بين المصطلح والمفهوم.. خدمة الزوجة أم مشاركتها؟

مقالات الرأي

بوابة الفجر

ظللنا طيلة سنين ويدور الجدل حول فكرة مفاده خدمة الزوجة لزوجها في البيت، تطور هذا الجدل إلى سجالات إعلامية، حتى أصبح حديثًا للناس، فلجأوا إلى الشريعة والفقه، في استفتاءات وتساؤلات تدور حول حقيقة ما إن كانت خدمة المرأة في بيتها شرعًا واجبة أم انَّها على سبيل التفضُّل والتكرُّم من الزوجة، أم أنها على سبيل رعاية الأبناء، فأفتى العلماء بما لديهم، وسردوا الحالات التي شملت هذا المفهوم، ونحن  لازلنا على ذات التساؤلات.


الخدمة في قواميس اللغة 


الخدمة في قواميس اللغة العربية تأتي على توصيف حال هذه الخدمة، فإن كان الخدمة نظير أجر كانت مبادلة السلعة بالمال، وإن كانت على عبد أو أمَة فهي من واجبات العمل التي تقتضي أو تكون غرضًا من أغراض إقامة صاحب هذه الصفة بمنول مستخدميه، واستخدم  الشخص تأتي على ثلاث أشكال أن اتخذ خادم أو سأله خدمة أي طلب منه أو استوهبه خادمًا.
خدمة المرأة في بيتها.
وهنا نجد أن فكرة خدمة المرأة في بيتها تحتاج أن تسير على إحدى الصيغتين في التعامل مع اللفظة والمفهوم، فإن كانت خادمة فهي خادمة كسيدة بمعنى مالكة أمر، لا تكون خدمتها من قبيل الوظيفة أو غرض الزواج منها، فهي زوجة وأتت لبيت زوجها؛ بغرض السكن. ومن هذا المفهوم يُشترط أن تكون الخدمة موصوفة، أي معروف الغرض منها مخدمة الولد لوالديه من باب البر وليست من باب المذلَّة أو الاستعباد، كذلك يكون المنظور في قضيتنا هذه.
أمَّا على نطاق آخر فهي من قبيل المشاركة، وهنا تختلف النظرة أصلًا ومفهومًا، فإن كان كذلك فأصلًا المشاركة لا غضاضة فيها، ومفهومًا لا يُعتدّ بالمساواة بين المشاركة والخدمة، وهو ما يوافق مشاركة الرسول صلوات الله عليه وسلامه لزوجاته فكان " يخصف نعلَه، ويخيطُ ثوبَه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدُكم في بيته" كما روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ ليتبين في هذه الرواية أن جملة "كما يعمل أحدُكم في بيته" تشير إلى أنَّ على الرجل المشاركة وعليه واجبات داخل البيت، ليس كما يحاول البعض الترويج له بأن الرجل عضو خامل لا يعمل داخل بيته.


فكرة أبسط


وبالنظر نحو المفهومين السالفين "الخدمة"، و"المشاركة" يمكن استنباط فكرة أبسط من أيّ جدال أن مفهوم الخدمة يجب أن يتطور، فالمشاركة التي أمر بها الله جاءت في الرحمة والسكن، وهي أيًا ما تنص عليه كل الشرائع والمجتمعات، فنحن صرنا في عصر متباينة ظروفه، وتشتد فيه الأزمات حين تشتد، فيحاول الناس التضييق حول المفاهيم، وهذا ما لن يجدى تجاه هذه القضية.


هل أثَّرت فينا ثلاثية نجيب محفظوظ ؟


لكنَّ ثمَّت أسئلة عليَّ طرحها هل أثرت فينا ثلاثية نجيب محفظوظ، حول شخصية "الست أمينة" التي جسَّدتها الراحلة آمال زايد على شاشة السنيما، فأبدعت في دور المراة المستكينة، وانغرست فينا هذه الشخصية؟ 
أم أنَّ هناك حالة من الميل نحو إثارة الجدل داخل البيوت والحديث عن أي قضية تخص المرأة إذ اصبحت مادة للأحاديث المطَّاطة التي لا تنتهي إلى مآل؟
أم أنَّ بلانا تخلَّصت من أزمات الغلاء، وارتفاع الدولار، وحالة التضخم التي يخشى الاقتصاديون أن تواجهها مصر، وصارت خدمة المراة في بيتها أمُّ الأحاديث؟