رحل من فترة قريبة.. رؤية المطران كاليستوس وير للنص الإنجيلي «شركاء الطبيعة الإلهية»

أقباط وكنائس

الكنيسة
الكنيسة

أعلنت كنيسة الروم الأرثوذكس، رحيل المتروبوليت كاليستوس وير، منذ فترة قريبة.

هذا وقال المتروبوليت كاليستوس وير، راعي الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، في كتاب «الطريق الأرثوذكسي»، الذي عربته ونشرته الكنيسة الأرثوذكسية: «إن المسيح يمكننا من أن نشترك في المجد الإلهي للآب، فالمسيح هو الرابطة ونقطة اللقاء والتقابل فلأنه إنسان فهو واحد معنا، ولأنه إله فهو واحد مع الاب، لهذا فبواسطته وفيه نحن واحد مع الله ويصبح مجد الآب هو مجدنا».

شركاء الطبيعة الإلهية

وأضاف: «تجسد الله يفتح الطريق إلى تأليه الإنسان فإن نؤله معناه على وجه الخصوص جدا أن نكون ممسحين، فالمثال الإلهي الذي دُعينا إلى بلوغه، ومثال المسيح، ومن خلال يسوع المسيح الإله المتأنس أو الإله الإنسان، يمكن لنا نحن البشر أن نغرس في الله ندخل في الله، فنصير مؤلهين أو يصيرنا شركاء الطبيعة الإلهية، فالمسيح باتخاذه بشريتنا، وهو ابن الله بالطبيعة قد صيرنا أبناء لله بالنعمة، ففيه يتبنانا الله الآب فنصير أبناء في الابن».

وتابع: «هذه الفكرة عن الخلاص كشركة تتضمن أمرين بوجه خاص حول التجسد إليه، أولًا تتضمن أن المسيح لم يأخذ جسدًا بشريًا فقط مثل أجسادنا بل أخذ أيضا روحًا بشريًا وعقلًا ونفسًا مثلنًا مثل أرواحنا وعقولنا ونفوسنا، والخطية لا تستمد أصولها من أسفل بل من أعلى، وهي ليست مادية فيزيقية في أصلها بل هي روحية، إذن فإن العنصر من الإنسان الذي يحتاج إن يُفتدي ليس هو جسده في المقاوم الأول بل هو إرادته ومركز اختياره الأخلاقي، فلو لم يكن للمسيح عقل بشري».

وأردف: «فإن ذلك سوف يؤثر بشكل خطير ومميت على المبدأ الثاني للخلاص، وهو أن الخلاص الإلهي يجب أن يصل إلى نقطة الاحتياج البشري، لأن أهمية هذا المبدأ قد اُعيد عليها خلال النصف الثاني من القرن الرابع حين ابتدع ابوليناريوس النظرية الذي اُدين بسببها كهرطوقي، أنه عند التجسد أخذ المسيح فقط جسدًا بشريًا لكنه لم ياخذ عقلًا بشريًا ولا نفس عاقلة».

واختتم: «وقد أجاب القديس غريغوريس اللاهوتي، على هذه العبارة قائلًا  ما لا يؤخذ لا يخلَّص، أو لا يُشفى أي أن المسيح يخلصنًا بصيرورته ما نحن عليه إنسانًا، إي بصيرورته إنسان، وهو يشُفينا بأخذه بشريتنًا المكسورة لنفسه، يشفينا بأخذه هذه البشرية له خاصة وبدخوله في خبرتنا البشرية، وبمعرفته لها من الداخل بسبب كونه واحدًا منا ولكن لو كانت مشاركته لبشريتنًا ناقصة من أي ناحية لأصبح خلاص الانسان ايضا ناقصًا بالمثل، فإن كنا نؤمن أن المسيح قد آتى إلينا بخلاص كامل شامل فيتبع ذلك أنه اتخذ لنفسه وكل شيء في طبيعتنا البشرية».

