بلاغ للنائب العام ضد قواد المطار

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يدعى نفوذه فى وزارة التضامن و٤ فنادق كبرى

 

يزداد عدد الباحثين عن وظائف مع الأزمات الاقتصادية، فالكل يحاول حل أزماته المالية المتلاحقة بأى طريقة، وتحسين مستوى معيشتهم، وفى ظل الاعتماد على السوشيال ميديا فى إيجاد فرصة عمل، كإحدى أدوات البحث، خاصة خلال فصل الصيف الذى يزداد فيه عدد الباحثين عن وظائف بين صفوف خريجى الجامعات أو الطلاب، وبالتوازى تنتشر عمليات «النصب» باستغلال إعلانات الوظائف، التى لم تكتف ببيع الوهم للشباب لكنها تحولت مؤخرًا إلى فخ لاصطياد الفتيات الباحثات عن فرص عمل، سواء بإلحاقهن للعمل بأماكن مشبوهة، أو استغلالهن جنسيًا.

 

نشر شخص يُدعى ناصر محمد، بوست على جروبات التوظيف طلب من خلاله فتيات من جميع الأعمار وكل المؤهلات للعمل بأحد الفنادق بمطار القاهرة، دون الحاجة إلى خبرات سابقة، برواتب مجزية تبدأ من ٤٨٠٠ جنيه، وانهالت التعليقات على المنشور وكان الرد على الفتيات بالرد من خلال الخاص، وهناك كان يرسل رقم هاتفه للاتصال به وتحديد موعد للمقابلة.

 

آلاف التعليقات، شهدها الإعلان الذى تكرر على مدار شهر كامل، بنفس الوظائف الشاغرة، والذى كان إحدى ضحاياه «إسراء السيد»، حاصلة على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس، والتى قامت بالاتصال للحصول على وظيفة محاسب بالفندق، لكن المسئول عن التوظيف وناشر الإعلان كان يسألها عن شكلها ووزنها وطولها ولون بشرتها، وهل هى محجبة أم لا، وعن حالتها الاجتماعية وأفراد أسرتها، ثم طلب منها تحديد موعد فى أحد كافيهات وسط البلد للتعارف، لكنها رفضت وقامت بتحذير البنات عبر بوست من الاتصال برقم هاتف صاحب الإعلان.

 

تواصلت محررة «الفجر» مع «إسراء» وأيضًا مع صاحب الإعلان «ناصر»، والأخير بدأ حديثه عن توافر وظيفتين، مدير علاقات عامة، وموظفة تأشيرات بمطار القاهرة براتب يبدأ من ٥٠٠٠ جنيه لخريجى كلية الإعلام، ثم بدأ يتساءل حول إمكانية خلع الحجاب، وارتداء ملابس قصيرة داخل مقر العمل، ثم طلب شراء ملابس تناسب مقابلة العمل، على أن يقوم باصطحاب المحررة المتقدمة للوظيفة لأحد محلات بيع الملابس للشراء على نفقته كهدية منه على الوظيفة، ثم بدأ يسير بالمكالمة إلى تفاصيل حياته الخاصة، وإمكانية مساعدة المتقدمة فى أى ضائقة مادية، وتوقيع عقد عمل على الفور مقابل مكالمات هاتفية ومقابلات فى منزله الكائن بالمهندسين، مع توصيل المتقدمة للوظيفة بسيارة خاصة.

 

خلال المكالمة الهاتفية طلب «المتحرش» من المحررة توفير فتيات من جميع الأعمار، خاصة اليتيمات والمطلقات والأرامل لتوفير معاش خاص لهن، لكونه يمتلك قاعدة كبيرة من العلاقات، ويمكنه توفير معاشات لهن دون مقابل، على أن تكون المستحقة للمعاش أكثر مرونة فى التعامل معه، ولديها الرغبة فى التواصل الدائم، وعند سؤاله عن كيفية توفير المعاش، أكد أن لديه القدرة على عمل معاشات من الحكومة، أو من خلال شركات خاصة، مشيرًا إلى أن لديه قاعدة عريضة من السيدات اللاتى وفر لهن معاشات بطريقته الخاصة.

