المستشار الألماني يزور السعودية في ظل أزمة الطاقة

الاقتصاد

بوابة الفجر

بدأ المستشار الألماني أولاف شولتس زيارته إلى السعودية، اليوم السبت، في بداية جولته الخليجية التي تشمل الإمارات وقطر في محاولة منه لعقد شراكات في مجال الطاقة لتتمكن ألمانيا من مواجهة أزمة الغاز الأوروبية الناجمة عن الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقد استقبله خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في مطار جدة، وذهب شولتس إلى قصر السلام ليجتمع بولي العهد الأمير محمد بن سلمان برفقة وفد كبير من ممثلي قطاعات اقتصادية عديدة من بينها الطاقة، وفي نفس السياق قال أحد مستشاري شولتس إن ولي العهد السعودي سيلعب دورًا مهمًا "في العقود المقبلة". 

 

الزيارة ليست مجرد جولة تسوق للطاقة

قال مصدر مقرب من شولتس: "إنها الزيارة الأولى للمستشار الألماني للمنطقة" في إطار المرحلة الحالية المتغيرة بسبب العملية العسكرية لروسيا في أوكرانيا، فالمستشار شولتس يسابق الوقت ليجد موردين آخرين لتعويض شحنات الغاز الروسي التي ستنفد قريبًا.

ومن المقرر أن يناقش الأمير محمد بن سلمان والمستشار شولتس، عدة ملفات اقتصادية وسياسية تهم المنطقة والعالم فقد قال المستشار: "علينا التحدث مباشرة مع السعودية اليوم إذا أردنا حل مسألة الحرب في اليمن مثلًا أو التطرّق إلى المسألة الإيرانية، ولا يمكننا أن نتجاهل ضرورة العمل معًا"

وقال أحد مستشاري شولتس: "سنضع اللمسات الأخيرة على طروحات طموحة"، وأضاف أن الزيارة ليست مجرد "جولة تسوق للطاقة" دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.

في حين أن هناك مصادر حكومية قالت: "إن برلين ترغب في توسيع التعاون في تقنيات جديدة مثل الهيدروجين الأخضر المنتج باستخدام الطاقة المتجددة، والذي يمكن أن تستورده ألمانيا بكميات كبيرة من دول الخليج".

ويتوجه شولتس مساء اليوم إلى الإمارات ثم إلى قطر. فمثل السعودية يعد كلا البلدين مصدرين مهمين للطاقة، ولم يتضح بعد العقود التي سيُجرى إبرامها لتوريد الغاز أو الهيدروجين من المنطقة إلى ألمانيا.

 

أزمة الطاقة التي تعاني منها ألمانيا

جاءت زيارة أولاف شولتس إلى الخليج، في ظل ظروف سياسية واقتصادية يعاني منها العالم أجمع خاصة ألمانيا حيث تعاني من أزمة طاقة كبيرة، وقال مركز الأبحاث الأوروبى بروجل المتخصص فى السياسات الاقتصادية في هذا الشأن: "إن نظام الطاقة فى أوروبا يواجه ضغوطا غير مسبوقة لم نشهدها منذ أزمات النفط فى السبعينات لكن الحكومات الاوروبية تميل إلى اختيار تدابير غير منسقة تعطى الاولوية للأمن القومى للعرض والقدرة على تحمل التكاليف على نهج اوروبى متكامل".

فبعد الحظر الذي فرضته الدول الغربية على النفط الروسي بعد غزو روسيا لأوكرانيا أصبح على اوروبا أن تكون معتمدة أكثر على النفط السعودي، ويسري حظر الاتحاد الأوروبي بالكامل في بداية عام 2023، حيث تبيع روسيا الآن نفطها إلى الصين والهند بسعر أقل وهذا سبب مزاحمة للمصدرين الخليجيين في هذه الأسواق، وبهذا اتجهت ألمانيا إلى السعودية لأنها تملك ثامن أكبر احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي في العالم، بعد روسيا وإيران وقطر المتصدرة للقائمة، وهي تاسع أكبر منتج للغاز.