كاليستوس وير

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، متحدث الكنيسة الرسمي، في تصريح له إن المتروبوليت كاليستوس وير، اسمه في الولادة تيموثي ريتشارد وير، وتاريخ ميلاده 11 سبتمبر 1934 في سومرست، إنجلترا، تلقى تعليمه في مدرسة وستمنستر في لندن، التي حصل فيها على منحة الملك، وكلية مجدلين، أكسفورد، حيث حصل على المرتبة الأولى في الكلاسيكيات بالإضافة إلى قراءة اللاهوت.

وأضاف: «في 14 أبريل 1958، في سن الرابعة والعشرين، تقبل الإيمان الأرثوذكسي، يصف اتصالاته الأولى بالأرثوذكسية والجاذبية المتزايدة للكنيسة الأرثوذكسية في نص سيرته الذاتية بعنوان «رحلتي إلى الكنيسة الأرثوذكسية»، بينما كان لا يزال شخصًا عاديًا، وأمضى كاليستوس ستة أشهر في كندا في دير الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في الخارج، وترهب في دير القديس يوحنا اللاهوتي في بطمس، اليونان، وأصبح على دراية تامة باليونانية الحديثة، كما كان يتردد على مراكز رئيسية أخرى للأرثوذكسية مثل بيت المَقدس وجبل آثوس. في عام 1966 نال الرسامة الكهنوت في مقر البطريركية المسكونية وكان رقيق كراهب، واتخذ اسم Kállistos».

وتابع: «من عام 1966 حتى 2001 كان كاليستوس محاضرًا في سبالدينغ للدراسات الأرثوذكسية الشرقية في جامعة أكسفورد، وهو المنصب الذي شغله لمدة 35 عامًا حتى تقاعده، ومنذ تقاعده في عام 2001، واصل كاليستوس النشر وإلقاء المحاضرات عن المسيحية الأرثوذكسية، وشغل منصب رئيس مجلس إدارة معهد الدراسات المسيحية الأرثوذكسية في كامبريدج وهو رئيس جمعية أصدقاء الأرثوذكسية في إيونا (اسكتلندا) وأصدقاء جبل آثوس، وفي عام 1982 نال درجة الأسقفية، كأسقف مساعد مع لقب أسقف دوكليا (في فريجيا) في أبرشية ثياتيرا وبريطانيا العظمى من البطريركية المسكونية، بعد رسامته واصل كاليستوس التدريس في جامعة أكسفورد وخدم في رعية الروم الأرثوذكس في أكسفورد».

وأكمل: «في عام 1970 تم نال درجة الزمالة في كلية بيمبروك، أكسفورد، وفي 30 مارس 2007 رفع المجمع المقدس للبطريركية المسكونية أبرشية ديوكليا في فريجيا إلى مرتبة متروبوليتية ورفع الأسقف كاليستوس إلى مرتبة متروبوليت، وفي عام 2017، تم منح كاليستوس جائزة لامبث كروس من أجل المسكونية من قبل رئيس أساقفة كانتربري لمساهمته البارزة في الحوار اللاهوتي الأنجليكاني الأرثوذكسي».

وواصل: «كاليستوس وير هو كاتب ومحاضر غزير الإنتاج، قام بتأليف أو تحرير أكثر من اثني عشر كتابًا، والعديد من المقالات في مجموعة واسعة من الدوريات، ومقالات في كتب حول العديد من الموضوعات، فضلًا عن تقديم مقدمات أو مقدمة أو مقدمات للعديد من الكتب الأخرى. اشتهر بأنه مؤلف كتاب الكنيسة الأرثوذكسية، الذي تم نشره عندما كان شخصًا عاديًا في عام 1963، ونُقح بعد ذلك عدة مرات، وفي عام 1979 أنتج مجلد «Orthodox way.. طريق الأرثوذكسية»، وقد تعاون في ترجمة ونشر أهم النصوص النسكية والليتورجيا الأرثوذكسية، قام مع جي إي إتش بالمر وفيليب شيرارد بترجمة الفيلوكاليا، ويُعتبر المتروبوليت كاليستوس (وير) مطران ديوكليا، أب تقليد الأرثوذكسية في الغرب».