خبير: آثارنا منهوبة والاتفاقات الدولية معيبة ومنها اليونسكو وطالبنا رسميًا برأس نفرتيتي

أخبار مصر

لوحة رشيد الحجرية
لوحة رشيد الحجرية

قال الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري المعروف، إن الاتفاقات الدولية الخاصة باستعادة الآثار تشوبها الكثير من العيوب ومنها اتفاقية اليونسكو 1970 التى صادقت عليها باريس عام 1997 ووقعت عليها 143 دولة منها مصر وهي النص القانوني الدولي الوحيد لمكافحة الاتجار غير المشروع بالتحف الفنية والمنظم لآلية عودة القطع الفنية التي تم الحصول عليها بشكل غير شرعي إلى بلادها الأصليةوالتي تمنع الدول من المطالبة بالآثار التي نُهبت قبل عام 1970م وقد خرجت أشهر الآثار المصرية قبل هذا التاريخ.

جاءت تعليقات الدكتور عبد الرحيم ريحان في إطار الموجة المتصاعدة والتي تطالب باسترجاع لوحة رشيد الحجرية من المتحف البريطاني والتي أطلقها عدد من المتخصصين وعد من المهتمين بالشأنين التراثي والأثري. 

رأس نفرتيتي

وقال ريحان إن الخداع صاحب خروج القطع الأثرية الهامة من مصر مثل ما حدث مع رأس نفرتيتي المحفوظ بمتحف برلين بألمانيا، والذي عثر عليه عالم الآثار الألمانى لودفيج بورخاردت وفريقه الأثري على تمثال نفرتيتي في السادس من ديسمبر عام 1912 في ورشة "أتيليه" الفنان الملكي تحتمس بمنطقة تل العمارنة بمحافظة المنيا - جنوب القاهرة - والذى كان من أهم فنانى عصر العمارنة والملك إخناتون الذى حكم من  1353 إلى 1336ق.م.

ومن خلال جميع التقارير الخاصة بالحفائر آنذاك فإن بورخاردت كان يدرك مدى الأهمية الفنية والتاريخية لتمثال نفرتيتى بمجرد اكتشافهاوقام بإخراجها من مصر عام 1913 بالمخالفة لعملية اقتسام الآثار المتشابهة آنذاك.

زاهي حواس

وذكر عالم المصريات الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق أن تمثال رأس نفرتيتي خرج من مصر وقت اكتشافه بواسطة التدليسوالتمويه على يد العالم الألماني بورخارت عندما كتب فى بيان البروتوكول ومذكرة الحفائر الخاصة باقتسام الآثار المكتشفة أن تمثال رأسنفرتيتى مصنوع من الجبس ويعود لأميرة ملكية وأكد الدكتور حواس أن بورخارت كان يعرف جيدًا أن التمثال مصنوع من الحجر الجيرىلكنه تعمد التمويه بهدف حصول ألمانيا على التمثال الذى يجتذب حاليًا أكثر من مليون مشاهد سنويًا

مطالبات بعودة رأس نفرتيتي

وأوضح ريحان أن المطالبات بعودة رأس نفرتيتى بدأت منذ عهد الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان بمذكرة رسمية بتاريخ 14 أبريل 1946 إلى مجلس قيادة الحلفاء يطلب فيها استعادة تمثال نفرتيتى، وأرسلت الحكومة المصرية طلبًا مماثلًا عبر السفير المصرىبالولايات المتحدة لوزارة الخارجية الأمريكية فى الحادى والعشرين من فبراير 1947 وتلقت الحكومة المصرية ردًا فى الثامن من مارس1947 من مجلس قيادة الحلفاء بأنه ليس لديهم السلطة لاتخاذ مثل هذا القرار

23 يوليو

وما بعد ثورة 23 يوليو المجيدة أرسل الدكتور زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار الأسبق ثلاثة خطابات رسمية لنقلها إلى الحكومةوالسلطات الألمانية المختصة يطالب فيها باستعادة تمثال رأس نفرتيتى المعروض بمتحف برلين بألمانيا، واستند إلى المادة 13 ـ ب من اتفاقيةاليونسكو عام 1970 الخاصة بمنع وتحريم الاستيراد والتصدير والنقل غير القانونى للممتلكات الثقافية، وهي المادة التى تطالب جميعأطراف الاتفاقية بضمان التعاون فى تسهيل استرداد الممتلكات لأصحابها الأصليين فى أسرع وقت ممكن. 

