حامد بدر يكتب.. وكم لله من جُنْدٍ حَفِيّ البُرص المصري والصهيونية

مقالات الرأي

بوابة الفجر



بعد ادعاءات أثارتها وحدة شؤون الطبيعة والحدائق في إسرائيل، حول خطورة البُرص المصري بتهديد التوازن البيئي لديها، إضافة لطلب المساعدة من السكان في منطقة وادي عربة لتحديد مكان "البرص المصري"، يتضح أن حجم عدوك من حجم مخاوفه، وأن استعداداتهم لأية تغييرات بيئية لديهم هي محض احتمال ضعيف.


أضحوكة


ورغم تصريحات علمية من مختصين وأساتذة في علوم البيئة والزراعت أن  الأبراص المصرية لا تعتدي على البشر، ولم يتم تسجيل حالة واحدة قد تأذت أو تعرضت لخطر الهجوم منها، وأن لا علاقة بين هذه الحشرة والإضرار بالمحاصيل الزراعية بأى شكل؛ إلا أنَّ موجة من التعليقات اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي جعلت من الامر يبدو أضحوكة.
تعتقد دولة الاحتلال دومًا أن لها كيانا كبيرًا، وتفرض نفسها على العرب، وأن وجودها الثقيل بيننا صار عبئًا حتى على الأبراص.
تبدو القصة كأضحوكة، ولكنها رسالة لكل لبيب، بأن هذا الكيان مجرَّد "جعجاعًا" يفتح فاه ليصدر أصواتًا فقط، ربما تزعج هذه الابراص، كما تنزعج من حوله الكثير.


درس التاريخ


ولكن بعيدًا عن منشورات التواصل الاجتماعي، والتقاذف بالتعليقات، نجد أن درس التاريخ لم يكن مخطئًا أبدًا حين نعتهم بالمغتصبين والمحتلين، فمن صفات المجرمين أنهم لا يشعرون بالأمان ولا يتطبعون مع الأجواء المحيطة التي لا غرابة فيها، إذ يدور بدواخلهم دومًا شعورًا بأن كل ما حولهم يعمل ضد إرادتهم. فعلى الرغم من حصولهم على اعتراف دولي تتسلل نحو أنفسهم مشاعر الخوف من أدنى ما يحدث، حيت أنهم سيكولوجيا ونفسيًا  يستشعرون أنهم ليسوا مالكين، وهذا هو شعور من يسرق ويختلس، دومًا تحفه المخاطر من أبسط الظروف التي تدور حوله.
إن إسرائيل التي تهوِّد وترفع علم الصهيونية على أرض العروبة فلسطين، تستشعر الأخطار من ظاهرة طبيعية في الصحراء، هذه الحشرة "البرص المصري" التي ربما يراه الكثيرين في البيوت ويلاحقونها، وربما لا يعطون له بالًا، حال ستر الطعام عن الانكشاف.


خيبة الأمل


إن استئساد الاحتلال على أبناء الوطن الشقيق فلسطين، يبدو الآن على صفحات "يديعوت أحرونوت"، كشهادة اعتراف بخيبة أمل عدونا الذي لا عهد له ولا أمان، يبدو كفأر يستغبث عن قلة إيمان، وقلة وعي، وقلة خبرة. فإن كان لديهم أقل فهم لاتخذوا حِذرهم منذ ظهور هذا الكائن غضون العام 2012. إذ تنتفي ادعاءات إدارتهم بالتطوير الهائل الذي أعلنوا عنه في منطقة وادي عربة، وهي منطقة ظهور البرص المصري، ومشاريعهم البحثية التي وصفوها بأنها تتخطى الحدود.


الدرس المُستفاد


حتى وإن كانت المعلومات غير يقينية، فالدرس المُستفاد أن الكيان الغاصب المحتل إن أفلح في انتزاع الأرض، فلن تكون له أدنى الجرأة يومًا ما أن يدافع عنها، فالسارق ينتزع ولا يرى البركة.
وختامًا.. إن أرض الميعاد التي يدَّعون لن تكون سوى العذاب أو الكابوس الذي لن يدع لهم ليلًا هانئًا يبيتونه، فكم لله من جند خفي ونحن لا ندري.