بسبب زعيم البوليساريو.. هل تشتعل أزمة بين المغرب وتونس؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

تسببت مشاركة زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في منتدى التعاون الياباني الأفريقي (تيكاد) بدعوة من الرئيس التونسي قيس سعيد، في حدوث خلاف دبلوماسي بين المغرب وتونس. اختارت الرباط سحب سفيرها من تونس بعد هذا العمل وقررت الحكومة التونسية بعد ذلك أن تفعل الشيء نفسه.

 

أعربت الخارجية التونسية، عن استغرابها لقرار المغرب الذي تعتبره أنه لا يستند إلى "مبرر منطقي"، إذ إن دعوة غالي، حسب تونس، إلى قمة من هذا النوع ليست بالشيء الجديد.إلا أن الرباط ردت على تونس مؤكدة أن "محاولة تبرير العمل العدائي" تحتوي على "العديد من المقاربات والأكاذيب". ويشير البيان المغربي إلى أن الدول التي تلقت دعوة موقعة من رئيس الوزراء الياباني والرئيس التونسي هي وحدها التي ستتمكن من المشاركة في التيكاد.

 

وأوضح البيان أنه "في هذا الإطار، تم إرسال 50 دعوة إلى الدول الأفريقية التي لها علاقات دبلوماسية مع اليابان، وبالتالي ليس لتونس الحق في إقامة عملية دعوة أحادية الجانب".

 

الاحتجاج على مشاركة زعيم البوليساريو

يمتد الجدل حول حضور غالي إلى ما وراء المغرب وتونس وإلى القمة نفسها. وبحسب وكالة الأنباء المغربية، غادر رئيس غينيا بيساو والرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، أومارو سيسوكو إمبالو، المؤتمر للاحتجاج على مشاركة زعيم البوليساريو.

 

كما علقت اليابان على الموضوع قائلة إن "وجود أي كيان لا تعترف به اليابان كدولة لا يغير موقف طوكيو من هذا الكيان"، حسب ما نقلته وسائل إعلام مغربية.

 

استرضاء الجزائر

قد يكون قرار تونس، الذي ظل على مدى عقود محايدة بشأن قضية الصحراء، استجابة للوضع الاقتصادي الحالي في البلاد. وكما قال محللون تونسيون، فإن هذه الخطوة تهدف إلى "استرضاء" الجزائر و"ضمان استمرار تدفق الغاز والكهرباء إلى البلاد". وأكد الخبراء أيضا أن دعوة غالي "لم تحسب ولم تدرس" من قبل الحكومة.

 

وقال ناجي جلول رئيس الائتلاف الوطني التونسي ووزير التربية السابق، "قيس سعيد ما كان ينبغي أن يذهب بنفسه إلى المطار واستقبل زعيم البوليساريو فهذا غير مقبول". ويضيف "أتفهم غضب المغاربة لأن لدينا علاقات عميقة الجذور معهم".

 

ورغم ذلك أراد الوزير السابق نقل رسالة هدوء وطمأنينة مؤكدا أن هذه الأزمة ستكون "عابرة" لأن "العلاقات بين تونس والمغرب أكبر من هذا الخطأ". لكن هذا القرار أثار رفضا قويا من السلطات المغربية والمجتمع المغربي. واعتبر مصدر دبلوماسي مغربي استشارته وسائل الإعلام قرار تونس "غير مقبول واستفزازي بلا داع". وأضاف "تونس أضرت بقضية مقدسة لدى كل المغاربة".

 

انتهاك للقانون الدولي 

ووصف مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالرباط، خالد الشرقاوي السموني، الدعوة الموجهة لغالي بأنها "انتهاك للقانون الدولي"، زاعمًا أن تونس تلقت "كيانًا غير معترف به من قبل الأمم المتحدة". ". كما أصيب المحلل بخيبة أمل من سلوك سعيد وتونس "دولة عربية شقيقة".

ويؤيد السموني قرار الرباط باستدعاء سفيرها في تونس ويدعو إلى "إعادة تقييم" العلاقات الثنائية حتى تغير حكومة سعيد موقفها.

 

وتأتي دعوة تونس لغالي بعد أيام فقط من تأكيد العاهل المغربي الملك محمد السادس موقف المملكة من الصحراء. وشدد العاهل المغربي على أن "قضية الصحراء هي المنظور الذي ينظر المغرب من خلاله إلى العالم"، مضيفا أنه يأمل أن "الدول الشريكة الأخرى التي تتبنى مواقف غامضة ستوضح مواقفها من قضية الصحراء المغربية".

 

ودان رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش "هذا العمل العدائي الذي يتعارض مع الأخوة والصداقة". وأعلن أنيس بيرو عضو حزب أخنوش السياسي: "لا يسعنا إلا أن ندين هذا العمل العدائي وغير المفهوم للرئيس التونسي فيما يتعلق بوحدة أراضي المغرب".