مي سمير تكتب: الانتقام: ميجان وهارى والحرب بين “آل وندسور”

مقالات الرأي

مي سمير
مي سمير

كتاب جديد يكشف أسرار العلاقات السامة داخل الأسرة المالكة البريطانية


أحدث إصدار كتاب «الانتقام: ميجان وهارى والحرب بين آل وندسور» للكاتب البريطانى توم باور، اهتمام إعلامى كبير، بعد إطلاقه قبل ما يقرب من أسبوعين. ويحتوى الكتاب على عدد من الادعاءات المثيرة حول شخصية ميجان الصعبة، وأيضًا عن الملكة إليزابيث الثانية التى قالت لمساعديها المقربين إنها تشعر بالارتياح لأن الدوقة لن تحضر جنازة الأمير فيليب.

ولم يصدر قصر باكنجهام ودوق ودوقة ساسكس حتى الآن أى تعليق رسمى بشأن الكتاب أو محتوياته، لكن مصادر القصر ألقت بظلال من الشك على اثنين على الأقل من الادعاءات التى تم وصفها بأنها «غير مرجحة» و«هراء».

 

فى الكتاب، لم يتردد باور فى شن هجوم قاس على الأمير هارى وميجان، حيث تحدث عن كيف تزوجت دوقة ساسكس من الوريث البريطانى من أجل الشهرة، وأذهلت العائلة المالكة بأكملها بمزاعمها المختلفة حول تعرضها لمعاملة غير عادلة.

كانت علاقة ميجان بالملكة إليزابيث الثانية أحد الموضوعات الرئيسية التى تطرق إليها الكتاب، ويزعم الكاتب البريطانى أن جلالة الملكة تكره بشدة دوقة ساسكس.

ووفقا لـ«صحيفة إكسبرس»، نقلا عن باور، عندما ألغت ميجان رحلتها إلى جنازة زوج الملكة ودوق أدنبرة الأمير فيليب بسبب الحمل، صرخت الملكة إليزابيث: «الحمد لله أنها لن تأتى».

فى البداية تصرفت الملكة بحذر شديد تجاه حبيبة حفيدها عندما بدأت زوجة الأمير هارى المستقبلية فى ذلك الوقت تخبر الصحفيين بشكل متكرر عن علاقتها مع الوريث البريطانى، حيث نجحت بفضل هذه العلاقة فى نشر صورتها على غلاف مجلة فانيتى فير الشهيرة فى سبتمبر ٢٠١٧. وكتب باور أن المقابلة مع فانيتى فير كانت «مثل وميض البرق، حيث أثارت المقابلة ردود فعل مثيرة وكشفت كيف استخدمت ميجان علاقتها مع هارى للترويج لنفسها».

بعد الإعلان عن علاقتها بشكل رسمى مع هارى، دعت الملكة ميجان لتناول الشاى، وحضرت اجتماعهما أنجيلا كيلى، مصممة الأزياء الشخصية للملكة وصديقتها المقربة، التى لم تترك الملكة أبدا. وأخبرت الملكة ميجان أن الحياة الملكية ليست للجميع، ووفقا لإحدى الروايات، يُزعم أن إليزابيث الثانية عرضت على ميجان تأجيل حفل الزفاف لمدة عام من أجل دراسة مميزات وعيوب الحياة الملكية بشكل أفضل. ومع ذلك، كانت ميجان حريصة على إتمام الزفاف فى أسرع وقت ممكن، حتى لا يتعرض ارتباطها بالأمير هارى لأى خطر.

حسب الكتاب، كانت المقابلة عبارة عن صاعقة من اللون الأزرق الملكى تسببت فى اهتمام إعلامى مثير بالممثلة غير المعروفة، وبعد اللقاء لم تعد الملكة قادرة على البقاء على الحياد تجاه ميجان، كانت لا تزال حريصة على مشاعر حفيدها عند دعوة ميجان إلى المناسبات العائلية المهمة، ولكن فى دائرة مغلقة سمحت لنفسها بالتعبير عما تفكر فيه حقًا بشأن زوجة هارى المستقبلية.

