الديمقراطية البرازيلية على المحك.. بولسونارو ولولا دا سيلفا يتراشقان التهم

عربي ودولي

الانتخابات البرازيلية
الانتخابات البرازيلية - أرشيفية

شهدت الآونة الأخيرة تحولات جذرية، في دول أمريكا الجنوبية، لتتوسط البرازيل الحرب الكلامية بين المرشحان الرئيسيان للرئاسة في البرازيل، حيث تعلوا أصوات الاتهامات بالفساد؛ لتذهب الديمقراطية أدراج الرياح، ويصبح الشعب البرازيلي بين شقي الرحى.

وتلعب الانتخابات الرئاسية الجديدة دورًا حاسمًا في تحديد مصير النزال القائم بين قوى اليمين، ممثلة بمرشحها الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو، وبين قوى اليسار، ممثلة بمرشحها الرئيس الأسبق لويس إيناسو لولا دا سليفا.

لولا دا سيلفا في طريقه للفوز

تحتفل البرازيل اليوم الأحد، بالمشهد الأكثر استقطابًا في التاريخ في أجواء تتسم بنوع من الانقسام بين أتباع الرئيس اليمني المتطرف جايير بولسونارو، ومنافسه اليساري لولا دا سيلفا، مع استطلاعات بفوز دا سيلفا الذي يفضله فيما لا يقل عن 50% من البرازيليين.

ويخوض غمار هذه الانتخابات 11مرشحًا، لكن المعركة الأساسية تدور حول المرشح اليساري لولا دا سيلفا، وجايير بولسونارو، مع توقعات كبيرة بوصول دا سيلفا في الجولة الأولى في الانتخابات، وستكون هناك جولة ثانية بعد 4 اسابيع، حسب صحيفة فولها دي ساو باولو البرازيلية.

مناوشات بولسونارو ولولا  

وفي سياق متصل، أطلق الرئيس اليميني البرازيلي جايير بولسونارو ومنافسه اليساري لويس لولا دا سليفا حملتهما الانتخابية رسميًا، يوم الثلاثاء من الشهر المنصرم، وتعد هذه الانتخابات هي الأكثر استقطابًا في البلاد منذ سنوات عديدة، حسب سكاي نيوز عربية.

ويدخل بولسونارو، الزعيم القومي الذي يقوم برنامجه على دعم المسيحيين المحافظين، في منافسة حادة مع لولا الزعيم النقابي، الذي تولى رئاسة البلاد لفترتين لا سيما بين عامي 2003 و2010.

وأشار بولسونارو، الضابط السابق بالجيش، أمام أنصاره في اليوم الذي أطلق فيه سهام ترشحه في هذه المعركة الانتخابية في مدينة جويز دي فورا، قائلًا: "إن بلادنا لا تريد الفساد من الآن فصاعدًا، إنها تريد فقط النظام والازدهار".

وكان بولسونارو موفقًا في اختياره لمدينة جويز دي فورا لتكون مقر حملته الانتخابية، حيث كان قد تعرض منافسه لولا دا سيلفا للطعن أثناء حملته الانتخابية في عام 2018، وهي حادثه جعلته يتولى زمام السلطة آنذاك مدفوعًا بموجه ضاغطة من المشاعر المناهضة للولا.

وبدأ لولا دا سيلفا حملته الانتخابية عند أبواب مصنع سيارات فولكساغن في منطقة ساو برناردو دوس كامبوس الصناعية خارج ساو باولو، حيث أصبح حينها زعيمًا عماليًا في سبعينيات القرن الماضي، ويكبر لولا الذي يبلغ من العمر 76 عامًا منافسه بتسع سنوات.

وقاد لولا دا سيلفا، البرازيل خلال أعوام النمو الاقتصادي السريع؛ ولكنه سُجن لمدة 19 شهرًا بتهمة تتعلق بالفساد في عام 2017، إلى أن الغيت إدانته.

وفي وقت سابق، نُشر مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال لولا إن الجوع عاد إلى البرازيل في عهد بولسونارو، وأن التضخم من شأنه إضعاف المعيشة، مضيفًا في بداية حملته للعودة إلى مقعد الرئاسة "سيتعين علينا عمل الكثير لإعادة بناء هذا البلد".

وتابع:" أريد أن أصبح رئيسًا لتغيير حياة الناس مرة أخرى، لأنه في ظل الوضع الراهن، لم يعد لأحد القدرة على التحمل".

استطلاعات الرأي

وكان قد تقدم لولا دا سيلفا في التصويت على منافسه الرئيس الحالي بفارق 14 نقطة، وذلك ما أنعش آماله في الفوز بالانتخابات من الجولة الأولى يوم الأحد، وفقًا البيانات التالية:

حصل لولا دا سيلفا على 48 في المئة من التصويت مقابل 47 في المئة قبل أسبوع، في حين ارتفعت نوايا التصويت لبولسونارو بنقطة واحدة فقط لتصل إلى 34 في المئة، وفقًا لما ذكره معهد "داتا فولها".

وفي السياق ذاته، يمكن لـ "دا سيلفا"، الفوز بالجولة الأولى إذا حصل على أكثر من 50 في المئة من الأصوات، وبحسب استطلاع "داتا فولها" وحصل دا سيلفا اليساري على 50 في المئة من نوايا التصويت المعلنة، في مقابل 36 في المئة لصالح بولسونارو.

وقد تتأثر هذه النسبة بنوع من الخطأ في الاستطلاع، وذلك من شأنه إثارة حالة من الشك حول نوايا التصويت؛ مما يتسبب في إجراء دورة انتخابية ثانية في 30 أكتوبر، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ذي ريو تايمز" البرازيلية.

وهاجم بولسونارو مرارًا نظام التصويت الإلكتروني في البرازيل، مما أثار مخاوفة التي جعلته يعترض على النتيجة إذا تعرض للهزيمة.

من هو بولسونارو؟

ويبلغ الرئيس الحالي بولسونارو من العمر 67 عامًا، وعمل كنقيب في قوات الاحتياط بالجيش البرازيلي، كما أنه أنضم إلى الحزب الاليبرالي في عام 2021، وتولى سدة الحكم عام 2018.

من هو لولا دا سيلفا؟

ويبلغ من العمر 76 عاما، وكان عامل معادن ونقابي، وأسس حزب العمال في عام ١٩٨٠، وتولى رئاسته حتى عام ١٩٩٤، وتولى زمام الحكم في البرازيل  لولايتين متتاليتين (2003-2010).

أبرز شعاراته: "من أجل برازيل سعيدة مرة أخرى"، و"الحب سينتصر على الكراهية".

وأطلق لولا برامج لمكافحة الجوع وأعلن عن مساعدات مالية للأسر المحتاجة، وكان من شأنها إعانة ما يقرب من 30 مليون برازيلي على التخلص من الفقر، معتبرًا أن البرازيل هي القوة الإقليمية الأولى في أمريكا الجنوبية.