 

تم تحديد موعد آخر للتحدث عن الوظيفة بشكل مفصل، وفيه طلب من المحررة مقابلته فى إحدى الشقق بمصر الجديدة لعمل «إنترفيو» وظيفة مدير العلاقات العامة بالمطار، على أن يتم شراء الملابس من أحد المولات بمدينة السادس من أكتوبر، وسيقوم «ناصر» باصطحاب المحررة ودفع مصاريف «الزي» بنفسه، الذى سيتكون من «جيب» قصيرة وبلوزة شفافة، ثم حجز «بيوتى سنتر» لعمل تسريحة شعر مناسبة، وأيضًا باديكير ومانيكير، وتم الاتفاق على موعد للقاء فى اليوم التالى.

وفوجئت المحررة باتصال من «ناصر» مسئول التوظيف فى منتصف الليل، للحديث عن ألوان الملابس التى تفضلها، وهل ترى ضرورة لصباغة شعرها، ثم بدأ يسير بحديثه حول وزنها وما ترتديه فى المنزل، ثم طلب صورًا خاصة حتى يتمكن من تحديد نوع الملابس المناسبة لـ «الإنترفيو»، مع وعد بأنه سوف يقوم بمسح الصور بعد رؤيتها على الفور، وتم إنهاء المكالمة بعد رفض المحررة، وأنه سيتم الاتفاق على كافة التفاصيل خلال المقابلة.

 

فى اليوم الثالث طلب «ناصر» أن تكون المقابلة فى شقة مصر الجديدة أولًا، قبل شراء الملابس والذهاب لـ «البيوتى سنتر»، وقال خلال المكالمة إن الوظيفة مرهونة بوجود علاقة خاصة مع الموظفة قبل تعيينها، عندما أنهت المحررة المكالمة ظل يلاحقها بـاتصالات متكررة من أرقام مختلفة، مع وعود بوظائف أخرى فى أماكن مختلفة مثل «التأشيرات»، وغيرها.

 

الدكتورة عبلة عبد الله، أستاذ علم الاجتماع، أكدت أن الفتيات يقعن فريسة لإعلانات التوظيف على الإنترنت، بسبب قلة خبرتهن وعدم البحث الجيد عن مقدم الإعلان والشركة التى تحتاج لموظفين، وأشارت إلى أنها تعتبر تلك الإعلانات ستارا لممارسة الدعارة، خاصة إعلانات جليسات الأطفال وكبار السن، والسكرتارية، وأوضحت أنه عند عرض الوظيفة بمبلغ كبير فعلى الفتاة أن تعلم أن وراء الإعلان كارثة، مؤكدة أن هناك آلافا تعرضن للتحرش والاغتصاب داخل مكاتب التوظيف، بحجة عمل «إنترفيو»، وفى النهاية اتضح أن تلك المكاتب شقق مفروشة لاصطياد البنات.

 

وحذرت أستاذ علم الاجتماع من إعلانات التوظيف، لأن الشركات الكبرى الموثوق بها لا تبحث عن موظفين بهذه الطريقة، وقالت إن على الفتاة أن تخرج من المكان فورًا لو شعرت بأى ريبة، مشيرة إلى أن هناك شبكات على السوشيال ميديا مهمتها دراسة الحالة الخاصة للفتاة قبل استدراجها، وجمع المعلومات عنها جيدًا لتحديد كيفية التعامل معها، وإغرائها لقبول الوظيفة مقابل إقامة علاقات جنسية، وهناك طرق متعددة فى جذب الفتيات سواء مادية أو استغلالًا لرغبة الفتاة فى المكانة الاجتماعية، وفى النهاية كل الطرق تؤدى إلى النصب والابتزاز.