما اقنعني تماما إنه الرجل المناسب وطبعا في وسط احداث مقابلاتنا اكتشفت إنه ماديا ضايع ومن اسرة متزمته خصوصا في موضوعات الحواز عاملين شروط غريبة جدا.. على ايه معرفش يعني لو كنت هتجوز رجدي اباظة كان هيبقى اسهل، خلاصة القول جه واتقدم لابويا ورفض طبعا وقالي مش من مستواكي يابنتي خالص انتي تستاهلي احسن من كدة وكلام ابويا وقتها صحيح لاني بعد ما اصريت على الجواز منه لقيته غير مستقر بالمرة ومن مدينة لمدينة دة عملي احساس بعدم الامان ودائما مش عارفة اكون صداقات بحكم التنقل الكتير دة غير إنه ماديا منيل على عينه وعشت معاه ايام في التقشف دة كتير جدا حتى المشروع اليتيم اللي فكر بعمله فشل فيه واتنصب عليه من واحد من اخواته.. فضلت سنين على الحال دة وبرضه كالعادة بتفرج على احداث بنات خالتي واعمامي وهمة ليتحرروا من رجالة تفرح وكل واحدة فيهم مستقرة وبتجيب اللي هي عايزاه وانا كمان اتحولت من انسانة احتمال تتحمل ظروفها الو واحدة ناقمة على العيشة كلها لكن في الوقت دة فضلت محافظة على عدم ظهور اي مشاعر بالغيرة والحقد على افراد الهيبة عشان علاقتنا ما تخربش وفي نفس الوقت اقدر اتابع اخبارهم واسرارهم براحتي.. الحقيقة لقيت نفسي كل ما اتابع الاخبار الاقي نفسي في حال أسوأ ومعنوياتي بتخرب اكتر ومشاعري تجاه جوزي طبعا اتغيرت وبقيت احس بالدونية طول الوقت وابتديت أنفسن على اقاربي البنات بزيادة لدرجة اعتقد إنه ا وصلت لهم ومعرفش ايه كمان بدات احسن انهم بيضطهدوني ودخلت في دايرة من التفكير صعبة جدا وكانت السبب في اهمالي لجوزي اللي خلته يلاحظ تغيري وبالتالي بدأ يتهمني بالتقصير.. انا اصلا عشان ما بقتش طايقاه لإنه راجل عقيم وفاشل بقيت اسوء فيها قلت يتفلق امال لو كان راجل عدل كان عمل ايه.. المهم انا كنت مطنشاه خالص لغاية ما هو قرر اننا نجيب اولاد.. الفكرة ما كانتش على بالي من كتر ما كنت ومازلت مركزة مع الآخرين فقلت بيني وبين نفسي طيب ايه المانع انا اجيبله عيال بتلهي فيهم وفات الوقت زي البرق فجأة لقيت نفسي عندي اربع اولاد كارثة طبعا خصوصا في ظروف جوزي المادية الزفت دي وهو كمان غبي إنه يجيب كل العيال دي من غير تخطيط منه وطبعا النتيجة ان حالنا زاد سوء وبقيت عايشة على معونات مادية من امي شوية وابويا شوية وخلاني واللي عنده زكاة عايز يطلعها بقيت انا على اخر الزمن من اللي يستحقون الصدقة ولاد اللذينة كانوا بيذبحوني بالطريقة دي ببطء وجوزي ولا فارق معاه.. مر الزمن وتحولت تماما إلى شخصية كل اللي يشوفني ما يحبش يقابلني تاني من كتر ما الظاهر كدة تفسنتي عليه المصيبة اني واعية لتصرفاتي لكن مش قادرة امنعها من كتر غلي بصراحة.. استاذة نيفين انا محتاجة مساعدة على الاقل اقدر اعرف ارجع لربع الطباع اللي كنت عليها زمان انا نفسي كارهة نفسي قوليلي اعمل ايه.