الرد الألماني

وكان الرد الرسمي الألمانى على طلب الدكتور زاهى حواس باستعادة تمثال رأس نفرتيتي هو رفض وزير الدولة الألماني للشئون الثقافيةبيرند نويمان إعادة أو حتى مجرد إعارة التمثال النصفى للملكة الفرعونية نفرتيتى لمصر مبررًا الرفض حفاظًا على التمثال.

تمثال حم أيونو

وتابع الدكتور ريحان أن آثارنا المنهوبة بالخارج تتضمن تمثال المهندس المصرى القديم حم - ايونو - مخترع التكنيك الهندسى لهرم خوفوبمتحف "بيلديزيس" بمدينة هيالديز هايم بألمانيا، وهو تمثال جالس  منحوت من قطعة واحدة من الحجر الجيرى الأبيض ارتفاعه  5ر155 سم وقد كشف التمثال بعثة آثار ألمانية  فى مقبرة بمنطقة الجيزة تعرف باسم "ج 4000" بجوار الأهرامات وهى قطعة فنية نادرة بحجمالإنسان الطبيعى خرج من مصر عام 1912طبقًا لنظام القسمة الذى كان متبعًا قبل عام 1983

كا نفر

وقناع جنائزى لسيدة تدعى "كانفر نفر" يعود تاريخه إلى عام 3500 قبل الميلاد، ويعود للأسرة 19، اكتشفه الدكتور زكريا غنيم عام 1952 فى منطقة المجموعة الهرمية للملك سخم خت بسقارة، ومسجل فى سجلات سقارة بتاريخ 26 فبراير 1952 فى سجل 6 برقم 6119، وقدسرق من مخازن سقارة ومعروض الآن فى متحف سانت لويس للفنون فى أمريكا، وادعى المتحف أنه اشتراه من تاجر آثار بصورة قانونيةعام 1988 بملبغ 500 ألف دولار، بعد أن اشتراه التاجر من زكريا غنيم الذى كانت السلطات المصرية قد أهدته القناع، بينما تحقيقات الحكومة أوضحت أن القناع مسروق، وأنه خرج من مصر ما بين عامى 1966 و1973 بطريقة غير شرعية فى اعتراف وسند بأحقية مصر بالقناع.

زودياك دندرة

والزودياك الدائرى لمعبد دندرة " دائرة الأبراج السماوية" وكان منقوشًا على سقف حجرة بالمعبد  وانتزعه الفرنسى سابستيان لويس سولينيهوكان أحد أبناء عضو مجلس النواب الفرنسى آنذاك ونقله إلى باريس بحجة اكتشاف الجنرال "ديزيه»" له  أثناء الحملة الفرنسية علىمصر  وبالتالى فقد اعتبروه أثرًا فرنسيًا مرتكبين جريمتين تشويه المعبد وسرقة  الزودياك

مخطوط التوراة

وأشار الدكتور ريحان إلى تقدمه رسميًا بمذكرة علمية وافية واستيفاء الجوانب القانونية  عام 2012 إلى المجلس الأعلى للآثار بشأن طلباستعادة مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم (كودكس سيناتيكوس) أقدم نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية ويعود إلى القرنالرابع الميلادى والموجود حاليًا بالمتحف البريطانى وجزء منه بمكتبة جامعة ليبزج بألمانيا، ويوجد بمتحف دير سانت كاترين حاليًا خطاب تعهدمن قنسطنطين تشيندروف بإعادة هذا المخطوط السينائي إلى دير طور سيناء بتاريخ 16 و28 سبتمبر 1859م معروض بقاعة العرضالمتحفي داخل الدير، وكذلك قرار مجمع آباء دير طور سيناء المقدس بتاريخ 16 و28 سبتمبر 1859م، بشأن الإعارة المؤقتة للمخطوطالسينائي بعد تقديم خطاب ضمان من أ.لوبانوف وخطاب تعهد من قنسطنطين تشيندروف بإعادة المخطوط.

العهدة النبوية

وأضاف أنه تقدم رسميًا أيضًا بمذكرة علمية وافية واستيفاء الجوانب القانونية  عام 2012 إلى المجلس الأعلى للآثار بشأن طلب استعادة أصل العهدةالنبوية المحفوظ صورة منها بدير سانت كاترين، وهى العهدة النبوية الذى أعطاها رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) عهد أمان للمسيحيينيؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وكنائسهم يعرف بالعهدة النبوية والمحفوظ بمكتبة دير سانت كاترين صورة منه بعد أن أخذ السلطان سليمالأول النسخة الأصلية عند دخوله إلى مصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتهاللتركية