مرضى غزة يواجهون المرض والموت البطئ معا

عربي ودولي

بوابة الفجر

 مع استمرار معاناة مرضى سكان قطاع غزة قدمت جمعية “أطباء لحقوق الإنسان”، التماسا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، تطالب فيه سلطات الاحتلال السماح لأولياء الأمور بمرافقة أطفالهم أثناء تلقيهم العلاج في المستشفيات الإسرائيلية أو المستشفيات الفلسطينية بالضفة الغربية والقدس من دون تأجيل، وإصدار تصاريح طويلة الأمد لمرضى السرطان من قطاع غزة المحاصر.

وذكرت جمعية “أطباء لحقوق الإنسان”، في تقرير لها أنه تم تشخيص إصابة فاطمة (اسم مستعار) بسرطان القناة الصفراوية، وتم تحويلها خلال شهر حزيران /يونيو الماضي، لتلقي العلاج الطبي في المستشفى الأهلي في مدينة الخليل، حيث لم تتم الاستجابة لطلباتها في استصدار تصريح لتلقي العلاج الطبي، والتي قُدمت من خلال الشؤون المدنية الفلسطينية، المسؤولة عن تحويل طلبات المرضى الغزيين إلى مكتب التنسيق والارتباط على معبر بيت حانون “إيرز”.


وخلال الأيام الماضية، توفي مريضان بالسرطان من قطاع غزة، حيث قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتأخير خروجهما لتلقي العلاج الطبي الضروري على مدار الشهور الماضية. المريضان هما سيدة تبلغ من العمر 37 عاما، وطفل يبلغ من العمر 10 أعوام، وقد توفيا جراء مماطلة الاحتلال ونتيجة المرض بفارق أربعة أيام.

وخلال الشهر الماضي توفي الطفل فاروق محمد إسماعيل أبو نجا (6 أعوام)، من قطاع غزة، جراء مماطلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منحه تصريح للمرور عبر حاجز بيت حانون (إيرز)، للوصول إلى مستشفى هداسا عين كارم لتلقي العلاج.

ووفقا للمعلومات المتوفرة لدى مركز “الميزان” في غزة بصفته الوكيل القانوني للطفل، فقد عانى فاروق من مرض “ضمور الخلايا العصبية” في الدماغ.

ونظرا لعدم توفر العلاج اللازم في مستشفيات قطاع غزة، حصل على تحويلة طبية خاصة للعلاج في مستشفى هداسا عين كارم في القدس.

وحصل على موعد من المستشفى بتاريخ 12 كانون الثاني/ يناير 2022، وبقي طلبه لدى سلطات الاحتلال تحت الدراسة ولم يتمكن من السفر، وبتاريخ 10 آب/ أغسطس الجاري، حصل على موعد آخر، وبالإضافة إلى تدخلات المركز القانونية، بقي طلبه أيضا تحت الدراسة إلى أن توفي بتاريخ 25 آب/ أغسطس الجاري.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن عدد الحالات الكبير وحاجتها الملحة للعناية الطبية على وجه السرعة يجعلان المستشفيات التي تستقبل الإصابات الجماعية وتتعامل معها بحاجة إلى طريقة تفكير شاملة مختلفة، بدءا من مدير المستشفى ورؤساء الأقسام (بما في ذلك قسم الطوارئ) وصولا إلى الممرضات العاملات في وحدة العناية المركزة ومرورا بالصيادلة وعمال المختبرات واختصاصيي اللوجستيات.

وتشير الوكالة الأممية المعنية بالصحة إلى أنه يتعين في كثير من الأحيان اتخاذ القرار المستحيل الهائل الصعوبة بشأن تقرير إما استخدام المستلزمات الصحية والأدوية المتاحة لعلاج المرضى في الوقت الحالي، وإما تخزينها استعدادا للأزمة المقبلة.

