د.حماد عبدالله يكتب: الرئيس جمال عبد الناصر !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


فى ذكرى رحيل الرئيس جمال عبد الناصر فى مثل هذا اليوم منذ 52 عامًا رحل عن عالمنا هذا الرجل الذى عاش جيلى فى مدرسة وطنيته وصدقنا كل المعارك التى خاضها الوطن وصدقنا كل ما ينظمه صلاح جاهين ويغنيه عبد الحليم حافظ.
وكانت أعياد الثورة فى يوليو من كل عام هو عيد مضاف إلى أهم أعيادنا  "عيد الفطر وعيد الأضحى" –حتى إن صلاح جاهين قد نظم فى أحد أغانيه كلماته.
يارب العزة والقدرة بأناديك    يارب
فى صلاة العيد –عيد الثورة بأناجيك  يارب
كانت الثورة وقائدها وأحلامها وحروبها ونكساتها وأصدقائها وأعدائها وأخبارها هى ما يمسى ويصبح عليه أهل المحروسة كنا أطفال الثورة وفتيانها وشبابها ورجالها.
وفى تمام الخامسة والنصف من مساء يوم 28/9/1970 أتذكر أننى كنت فى سينما الروضة – بالمنيل وهى من "دور" السينما الصيفية –التى كانت منتشرة بحى منيل الروضة "جرين بالاس" "والجزيرة" و"الروضة" !!
وكانت هذه "الدور" تعرض ثلاث أفلام يوميًا لمدة إسبوع وكانت العادة أن تعرض فيلم عربى تبدأ به الحفلات المسائية (طبعًا فقط) لأنها صيفية.
وفيلمين أجنبيين وكان من أهم أفلام هذه الأيام أفلام هندية ولعل المصريون  يتذكرون فيلم "من أجل أبنائى" وفيلم "سانجام" وهى من الأفلام الهندية التى أثرت تأثيرًا بالغًا على جيلنا فى هذه الفترة من الخمسينيات والستينات بطول البكاء أثناء عرض الفيلم شيىء غير معقول!!
وكانت السينما الصيفى بالنسبة للشباب هى المتنفس الوحيد حيث تتبارى تلك الدور فى عرض الأفلام الأجنبية كعرض ثانى بعد عرضها فى وسط البلد فى "الدور الكبرى" مثل "مترو" و"راديو" و"أوبرا" وغيرهم من سينمات الدرجة الأولى !
أذكر مساء 28 /9 /1970 وأثناء وجودى فى سينما الروضة جاءنى زميلى المرحوم "سعيد الوتيرى" وهو زميل دراسة وصديق عمر حيث تزاملنا منذ السنة الثالثة الإبتدائية بمدرسة( الخارطة ) وهى مدرسة شهيرة بشارع خلوصى بمنيل الروضة وهى مرحلةجاءت بعد كتاب " الشيخ محمود " بالمغربلين.
تزاملنا فى المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية والجامعية  " نفس الكلية ونفس التخصص " وكذلك بأكاديمية الفنون الجميلة "روما "وحصلنا ايضا على درجتى دكتوراه من ايطاليا ومن مصر فى الفلسفة ولهذا الموضوع قصة عمود اخر !!
وأبلغنى فى أذننى "حماد الظاهر الرئيس جمال عبد الناصر توفى" ولم أصدق وكنت عضوًا بمنظمة الشباب وكنت أنتمى  بطبيعتى إلى السياسة الثورية والإتحاد الاشتراكى ومؤمن بالعمل من أجل التنمية وتأكيد مبادىء الثورة وكانت خطابات الرئيس تقارن بما جاء بالميثاق وربط ما يقوله بما نفعله كنا نعيش ( الشباب ) حالة من الهوس بالمستقبل وبالأمال والطموحات وكنا نعيش فى تلك الأيام على أمل جمع شمل العرب بعد أحداث " سبتمبر الأسود " وقتل الاردنيين للفلسطينيين وتدخل جمال عبد الناصر – لإنهاء هذه الأزمة – وهذه  المذبحة والتى إنتهى عمره فى أثرها !!
كنا نعيش على امل أن نزيح العدو من سيناء بعد إحتلالها سنة 1967 وكنا نعيش الام الوطن ونبكيه !! ليلًا ونهارًا..
جاء الخبر توفى جمال عبد الناصر وخرجت للشارع لكى نرى كل المقاهى والمحلات والمذياع يذيع القرأن الكريم والاناشيد الوطنية حتى تحقق الخبر.
على صوت أنور السادات ناعيا الفقيد الرجل الذى لا يماثله رجال والوطنى الذى لا يماثله وطنيون "مات جمال عبد الناصر "وبقينا فى الشوارع حتى توديعه إلى مثواه الأخير بمسجده بالخليفة المأمون.
مع كلمات وترنيمات أكثر من 2 مليون مصرى خلف النعش "الوداع يا جمال "
يا حبيب الملايين –الوداع !!
[email protected]