فضل يوم الجمعة وحُكم صلاة الجمعة

تعرف على.. فضائل يوم الجمعة

منوعات

بوابة الفجر

ليوم الجمعة ميزات وفضائل كثيرة فَضَّلَ الله بها هذا اليوم على ما سواه من الأيام.

عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ ). رواه مسلم (856).

ويُعد يوم الجمعة من أهمِّ وأحبّ الأيام عند المسلمين حيث يجتمع فيه المسلمون في المسجد لأداء صلاة الجمعة، لذلك يعدُّ يوم الجمعة يوم عيدٍ للمسلمين وهو يومٌ مخصصٌ لتباحث المسلمين فيما بينهم في أمور دينهم ودُنياهم من خلال خطبة الجمعة الأسبوعية وبعد أداء الصلاة يلتقي المسلمون على المحبة والرحمة ثم إذا انتهت الصلاة وقُضيت انتشروا في أرض الله طلبًا وتحصيلًا للرزق من خلال البيع والتجارة قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

 وقد نصَّ الفقهاء على عددٍ من الفضائل والأحكام الخاصة بيوم الجمعة كفضل الصلاة وحكمها وحكم البيع والشراء والتجارة في يوم الجمعة أثناء وقبل وبعد الصلاة وحكم تارك صلاة الجمعة، وحكم صلاة الجمعة للمسافر وغير ذلك من الأحكام الفقهية والمسائل العملية التي يجب الأخذ بها على من يُدرك يوم الجمعة في جماعة المسلمين، وفيما يلي بيان بعض أحكام وفضائل يوم الجمعة وآدابها.

فضل يوم الجمعة

يوم الجمعة يتميزعن غيره من الأيام بأفضلية خاصة لما فيه من الصلاة والذكر واجتماع المسلمين وقد رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله عليه الصّلاة والسلّام: (خير يوم طلعت عليه الشّمس يوم الجمعة فيه خُلِق آدم، وفيه أُدْخِلَ الجنّة وفيه أهبط منها ولا تقوم السّاعة إلا في يوم الجمعة) وزاد مالك وأبو داود: (وفيه تيب عليه، وفيه مات، وما من دابّة إلا وهي مُصيّخة يوم الجمعة من حين تُصبح حين تطلع الشّمس شفقًا من السّاعة إلا الجنّ والإنس) وزاد الترمذيّ: (وفيه ساعة لا يوافقها عبد مُسلم يُصلّي يسأل الله فيها شيئًا إلا أعطاه إيّاه).

حُكم صلاة الجمعة

 صلاة الجمعة فروض واجب على كلِّ مسلمٍ ذكرٍ بالغٍ عاقلٍ حضر الجمعة وشهدها وقد ثبتت فرضيتها بكتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم كما أنّ الصحابة رضوان الله عليهم قد أجمعوا على فرضيتها وواظبوا على أدائها وبيان أدلة فرضية الجمعة من الكتاب والسنة والإجماع فيما يلي: 

- دليل فرضيتها من كتاب الله

استدلَّ الفقهاء على فرضية صلاة الجمعة من قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) حيث إن الأمر بالسّعي كما ورد في الآية في قوله تعالى فاسعوا إنّما يكون دليلًا على وجوب ذلك الأمر كما أنّ الأمر بترك البيع المباح في أصله يدل على وجوب صلاة الجمعة إذ حُرِّم البيع لأجل أداء الجمعة؛ حيث إن المباح لا ينتقل إلى الحرمة إلّا إن تعارض فعله مع ما هو واجبٌ مفروض.

- دليل فَرَضيَّتها من السُّنة

 استدلَّ الفقهاء على فرضية ووجوب صلاة الجمعة بما يرويه عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه توعَّد من تخلَّف عن صلاة الجمُعةِ بقوله: (لقد هممتُ أن آمرَ رجلًا يُصلِّي بالنّاسِ، ثم أُحرِّقُ على رجالٍ يتخلَّفونَ عنِ الجمُعةِ بيوتَهم) كما استدلُّوا على فرضيتها بما رواه أبو سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، فقال: (خَطَبَنا رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- فقال: أيها النّاس توبوا إلى ربِّكم قبل أن تموتوا، وتَقَرَّبوا إلى الله بالأعمال الصّالحة قبل أن تُشغَلوا، وتحبّبوا إلى الله بالصّدقة في السرّ والعلانيّة تُجبَروا وتُنصَروا وتُرزَقوا، واعلموا أنّ الله تعالى كتب عليكم الجمعة في يومي هذا في شهري هذا في مقامي هذا).

- دليل فرضية الجمعة من إجماع الصحابة والفقهاء

 فقد ثبت إجماع الصحابة على مواظبة أداء صلاة الجمعة وعدم تركها مطلقًا إلا لعذر، كما أَجمَعَ الفُقهاء على ذلك ضمن شروط خاصة.