ويؤكد الكتاب أن الملكة إليزابيث لا تشعر بالكثير من الإعجاب بزوجة حفيدها المفضل. ومن المعروف أن علاقة خاصة جمعت الأمير هارى بجدته الملكة، ولكن على الرغم من مكانة هارى المميزة فى قلب الملكة إلا أن هذا لم يمنعها من إصدار قرار جلوس هارى وزوجته وسط جموع الحاضرين، وليس بين كبار أعضاء العائلة المالكة أثناء احتفالات اليوبيل البلاتينى.

أراد الأمير هارى وميجان الجلوس فى مقاعد أكثر بروزا فى احتفالات اليوبيل البلاتينى، لكنهما اضطرا للجلوس وسط حشد من الضيوف، وعلى نحو غير مميز بسبب أوامر الملكة.

وشارك هارى وميجان فى احتفالات اليوبيل البلاتينى وبالتحديد فى صلاة الشكر فى كاتدرائية القديس بولس، وصلا إلى المكان برفقة أفراد العائلة المالكة الآخرين بما فى ذلك الأميرة بياتريس والأميرة أوجينى وأزواجهن، وبعد ذلك أثناء سيرهما فى الممر، وصلا إلى المقاعد الموجودة فى الصف المخصص لهما، وقيل إنهما طلبا بعد ذلك من ستة أشخاص آخرين يجلسون على هذا الجانب من الممر، أن يتحركوا للداخل حتى يتمكنا من الجلوس بالمقاعد المجاورة للممر نفسه، ويبدو أن مسئول التنظيم أبلغهما أن مكانهما فى المقعد الثامن والتاسع وليس فى المقاعد الأولى فى الصف. وعندما سأل هارى عن السبب وراء ذلك، رد مسئول التنظيم: «هذا ما أمرت به جدتك».

 

شهد الزوجان هارى وميجان الكثير من اللحظات الرائعة والسيئة قبل إعلانهما التخلى عن الأدوار الملكية فى عام ٢٠٢٢، والمؤكد أن علاقتهما بوسائل الإعلام البريطانية كانت من ضمن المحطات السيئة خلال حياتهما الملكية.

حسب باورو، كان الزوجان «مدمنين» على قراءة أخبارهما فى الصحافة، لكنهما كانا قلقين من أن أسرارهما كانت تخرج من خلال أصدقائهما المشهورين.

ويزعم الكتاب أن دوق ودوقة ساسكس اختلفا مع فيكتوريا بيكهام وزوجها لاعب كرة القدم الشهير ديفيد بيكهام، اللذين كانا ضيفين فى حفل زفافهما الملكى، بدأ الخلاف بعد أن اتهم الأمير هارى وميجان أصدقائهما فيكتوريا وديفيد بيكهام بتسريب قصص عنهما إلى الصحافة.

ويدعى باور: «كل ليلة كانا يبحثان فى الإنترنت لقراءة تقارير الصحف ومنشورات المتصيدين على وسائل التواصل الاجتماعى بشكل غير عقلانى، وقاما بتجميع جنون بعضهما البعض حول وسائل الإعلام، اقتناعا منهما بأنهما كأبطال للخير يتعرضان للاضطهاد بسبب الكذب والعنصرية، لقد شعرا بأنهما ضحايا الانتقادات».

وبشكل عام تم تصوير ميجان فى الكتاب على أنها شخصية صعبة وغير متوقعة ومتلاعبة. ويدعى الكتاب أن دوقة ساسكس كانت سببا فى بكاء الناس بنبرتها العدوانية السلبية».

ولم يقتصر الأمر على المرحلة التى تلت زواجها من الأمير هارى، فأثناء عملها كممثلة كانت صعبة المراس وكانت تطلب السفر فى رحلات طيران من الدرجة الأولى، والإقامة فى الفنادق الفاخرة خلال رحلات العمل، على الرغم من أنها لم تكن ممثلة من الدرجة الأولى.

ويقتبس المؤلف، الذى اعترف بأن مصادره كانوا أشخاصا غير مقربين من ميجان، من أحد زملائها فى العمل الذى وصف الممثلة آنذاك «إنها واحدة من أكثر الشخصيات المزعجة التى تعاملت معها على الإطلاق».

وعندما سئل المؤلف كيف يمكن اعتبار الكتاب غير متحيز إذا كان الأشخاص الذين تمت مقابلتهم لا يحبون ميجان بالفعل، أكد أنه تحقق من كافة المعلومات التى يضمنها الكتاب.

