بعد واقعة رنا طالبة الدقهلية.. كيف تسعف المنتحر بحبة الغلة السامة؟

تقارير وحوارات

رنا فتاة الدقهلية
رنا فتاة الدقهلية المنتحرة

بحبة الغلة السامة، انتحرت طالبة تدعى رنا في محافظة الدقهلية، وذلك بعد مرورها بحالة نفسية سيئة نظرا لسوء معاملتها من أسرتها بجانب وحدتها المستمرة وعدم الاهتمام بها.

 

انتحار رنا فتاة الدقهلية

وتلقى اللواء مروان حبيب مدير أمن الدقهلية إخطارًا من مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ لمركز شرطة بلقاس من مستشفى بلقاس المركزي بوصول فتاة تدعي " رنا. ج " 22 عامًا، مصابة بحالة إعياء شديدة نتيجة تناولها قرصا كيماويا "حبة الغلة السامة".

وعلي الفور انتقل ضباط المباحث الجنائية وتبين مصرع الفتاة وذلك لمرورها بحالة نفسية سيئة وتعاني من اكتئاب بسب معاملة أهلها لها، وتركت الفتاة رسالة قبل انتحارها تطلب بعدم سير أهلها في جنازتها.

 

 

إسعاف المنتحر بحبة الغلة السامة 

وهناك عدد من المختصين كشفوا عن الطرق التي يمكن من خلالها إسعاف المنتحر بحبة الغلة السامة، وذلك بالتزامن مع زيادة حالات الانتحار بتلك الحبة خلال الفترة الماضية.


شرب الزيت لمواجهة حبة الغلة السامة

وقال الدكتور مجدي عبد الظاهر أستاذ كيمياء متفرغ في جامعة الإسكندرية، إن إسعاف المنتحر بحبة الغلة يكون عبر شرب زيت جوز الهند أو زيت البرافين خلال أول نصف ساعة، ويمكن استخدام أي زيت ولا يشرب مياه أو سوائل نهائيًا.


وواصل أستاذ الكيمياء في تصريحات تليفزيونية: "مفيش علاج مباشر للتسمم ولكن هناك تدخلات طبية للتسمم وبعض المواطنين يضع حبة الغلال في الأدراج ومياخدش باله إنها تتفاعل مع رطوبة الجو".

 

 

المدة المتاحة لإنقاذ المنتحر من حبة الغلة

وعن المدة المتاحة لإنقاذ المنتحر بحبة الغلة السامة، قال الدكتور محمود لطفي، مدير مركز السموم بمستشفيات جامعة عين شمس، أنهم يستطيعون إسعاف أي حالة تناولت حبه الغلة خلال 60 دقيقة.

وفي رسالة هامة لوزارة الزراعة بشأن تلك الغلة السامة، قال مدير مركز السموم بمستشفيات جامعة عين شمس إنه يجب على وزارة الزراعة أن تتيح بدائل آمنة لحبة الغلة السامة.


وتستخدم حبة الغلة "أقراص" كمبيد حشري من أجل حفظ الغلال المختلفة من التسوس، وتباع في منافذ بيع المبيدات الحشرية ويبلغ ثمن القرص 1 جنيه، وهي مبيد حشري يستخدم على نطاق واسع لحفظ معظم أنواع الغلال والحبوب من التسوس وهو يدخل مصر بصورة رسمية كمبيد حشري مصرح به.
 

تسجل وزارة الزراعة حبة الغلة كمبيد حشري، وتدخل مصر بشكل رسمي، ولا توجد أي محاذير على تداولها، وتدوِّن عليها عبارة "عالية السمية"، ويتم الاعتماد عليه في مصر؛ نظرًا لانخفاض سعرها، في حين أن البديل لها هو حفظ الأقماح بالتبخير مما يتكلف مبالغ كبيرة.

 

حبة الغلة تكمن في إطلاقها غاز الفوسفين شديد السمية؛ وهو غاز لا يوجد علاج أو ترياق مضاد له، و500 مجم من هذا المركب كفيلة بقتل إنسان والقرص الواحد منها ينتج 1 جم من غاز الفوسفين أو فوسفيد النيتروجين، وتتفاعل فور دخولها معدة المريض مع المياه وعصارة المعدة وتنتج بالجسم غاز الفوسفين شديد السمية ولا توجد أعراض سريرية واضحة لهذا الغاز.

 

وبتسبب الغاز في توقف أجهزة الجسم تباعًا؛ لذلك يتم التعامل فورًا مع الأعراض الظاهرة مباشرةً، ولذلك يُسمي الأطباء حبوب الغلة وغاز الفوسفين بالقاتل الصامت، من الأخطاء الشائعة في التعامل مع التسمم بحبة الغلة هو إعطاء المريض المياه؛ لأنه يساعد على سرعة التفاعل وإطلاق الغاز السام.