العملة الكورية تصل لأدنى مستوى منذ أكثر من 13 عامًا

الاقتصاد

البنك المركزي الكوري
البنك المركزي الكوري الجنوبي

شهدت عملة كوريا الجنوبية إنخفاضًا شديدًا وهبط الوون إلى أدنى مستوى له منذ 13 عامًا مقابل الدولار الأمريكي، بعد قرار مجلس البنك المركزي الأمريكي بزيادة الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، وسط مخاوف متزايدة من أن سياسات التشديد النقدي للإحتياطي الفيدرالي الأمريكي التي قد تدفع الإقتصاد إلى الركود.

ووصل معدل صرف العملة الكورية الجنوبية اليوم الأربعاء مقابل الدولار إلى 1،439.9 وون عند الإغلاق.

 

اتفاقية تبادل العملات 

عانت الأسهم الكورية الجنوبية من عمليات البيع المكثفة بسبب مخاوف المستثمرين من حدوث ركود عالمي، حيث باع المستثمرون الأجانب من الأسهم المحلية ما يقارب الـ 5.89 مليار وون أي 4.11 مليون دولار.

وقد تراجع الوون الكوري بشكل سريع الأشهر الماضية وسط سياسيات التشديد النقدية العالمية فانخفضت قيمة الوون بنسبة 17% أمام الدولار هذا العام.

وقال محافظ البنك المركزي ري تشانغ يونغ: "إنه من المرجح أن تصل أسعار المستهلك في كوريا الجنوبية إلى ذروتها في أكتوبر لكنها قد تستقر بوتيرة بطيئة بسبب ضعف العملة المحلية الحاد مقابل الدولار الأمريكي".

وقال أنه من المتوقع استمرار التضخم في حدود نسبة 5 أو 6% لفترة من الزمن وشدد على أهمية إعطاء الأولوية للحفاظ على استقرار العملة الكورية، وأشار إلى أنه من المرجح أن يصل التضخم إلى ذروته في أكتوبر لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن وتيرة هبوط أسعار المستهلك سوف تكون بطيئة للغاية.

علمًا بأن بنك كوريا المركزي قد رفع سعر الفائدة الرئيسي الشهر الماضي بمقدار 0.25 نقطة مئوية إلى 2.5%، وجاء هذا القرار في أعقاب رفع سعر الفائدة بشكل كبير لأول مرة بمقدار 50 نقطة أساس في يوليو، مما يمثل سابع زيادة لسعر الفائدة منذ أغسطس العام الماضي.

وفي هذا الشأن قال صانعوا السياسات في كوريا الجنوبية "إنه لا داعي للخوف من الضعف الحاد في قيمة الوون، لكن معنويات السوق لا تزال هشة، كما ازدادت تقلبات العملة في الأشهر الأخيرة".

وكانت أحدث خطوة قام بها البنك الكوري لتحقيق الاستقرار في سوق الصرف الأجنبي هي قيامه بتوقع صفقة مؤقتة لمبادلة العملات بقيمة 10 مليار دولار مع خدمة المعاشات التقاعدية الوطنية، ومن المفترض أن يتم توقيع هذا الإتفاق الشهر المقبل، مما سيسمح لخدمة المعاشات بالوصول إلى احتياطي الدولار في بنك كوريا المركزي بدلًا من السوق الفورية لتمويل استثماراته الخارجية، وهدف هذه الخطوة تخفيف الطلب على الدولار في السوق الفورية الناشئ من أجل توسيع استثمارات خدمة المعاشات الوطنية في الخارج التي تمت الإشارة إليها من ضمن أسباب هبوط العملة الكورية. 

وتدرس الحكومة الكورية إمكانية استخدام صندوق استقرار العملات الأجنبية لشراء الدولار بصفقات آجله من شركات بناء السفن المحلية في محاولة منها للحد من تراجع الوون الكوري.