وسط تحركات لحل الأزمة.. هل تعقد استقالة وزير المالية المشهد في العراق؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

لم تنجح القوى السياسية بالعراق في التوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة مع تصاعد التوترات بين التيار الصدري وإطار التنسيق، التشكيلات الشيعية الرئيسية. ووسط هذا  الجمود السياسي، أعلن وزير المالية علي علاوي استقالته، متعللًا بأسباب تتعلق بعدم قدرة الحكومة على أداء مهامها بسبب الوضع السياسي الراهن. على الرغم من محاولات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الإبقاء على علاوي في الحكومة، إلا أنه قُبل قراره في النهاية. وبعد ذلك، قام بتعيين وزير النفط الحالي، إحسان عبد الجبار، وزيرًا جديدًا للمالية.

 

وأعلن علاوي استقالته في رسالة تلاها في اجتماع للحكومة العراقية في بغداد. وأشاد الوزير السابق فيه بإنجازات الحكومة الحالية الكبيرة في السياسة الاقتصادية والخارجية. وعلى الرغم من صعوبة الأوضاع الحالية في العراق، يعتقد علاوي أن حكومة الكاظمي أوفت بوعودها بالكامل. 

كشف حساب

وسلط الضوء على إنجازات الحكومة في التغلب على الأزمة الصحية وتخفيف الآثار الاقتصادية للوباء. وأكد علاوي في رسالته أن الاقتصاد العراقي نما بنسبة 11٪ بالإجراءات التي صممتها الحكومة الحالية. كما أشاد البنك الدولي بالتحسن الاقتصادي في العراق.

 

 وبحسب بيانات المنظمة المالية الدولية، فقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للعراق بنسبة 1.3٪ العام المنصرم بعد الانكماش الحاد في عام 2020. كما نمت القطاعات غير النفطية، مصدر الدخل الرئيسي للبلاد، بنسبة 6٪ في عام 2021. على الرغم من الصعوبات التي تواجه الدولة، مثل الفساد والصراع السياسي ونظام الرعاية الصحية الضعيف، يتوقع البنك الدولي نموًا إجماليًا بنسبة 8.9٪ هذا العام.

 

وبالإضافة إلى الإشادة بالوضع الاقتصادي، استذكر علاوي العملية الانتخابية في أكتوبر الفائت، وأكد أن "الحكومة استطاعت إجراء انتخابات نزيهة بنزاهة كبيرة، حسب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى التي راقبت الانتخابات". ومع ذلك، لم تتمكن التشكيلات السياسية المختلفة من التوصل إلى اتفاق، مما أدى إلى الجمود الحالي ومنع الحكومة من العمل بشكل طبيعي. وأضاف: "لا يمكن لأي حكومة في العالم أن تعمل دون ميزانية".

دعوة لـ "الحوار وطني"

ورحب المتحدث باسم مجلس الوزراء ووزير الثقافة حسن ناظم بكلمات علاوي في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع. وقال ناظم إن "نص الاستقالة وصف إجراءات الحكومة وإنجازاتها بأنها استثنائية"، مشيرا إلى أن علاوي "أعرب عن احترامه الكبير" لهذه الإنجازات. كما انتهز المتحدث الفرصة للتأكيد على أن الحكومة الحالية "ليست جزءًا من الصراع السياسي ولديها إرادة حقيقية للعمل ضمن القانون".

 

وفي الوقت نفسه دعا الكاظمي جميع أعضاء الحكومة إلى الالتزام و"الارتقاء إلى مستوى التحدي". وأضاف "الالتزام قوة حقيقية وأنا أحثهم على التحلي بالصبر والشجاعة".

في وقت سابق اليوم، دعا رئيس الوزراء العراقي جميع القوى السياسية الأخرى إلى بدء حوار وطني لإنهاء الأزمة السياسية المتفاقمة تدريجيًا. واقترح الكاظمي "ادعو الاخوة قادة القوى السياسية الوطنية إلى لقاء وطني في قصر الحكومة لبدء حوار وطني عميق ومداولات". كما حث الزعيم العراقي جميع الأطراف السياسية على وقف "التصعيد الشعبي والإعلامي".

الصدر يؤجل احتجاجات حاشدة 

بعد مرور عشرة أشهر على الانتخابات، لم ينجح العراق حتى الآن في تشكيل حكومة جديدة. يشتد الجمود السياسي مع تصاعد المواجهة. المعركة على السلطة بين القوتين الشيعيتين الرئيسيتين، التيار الصدري - الفائز في الانتخابات - وإطار التنسيق - الكتلة السياسية التي تمتلك معظم المقاعد والتي تتكون من تحالفات موالية لإيران. وتصاعد التوتر بين الفصيلين بعد أن تولى أنصار الصدر رئاسة البرلمان العراقي في ثلاث مناسبات. وعبر أنصار رجل الدين عن رفضهم لقرار الإطار التنسيقي بتعيين محمد شياع السوداني رئيسا للوزراء.

 

 وسط تصاعد التوترات بين القوات الشيعية ومظاهرات كلا التشكيلتين في المنطقة الخضراء ببغداد، أعلن رجل الدين المؤثر عن احتجاجات حاشدة كان من المقرر عقدها يوم السبت 20 أغسطس،  لكن بعد دعوة الكاظمي إلى "حوار وطني"، طلب الصدر من أتباعه تأجيل المسيرات "إلى أجل غير مسمى". وكتب الصدر على حسابه على تويتر "أراهن على الحفاظ على السلام الاجتماعي. دماء العراقيين أغلى من أي شيء آخر".