ف. أ
 

فضفضة
محررة الصفحة.. نيفين حجازي 
 

عفوا لصراحتي..  انتي تكرهين نفسك من البداية ومن قبل زواجك من الاساس وتكرهين ظروفك وحتى والديكي.. لقد تركتي نفسك لهواجسك ومقارناتك تقودك إلى حفرة مظلمة وقبل ان تظلمي بها من حولك ظلمتي بها نفسك وزوجك واولادك، الحقد والغيرة والمقارنة لن يأتو لك بما تشتهين من الدنيا بل سيضعونك في صندوق أسود كلما مر الزمن ضاق عليكي، والمراقبة والمشاهدة من بعيد لظروفك ومن هم حولك على حد وصفك كانت طرق سلبية على الرغم إنه لديكي وقتها الفرصة لمصارحة والدتك كمثال في كل ما تشعرين به من ضيق ومهما كانت الام مشغولة أو تحت ضغط ظرف معين هي في النهاية أم لن يهون عليها ابناؤها وبأقل خبرة لديها بالقطع كانت ستنتشلك من لحظات ضعفك.. على الاقل كانت ستنصحك بالتخلص عن افكارك التي هدمت حياتك وكانت السبب في انحدارك إلى منطقة أقل مما انتي عليه كما ايضا وصفتي لي، اسمعيني صديقتي.. انا لاحظت من رسالتك انكي ايضا تقومي بالاسقاط على زوجك طوال الوقت بالرغم إنه يحبك من البداية لكن كان الاسقاط عليه هي الطريقة المستخدمة والبديلة لعدم مواجهة نفسك بمساوئها.. هي من أكثر الطرق شيوعا عند البعض لعدم قدرتهم على مواجهة عيوبهم وسوء سلوكهم، أما عن اولادك فكيف لك ان تفكرين بهم على انهم مجرد أداة أو كارت للربح به.. الا تذكرين انهم مسؤولية تحاسبين عليها ؟! كيف هان عليكي ابناؤك إلى هذا الحد ؟! أقيمتهم عندك انهم مجرد أداة لإلهاء زوجك عن ملاحقتك باللوم ؟ عجبت من سلوكك.. اعتذر لك عن لهجتي ربما تكون حادة لكن واجبي توجيه المرآة أمامك ان كنت ترغبين في المساعدة حقا.. لن اجاملك ابدا على حساب نفسك وزوجك واولادك.. من جهة أخرى لا بد وأن تبدأي في إعادة النظر في تقييم نفسك وكل ماهو حولك بما فيهم الزوج.. كان لديكي الكثير من الفرص لدفع زوجك إلى الامام وان تنصحيه بتنمية نفسه لتحقيق انجاز في عمله والزوجة خصوصا هي الاكثر قدرة على توجيه الدفة إلى منطقة آمنة خاصة ان كان الزوج ليس لديه الوعي أو القدرة على تحقيق الاحلام بشكل عام، الزوجة لها الريادة عادة في تطوير أسرتها الصغيرة، لكن متى يحدث هذا ؟ عندما تتخلصي تماما من أفكارك الهادمة ومشاعرك السلبية تجاه الآخرين.. ليس من المستحيل فكلنا يعلم تماما الخطأ من الصواب والحرام مو الحلال بالفطرة.. يمكنك استخدام عقلك وضميرك دون مساعدة لاعادة نفسك على الوجهة الصحيحة وبقليل من المجهود ستعيدين صياغة مشاعرك وحياتك بشكل مقبول جدا.. كبداية يمكنك الابتعاد عن التركيز مع الآخرين وتكرثي وقتك ومجهودك لرعاية اسرتك الصغيرة وادارة مشكلاتهم وتفاصيل حياتهم وبالمناسبة هم في أمس الحاجة إلى هذه الخطوة منكي.. لكنك في البداية ستصدمين من ما سترينه من سلوكيات على ابنائك وهذا طبيعي جدا نتيجة إهمال فترات طويلة لكن مع بذل شيء من المجهود ستتحول الامور إلى الافضل بإذن الله.. أما عن علاقتك بأقارب خاصة من هم لاحظوا سوء تصرفاتك.. من السهل اعادة كل شيء إلى صوابه وهذا بالطبع يرجع إلى تصفية النوايا وحسن المعاملة بالاضافة إلى اعادة قناعاتك ان كل انسان ولا بد ان لديه مايكفيه من المشاكل ولا يغرك المظاهر فلا تدرين على ماذا تغلق كل هذه الابواب.. كل بيت مغلق على معاناة انتي لاتعلمي عنها شيء.. ليس معنى ان من حولك لا يتكلمون عن احوالهم انهم يتمتعون بالجلوس فوق البرج العاجي.. على العكس تماما.. كل الموضوع انهم يحاولون الخروج من همومهم بالجلوس مع اقاربهم ليتمتعون بفكرة الود وتبادل الحديث اللطيف الذي يساهم في مساعدتهم على تحمل ما يعانون منه.. ومجرد تصورك ان العالم كله يعيش في هناء تلك فكرة فاشلة للحكم على الأمور ولا تجني منها سوى تعاستك، صديقتي العزيزة.. ارجو منك الاهتمام بنصيحتي واستثمري الوقت المتبقي لانقاذ نفسك واسرتك من القبر المظلم الذي دفنتي نفسك به.. هذا اقل وصف.. افتحي عينيك على الحياة بمنظور مختلف وعيشي متعتها كما يجب ان يكون.. مازلت اراهن في ماتبقى من قدرتك على محبة نفسك من جديد.. لاتسمحي بتسلل الافكار السوداء مرة اخرى بذلك ستعرفين كيف تحبين نفسك وبالتالي الآخرين.. واخيرا.. ادعو لك بالتوفيق.. تحياتي.. نيفين حجازي