حامد بدر يكتب: الحل الأمريكي.. ماذا في جراب الحاوي؟

مقالات الرأي

بوابة الفجر


على إثر ما تقدمت به النائبة عايدة السواركة، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، بسؤال برلماني إلى المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس، موجه إلى رئيس الحكومة ووزير الخارجية، دور المبادرة الأمريكية الرامية إلى القيام بدور الوساطة بين مصر وإثيوبيا من أجل التوصل إلى حل مرضي لجميع الأطراف في ملف سد النهضة، لازال السؤال إلى متى سيظل واققرًا في نفوس الساسة والبرلمانيين أن الحل الأمريكي دومًا سيأتي بنتيجة مرضية؟

 


مخالفة شرعية


بالرغم أنّ ما تقوم به الدولة الإثيوبية يُعدُّ مخالفة للشرعية القانونية الدولية للأنهار العابرة ومخالفة اتفاق إعلان المبادئ، ورفض كافة الوساطات الدولية والإفريقية بشأن سد النهضة، مما يعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي وقواعده واجبة التطبيق، والتي تلزم إثيوبيا بوصفها دولة المنبع بعدم الإضرار المتعمد بحقوق دول المصب. ولكن السؤال بات بيننا تقليديًا بل وفقد رونقه وبريقه حول "ما الدور الأمريكي؟" أو كيف ترد الولايات المتحدة؟".


حلول كثيرة وتغيير في الظروف العالمية


لا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها حلول كثيرة، وتغيير الظروف الظروف العالمية يخدم هذا الكيان الكبير الذي فرض نفسه على العالم بأن الحاجة إليه لن تزول، بل وتبقى مطلوبة وعلى جه السرعة في حل الكثير من الملفات والمشكلات العالمية والإقليمية، كما إنه لا شكَّ أن سياستها الخارجية الفائقة وقوتها العسكرية، والشرعية الدولية تمنحها دور الحارس وأحيانًا السطلة الأبوية على بعض الملفات.
نتفق أو نختلف، لكنَّ النظرة إلى الولايات المتحدة بالمنظور السابق، أصبحت تقليدية جدًا، بل وأصبحت كمن ينتظر من الحدَّأة أن ترعى صغار الطير.


لن تحمي سوى مصالحها


لن تحمي الولايات المتحدة سوى مصالحها، فبعد عام 2017 جاء انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية لتستعيض عن ذلك بإطلاق يد شركات أمنية خاصة قامت باستئجارها هي والأمم المتحدة، والتي تتكون من متعاقدين عسكريينسابقين في الجيش ومشاة البحرية الأمريكية، بالإضافة إلى عناصر  بريطانية، وفرنسية، وإيطالية، ممن ترك الجيش بعد بضع سنوات من الخدمة الفعلية، فأوجدت لهم فرص عمل أخرى.
ومن هنا ساعدت علاقات أمريكا السابقة بالدفاع في تأسيس أوراق اعتماد أوراق مما ساعد الولايات المتحدة وبريطانيا بالاستمرار في المشاركة بالأعمال البرية دون الحاجة إلى تمركز قوات تابعة لهم، وبالتالي تقوداهما إلى الحرب بالوكالة.
والأن تعيش أفغانستان حالة فوضى غير مسبوقة بعد انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من البلاد وتركها لقمة سائغة لحركة طالبان. ولم يتضح حتى الآن كيف ستتطور الأمور في بلد يعاني الحرب والدمار منذ عقود.
الورقة الرابحة
ولا يبقى أمام أي كيان في دراسة أي ملف إلا ان ينظر إلى الورقة الرابحة والتي بالطبع لم تكون ورقة الولايات المتحدة، التي يراها المعظم على أنه "جراب الحاوي" الذي في حقيقته لا يعني سوى خُدعة لا تغني ولا تؤمن من خوف.
إن ملف سدّ النهضة لن تحله سوى أيادي عربية وقومية، هذا ليس إنكارًا للشراكة الدولية في تناول الأزمات، ولكنَّ مساعي الغرب عادةً لا تؤدي سوى للتدويل الذي ليس في صالح جميع الأطراف.