 

كشف الكتاب عن تفاصيل العلاقة المتوترة بين الأميرين هارى وويليام، ووفقا لـ«صحيفة الميرور»، يرصد الكتاب الكثير من الحوادث التى شهدت خلافات بين الإخوة بسبب ميجان.

على سبيل المثال، بينما كان هارى وميجان يستعدان لزيارتهما الرسمية إلى أستراليا ونيوزيلندا فى عام ٢٠١٨ أخبر هارى شقيقه الأكبر ويليام أن زوجته كيت يجب أن تكون «أكثر صداقة مع زوجته»، كما قال هارى إن أفراد أسرته لم يظهروا لميجان ما يكفى من الدعم أو الاحترام أو الصداقة». وحسب الكتاب كان هارى يعتقد أن ميجان يجب أن تحظى بتقدير مثل والدته الأميرة ديانا.

على الرغم من أن الأمير ويليام كان هو من يقف بجوار شقيقه الأصغر هارى خلال حفل زفافه من ميجان فى ١٩ مايو ٢٠١٨ إلا أنه بحلول نهاية العام كان الشقيقان على خلاف كبير بالفعل. وفى هذا السياق أشار باور أن «خارج القصور الملكية، كان القليلون على دراية بالانشقاق بين الإخوة».

فى الفترة التى سبقت حفل الزفاف هذا، حدثت دراما بعنوان «من جعل من يبكى» بين كيت وميجان، حسبما ورد بسبب فستان وصيفة الشرف زعمت وسائل الإعلام أن ميجان جعلت كيت تبكى.

ويحتوى كتاب باور على تفاصيل جديدة حول المشاجرة، حيث يدعى أن خلاف نشب بين كيت وميجان حول فساتين فتيات الشرف ودور الأميرة الصغيرة شارلوت ابنة كيت وويليام.

وزعم باور أن كيت ميدلتون انفجرت فى البكاء بعد أن قارنت ميجان بشكل غير ملائم بين الأميرة شارلوت مع فتاة شرف أخرى، وهى إيفى ابنة صديقتها المفضلة جيسيكا مولرون قبل الزفاف الملكى، وكتب: «قد يقول البعض إن ميجان قارنت ابنة صديقتها بالأميرة شارلوت على نحو أثار حفيظة كيت».

كما قالت مصادر لم تكشف عن هويتها أن خلاف نشب بين دوقة كامبريدج ودوقة ساسكس حول فستان الأميرة شارلوت، وكذلك ما إذا كان ينبغى على وصيفات الشرف ارتداء الجوارب فى حفل الزفاف.

وقدمت دوقة ساسكس فى وقت لاحق فى مقابلة مع أوبرا وينفرى، رواية أخرى. حيث أكدت «ميجان» أن كيت هى من جعلتها تبكى، وأضافت: «كانت كيت منزعجة من شىء ما، لكنها تمالكت نفسها، واعتذرت، وأحضرت لى الزهور».

وعلق باور فى أحد البرامج التليفزيونية: إن العلاقات بين هارى وميجان والعائلة المالكة الأوسع كانت «سامة» منذ أن أجرى الزوجان مقابلة تليفزيونية مع أوبرا وينفرى فى عام ٢٠٢١، قال: «أعتقد أنها علاقة سامة للغاية»، »، «أعتقد أنهما، الأمير تشارلز والملكة، يبذلان قصارى جهدهما، لإبقاء العلاقة هادئة، لكن هذا مستحيل، خاصة مع اقتراب صدور مذكرات هارى».

خلال مقابلتهما مع وينفرى، قدم هارى وميجان عددًا من الادعاءات ضد العائلة المالكة وموظفيهم، بما فى ذلك أن الزوجين تركا دون حماية من الهجمات الإعلامية، وأن عضوًا لم يُذكر اسمه من العائلة المالكة أدلى بتعليقات عنصرية حول لون بشرة ابن هارى وميجان، عندما كانت الأخيرة حاملة فى ابنها الأول.

وأكد مؤلف الكتاب أن مقابلة أوبرا وينفرى هى التى ألهمته لجعل الزوجين، ولا سيما ميجان، موضوع كتابة، ويشتهر المؤلف بكتاباته اللاذعة حول العديد من المواضيع التى شملت عددًا من السياسيين والأمير تشارلز.