"بداية عودة للحوار".. ما الملفات التي تنتظر ماكرون في الجزائر؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العاصمة الجزائرية؛ للقاء نظيره عبد المجيد تبون، ومناقشة عدد من القضايا الهامة للسياسة الخارجية الفرنسية والأوروبية. وذلك في وقت يبدو فيه أن التوترات بين الجزائر والمغرب تنحسر، الأمر الذي قد يبشر بالخير للزعيم الأوروبي، الذي يحمل وزنًا كبيرًا في قرارات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، في محاولة لتحقيق بعض الاستقرار في المنطقة، وهو مفتاح لأوروبا.

 

وتأتي زيارة ماكرون، للجزائر أيضًا في وقت تطالب فيه ألمانيا بإعادة تنشيط مشروع ميدكات، وهو خط أنابيب الغاز الذي يعبر إسبانيا وفرنسا لتزويد أوروبا الوسطى بالغاز.

 

وسيكون لدى الرئيس الفرنسي أوراق كثيرة يلعبها وسيحاول إقناع القوى السياسية والعسكرية الجزائرية بوقف الأعمال العدائية مع المغرب وإسبانيا، وذلك لأن العلاقات مع هذين البلدين الجارين للجزائر هو مفتاح نجاح مشروع خط أنابيب غاز ميدكات في أفضل الظروف الممكنة.

 

بداية عودة للحوار 

في البداية، كان على ميدكات نقل الغاز الجزائري عبر خطي الأنابيب اللذين يربطان الجزائر وإسبانيا. في أكتوبر 2021 فقط، بعد قطع العلاقات مع المغرب، قررت شركة سوناطراك المملوكة للدولة عدم تجديد الاتفاقات للسماح بمرور الغاز عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي الذي يربط طنجة بطريفة. منذ ذلك الحين، انخفض تدفق الغاز إلى إسبانيا بشكل كبير.

 

تمتلك إسبانيا بنية تحتية رئيسية للغاز في أوروبا بفضل العديد من مصانع إعادة تحويل الغاز إلى غاز والتي تحول شبه الجزيرة إلى مركز للطاقة. كانت فرنسا دائمًا ضد ميدكات، لكن الطلب الألماني والحرب في أوكرانيا قد يعنيان تغييرًا في هذا الاتجاه. بعد يوم من إعلان الوزيرة الإسبانية لانتقال الطاقة، تيريزا ريبيرا، أن مشروع ميدكات يمكن أن يكون جاهزًا للعمل في غضون 8 إلى 9 أشهر، هرولت الطائرة، المخصصة لنقل كبار المسؤولين وأعضاء الحكومة الإسبانية، إلى الجزائر العاصمة حيث مكثت نحو 6 ساعات. على الرغم من أن السلطات الإسبانية لم تنقل شيئًا عنها، إلا أن الرحلة قد تكون بداية عودة للحوار بين إسبانيا والجزائر، بعد انهيار.

 

التأشيرات الفرنسية

ستكون رحلة ماكرون أيضًا فرصة جيدة لتسوية الخلاف بين فرنسا والجزائر والمغرب حول منح التأشيرات لدخول الأراضي الأوروبية. أصبحت هذه التأشيرات نادرة اعتبارًا من سبتمبر 2021، عندما انتقدت فرنسا البلدان المغاربية لعدم قبول عودة مواطنيها بأمر طرد من التراب الوطني، والذي ينطبق على الأجانب الذين ارتكبوا جرائم أو مخالفات على الأراضي الفرنسية، وكذلك على الأشخاص الموجودين في وضع غير نظامي.

 

كما سيكون الماضي والروايات الجديدة للتعاون والتوأمة الودية على رأس جدول أعمال الرئيس الفرنسي في الجزائر. تم تكليف لجنة جزائرية فرنسية مشتركة بقيادة اثنين من المؤرخين في عام 2018 باقتراح سلسلة من الإجراءات والسياسات لكتابة مستقبل من "التفاهم " بين البلدين، ولم يؤت أي منها إلى نتيجة.

 

وقد تعمل الحكومة الإسبانية على إعادة بناء واستعادة علاقتها مع الجارة الجزائر. وهذه من أولى الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها بعد أن علمت أن طائرة داسو فالكون D900 التابعة لسلاح الجو الإسباني قد حلقت إلى العاصمة الجزائرية الجزائر في الثالث عشر من أغسطس الجاري، وعادت إلى مدريد بعد الساعة 7 مساءً. التطبيقات والمواقع.

 

تأتي المعلومات من العديد من التطبيقات والمواقع الإلكترونية المخصصة لتتبع الرحلات الجوية عن طريق إشارة الأقمار الصناعية. فوجئ العديد من مستخدمي الشبكات الاجتماعية برؤية هذه الرحلة، والتي لم تكن مدرجة في جدول أعمال أي عضو في الحكومة الإسبانية.

يتم تشغيل طائرة فالكون- فرنسية الصنع-، من قبل المجموعة 45 من القوات الجوية الإسبانية، المسؤولة عن النقل الجوي لرئيس الدولة ورئيس الحكومة والوزراء في رحلات داخل إسبانيا أو في الخارج. المجموعة 45 لديها 5 طائرات من هذا النوع. تتسع طائرة فالكون D900 لنحو 19 راكبًا بالإضافة إلى الطاقم.

 

وبحسب المعلومات الواردة من مواقع مراقبة الحركة الجوية، أقلعت الطائرة في الثالث عشر من أغطسطس الساعة 11 صباحًا من قاعدة توريخون دي أردوز الجوية العسكرية، وهبطت نحو الساعة 12.20 مساءً في الجزائر. أمضى 6 ساعات على التراب الجزائري قبل أن يعود إلى مدريد.