حريق “أبو سيفين” يفتح ملف تقنين أوضاع الكنائس

العدد الأسبوعي

حريق أبو سيفين
حريق أبو سيفين

الفاجعة التى ألمت بالمصريين إثر مصرع ٤١ شخصًا فى حريق كنيسة الشهيد أبى سيفين بإمبابة، فتحت ملف إجراءات السلامة والأمان، وهو حديث يتجدد مع وقوع أى حريق فى المبانى العامة، لكن العدد الكبير من الضحايا فى واقعة الكنيسة دفع إلى التساؤل عن إجراءات السلامة والحماية المدنية فى الكنائس المصرية، خاصة مع وجود لجنة تقنين أوضاع الكنائس.

فى خلال أسبوع، وقعت أكثر من خمس حرائق داخل كنائس، بدأت فى ١٤ من أغسطس الحالى بحريق «أبو سيفين»، وتلاه بيومين حريق محدود فى كنيسة بحى الهرم دون وقوع إصابات، وفى اليوم التالى اندلع حريق دمر الطابق الأرضى فى كنيسة القديس الأنبا بيشوى بمحافظة المنيا، ثم وقع حريق محدود فى كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب بمنطقة أوسيم بمحافظة الجيزة، ثم وقع حريق محدود بكنيسة مارجرجس بجزيرة بدران بشبرا، وتمت السيطرة عليه سريعا، وأخيرًا حريق بكنيسة الصليب بدير درنكة بأسيوط دون وقوع خسائر فى الأرواح.

نائب رئيس لجنة تقنين أوضاع الكنائس القس ميخائيل أنطون، قال لـ«الفجر» إنه توجد كنائس منشأة قبل صدور قانون بناء الكنائس عام ٢٠١٦، وهى على شكل بيوت صغيرة عادية أقام فيها الصلوات، والقانون معنى بالكنائس الجديدة وبعض الكنائس القديمة ووضع اشتراطات للتقنين..

وتابع: اللجنة تقوم بالتقنين على حسب الكود المصرى، لإجراءات الحماية المدنية، ونحن حريصون على صحة المصريين جميعًا، ومراجعة تقرير الحماية المدنية لكل كنيسة، ولا يوجد شىء يتم بعشوائية.

وعقدت لجنة التقنين اجتماعًا بحضور ممثلى الطوائف الثلاث «الإنجيلية والكاثوليكية والأرثوذكسية» لمناقشة قواعد وإجراءات واشتراطات الحماية المدنية فى الكنائس، واتخذت قرارات وتوصيات، من أهمها وضع حلول لطرق النجاة من الحرائق التى قد تحدث بالطرق الضيقة والأزقة، كما أوصت اللجنة بتدعيم الحماية المدنية بتنشيط الأمن الإدارى بالكنائس، وتدريبة على استخدام طفايات الحريق، بطريقة تناسب الواقع فعليًا.

وقال نائب رئيس اللجنة، إننا لسنا بحاجة لتعديلات تشريعية تتعلق بقانون بناء الكنائس، لكن قد نحتاج أن يكون هناك مرونة بكود الحماية المدنية، وأن يتم النظر للاشتراطات بشكل مختلف.

وكان القس ميخائيل أنطون قد قال فى تصريحات سابقة له، إن إجراءات تقنين أوضاع الكنائس والمبانى الخدمية التابعة لها، تتم عبر تقديم اسم الكنيسة أو المبنى الخدمى المراد تقنين أوضاعه، وتقدم سندات الملكية ورسومات هندسية للمكان، وشهادة الصلاحية الإنشائية، التى تثبت كون ذلك المبنى صالحا للاستخدام.

وتشكيل اللجنة فى يناير ٢٠١٧ لإدارة ملف توفيق وتقنين أوضاع الكنائس المصرية، برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية ٦ وزراء، وممثلين عن الطائفة المعنية وعن جهات سيادية، حيث تولت البدء فى تلقى طلبات التقنين، ودراستها والتثبت من توافر الشروط المحددة لذلك، وقامت اللجنة بتقنين أوضاع ٢٤٠١ كنيسة ومبنى خدمى منذ بداية عملها وحتى الآن.

وخلال اللقاء الذى جمع البابا تواضروس الثانى بأهالى ضحايا حريق كنيسة أبو سيفين بإمبابة، قال قداسته إن مكان الكنيسة يحتاج لإعادة نظر، بما يضمن سلامة المصلين.

فيما قال القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن مطلب البابا هو نفسه مطلب أهالى الضحايا، ولا أظن أن الدولة ستمانع فى تنفيذه، ونتمنى أن تنقل جميع الكنائس التى اضطرت الظروف لبنائها على مساحات صغيرة وفى أماكن ضيقة.

وأضاف أن الكنيسة على ثقة تامة بحسن تصرف المطرانيات والأساقفة والكهنة، عند أى طارئ، مشيرًا إلى الدور المهم الذى تقوم به لجنة تقنين أوضاع الكنائس.