علاوة على ذلك، ورغم أنه يجري تخزين قدر من المعدّات والمستلزمات الطبية وإعادة توزيعها، فإن ذلك المخزون لا يفي سوى بيوم أو يومين فقط من احتياجات الإصابات الجماعية قبل أن يصبح الحصول على دعم خارجي إضافي أمرا ضروريا لا مفر منه.

دعم طويل الأجل وهادف


برهن دعم منظمة الصحة العالمية طويل الأجل والهادف لزيادة قدرات التأهب والاستجابة في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك غزة، على أهميته القصوى خلال ما حدث من تصعيد للعنف بين 5 و7 آب/ أغسطس 2022.

وبحسب بيان صدر عن منظمة الصحة العالمية، مكّن هذا العمل المستمر المستشفيات من تفعيل خطط التدبير العلاجي للإصابات الجماعية، والتوزيع المسبق للمستلزمات للدفع بها حيثما تقتضي الحاجة، والتسليم العاجل للإمدادات إلى المستشفيات.

وكانت المنظمة قد شرعت في عام 2020 في تقديم دورات تدريبية عبر الإنترنت في مجال التدبير العلاجي للإصابات الجماعية، وذلك بالتعاون مع مؤسسة العاملين الطبيين في نيويورك للإغاثة في حالات الكوارث عالميّا.
وأثبت هذا التدريب عبر الإنترنت نجاحاته أثناء التصعيد الذي شهده شهر أيار/مايو 2021، إذ قدم العاملون الصحيون المدرّبون أداء أفضل وأعلى.

وبعد ذلك أجرت المنظمة تدريبا بالحضور الفعلي لتزويد المستشفيات بخطة قياسية موحدة للتدبير العلاجي للإصابات الجماعية، الأمر الذي يتيح استجابة فعالة ذات كفاءة لحالات الطوارئ المعقدة، كتلك الحالية.

وتم حتى الآن رفع مستوى ستة مستشفيات من أصل سبعة مستشفيات في غزة ومستشفيين اثنين من أصل ثمانية مستشفيات ضمن الخطة في الضفة الغربية، وشمل ذلك توفير تدريب على التدبير العلاجي للإصابات الجماعية، ووضع خطط تستند إلى المبادئ التوجيهية للتدريب الصادرة عن أكاديمية منظمة الصحة العالمية، وكذلك تقديم دعم تقني إضافي من الفريق الاستشاري والعملياتي المعني بالإصابات الشديدة الموجود في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.

فرق الطوارئ الطبية


قامت المنظمة بإعداد فريقين طبيين وطنيين للطوارئ في غزة بتقديم دورات تدريبية مصمّمة خصيصا لهذا الغرض وإجراءات تشغيل موحدة بالإضافة إلى التجهيز المسبق بالمعدات والمستلزمات الطبية.

وبدعم من المديرية العامة للعمليات الأوروبية للحماية المدنية والمعونة الإنسانية، والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون ومنظمة التعاون الإيطالي، يجري إعادة التزود بالمخزونات الحيوية لاستخدامها في أوقات الأزمات.

من داخل غرف الطوارئ.. كيف تبدو مستشفيات قطاع غزة تحت القصف؟ | أسلوب حياة |  الجزيرة نت
ولقد بدأت منظمة الصحة العالمية بعملية ستُفضي إلى حصول الفريقين الطبيين الوطنيين للطوارئ في غزة على اعتماد منظمة الصحة العالمية، وهو ما يؤكد على زيادة جاهزية النظام الطبي في غزة، حسب الوكالة الأممية.

وبحسب أحدث تقرير صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) بشأن حركة الدخول من قطاع غزة وإليه في تموز/يوليو، مثّل المرضى المحالون للعلاج الطبي في الضفة الغربية أو إسرائيل ومرافقوهم نحو 6 في المائة من حالات المغادرة.

وقُدّم ما مجموعه 1،619 طلبا للحصول على تصاريح المغادرة لحضور المواعيد الطبية المقررة في تموز/يوليو، ولكن لم تصدر الموافقة إلا على 36 في المائة منها في الوقت المطلوب.