"حمى العقوبات".. كيف حمل أردوغان "بوتين" مسؤولية قطع الغاز على أوروبا؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

تقترب العلاقات بين موسكو وأنقرة أكثر فأكثر، إذ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه سيناقش مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، تحديد وجهات السفن المصدرة للحبوب الأوكرانية، بحجة أنها لا تصل إلى "أفقر الدول".

 

أكد ذلك الزعيم الروسي، في المنتدى الاقتصادي الشرقي السابع في فلاديفوستوك، قائلًا أمام الجلسة البرلمانية "باستثناء تركيا كوسيط، فإن كل الحبوب التي تغادر أوكرانيا عمليًا لا تذهب إلى أفقر البلدان، بل إلى أوروبا. فقط 2 من أصل 87 سفينة تذهب إلى البلدان النامية. 60 ألف طن من 2 مليون"، مضيفًا: "سأتشاور مع الرئيس أردوغان. ففي النهاية، كان هو الذي عمل في آلية تصدير الحبوب الأوكرانية".

 

سمحت الاتفاقية، التي تم توقيعها في 22 يوليو المنصرم، في اسطنبول بوساطة تركيا والأمم المتحدة، بتصدير الحبوب والمنتجات الزراعية الأوكرانية عبر البحر الأسود إلى إجمالي 20 دولة متلقية،، كانت حجة بوتين المضادة بمثابة سابقة بالنسبة له، حيث قال إنه مثلما تصرفت الدول الأوروبية في القرون السابقة كمستعمرين، فإنها لا تزال تتصرف بنفس الطريقة الآن.

 

موجة غير مسبوقة من الجوع

من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن أمله في أن تساهم هذه الشحنات في التخفيف من حدة الدول التي "تواجه أسوأ أزمة غذاء عالمية". وبذلك حذر جوتيريش من احتمال نشوب حرب تخلق موجة غير مسبوقة من الجوع والبؤس.

 

لكن الحبوب الأوكرانية ليست العنصر الوحيد الذي يستخدمه محور موسكو وأنقرة للهجوم على الغرب؛ وكذلك العقوبات الاقتصادية على روسيا. وقال الرئيس التركي "أوروبا تجني ما زرعته"، معتبرا أن الغرب هو الذي دفع بوتين إلى استخدام الغاز كسلاح ضد العقوبات المفروضة على غزو أوكرانيا. موقف أوروبا المناهض لبوتين، والعقوبات المفروضة، دفعت بوتين، سواء أراد ذلك أم لا، إلى حد القول" إذا فعلت ذلك، سأفعل هذا "،" وقال أردوغان في مؤتمر صحفي بمطار أنقرة قبل أن يتوجه إلى سراييفو في رحلة رسمية،  محذرا أوروبا من قسوة الشتاء: "بوتين يستخدم كل الإمكانيات والأسلحة التي بحوزته. وأهمها الغاز الطبيعي".

 

ليست هذه هي المرة الأولى التي تقلب فيها تركيا التوازن بين الكرملين والغرب. على الرغم من أن أنقرة تحدثت بوضوح ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أنها لم توقع على العقوبات الأوروبية ضد موسكو. كما انتقدت تركيا العضو في الناتو شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا وتواصل تعزيز التجارة والسياحة والاستثمار مع روسيا.

 

حمى العقوبات

 وعقد أردوغان في عدة مناسبات اجتماعات وثيقة مع بوتين. وكان آخرها في مدينة سوتشي التي زارها قبل أسبوعين من لقاء نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مدينة لفيف، مما عزز دوره كوسيط في الصراع. من جانبه ندد بوتين بـ "حمى العقوبات" التي يمارسها الغرب ومحاولاته "فرض نماذج سلوكية على دول أخرى وحرمانها من السيادة وإخضاعها لإرادتها". واعتبر الزعيم الروسي أن هذه التصرفات ترجع ببساطة إلى "هيمنة الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي والسياسة".

وفي إطار المنتدى الاقتصادي الشرقي، أعلن بوتين أنه بصدد إجراء "تغييرات توتونية" في نظام العلاقات الدولية، وزيادة دور الدول التي أصبحت "مراكز جديدة للنمو الاقتصادي والتكنولوجي". واختتم بوتين خطابه بالقول إنه لا يمكن لأحد أن يعزل روسيا لأنه "يكفي النظر إلى الخريطة".

 

صدرت هذه التصريحات بعد قطع إمدادات الغاز عن أوروبا لعدم وقف العقوبات الاقتصادية، على الرغم من أن شركة الغاز العملاقة جازبروم ألقت باللوم على مشاكل فنية في التوربينات. ومع ذلك  أوضحت الشركة المسؤولة عن الصيانة أنه يمكن تصحيح المشكلة وأن هناك بدائل أخرى.