د.حماد عبدالله يكتب: " المراسلين (وحرق دم) المصريين " !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر

 

شيء غريب جدًا أطوار هذا الزمان – كنا نعتقد في الماضي أن الأجنبي الذي ينقل أخبار بلدنا ويصور جنبات الطريق الصحراوي أو حدائق الميرلاند – (جاسوس) – نبلغ عنه – ونقبض عليه – ويودع السجون وفي الأغلب يتم إعدامه – ويقبض على كل الشبكة التي تعاونه – سواء كانت هذه الشبكة أصحاب الشقة التي يقيم بها والبواب، والطباخ، وربما كشك السجائر الذي يشتري منه سجائره، وسائق التاكسي الذي استخدمه للوصول إلى الحديقة !!
أما اليوم – فنحن لسنا في احتياج لشرح كيفية نقل موقع بعرض سم مربع من أي مكان في أي بقعة على الأرض بواسطة الأقمار الصناعية – وبرنامج (جوجل) – وغيرها من تقنيات تكنولوجية حديثة...
لكن الأهم من هذا حينما نجد قناة سواء كانت عربية أو أجنبية – والمراسل  يتحدث اللغة العربية وهو في الأغلب الأعم من أهل بلدي – وينقل في رسالته (كمراسل) لهذه القناة التليفزيونية – أخبارًا تقطع القلب – وتبتعد كل البعد عن مضمون الرسالة الإعلامية المطلوبة عن الحدث المنقول – كأن مثلًا يصور (بقعة مجاري) ضاربة في حارة من حارات مدينة الجيزة ويتحدث عن الإهمال وعن التخلف لدى الشعب المصري الذي يتحمل هذه (الوساخات) ونعم بهذا اللفظ – وهذا التعبير يتحدث المراسل وينقل المشاهد من أقذر الأماكن لكي يدلل على أن مصر (خلاص) زي الزفت والناس حوله يضحكون والأطفال حوله يلهون – وكأن لا شيء مهم.
سمعة بلد – وسمعة شعب – وسمعة مسئول أو محافظ أو رئيس حي – مهمل ترك جزء من مسئوليته دون مراعاة ودون اهتمام – فاستحق شعب مصركله من مثل هذا المراسل كل هذه الشتائم والاتهامات الباطلة !
ولعل نفس المراسل إذ ذهب أو قدر له وذهب إلى (حي مانهاتن) في نيويورك – لكي ينقل من حي الزنوج (الوساخات) الحقيقية – لكن لا يفعل ولم نري ذلك أبدًا على أية قناة !! 
ربما " نيويورك " بعيدة جدًا عن موقع القناة في الخليج – وهم لهم مكاتب هناك – لكن معلش !
لماذا لم يذهب إلى حي (بورتا بورتيزي) في روما لكي ينقل فعلًا الوساخات الحقيقية – لكن أيضًا هذا ليس مهم – المهم أن يحرق دم المصريين أمثالنا ،
هؤلاء هم المراسلين الحاليين !!
وتحت عنوان الحرية – وعنوان حقوق الإنسان وعنوان السموات المفتوحة – وعنوان " النبي حارسه " – نهدم في بلادنا – ونقدمها (ضحية من أضحيات) الجهل إلى كل مشاهدي القنوات الفضائية في كل بلاد العالم – دون خشى ودون مراعاة للضمير الإعلامي – ولعل قضية " هويدا " صحفية قناة الجزيرة – وما قدمته بوسائل إيضاحية – خير دليل على أن المراسلين الحاليين استحقوا البرائة من دم ابن يعقوب – ولكن هم ليسوا " براء " من ذبح سمعة مصر في الفضائيات 
ورحم الله الجواسيس السابقين !! 
[email protected]