في ذكرى حرب أكتوبر.. "3" أسلحة زعمت إسرائيل بأنه لا يمكن للمصرين التغلب عليها (تفاصيل)

تقارير وحوارات

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

في الذكرى الـ 49 لحرب أكتوبر المجيدة، تعود إلى أذهان المصريين انتصارات المصريين الخالدة، وما فعله الجيش المصري من تخطيط ودهاء ومكر وتنفيذ، حيث قالت إسرئيل عن نفسها أنها لديها "3" أسلحة لا يمكن للمصرين التغلب عليها، مهما كلفهم الأمر، لذا توضح جريدة  "الفجر" الأسلحة الثلاثة، وكيف تغلبت عليها الجيش المصري بكل سهولة.

 

تدمير المدمرة "إيلات"

لحظة تدمير المدمرة إيلات 

قالت إسرئيل إنها تمتلك أقوى سلاح بحري على الإطلاق، وهي سفينة حربية لا يمكن التغلب عليها أو تدميرها، نظرا لترسانة الأسلحة التي تحتوي عليها المدمرة، ومدى كبر حجمها.

وبعد الهزيمة  في حرب 1967، في بداية شهر يوليو بدأت قوات الاحتلال، بمحاولات للسيطرة على الشريط الموازي للقناة من رأس العش إلى بور فؤاد، إلا أن القوات المصرية تصدت له وألحقت به شر هزيمة ليبدأ الأمل في الميلاد من جديد، ولم تقف المحاولات هنا، ففي الــ20 من أكتوبر لعام 1967، رصدت وسائل المراقبة اقتراب المدمرة الإسرائيلية "إيلات" محاولات لدخول المياه الإقليمية، شمال شرق بورسعيد.

 

تدمير المدمرة "إيلات"

 

حيث قامت القوات المسلحة المصرية، بإرسال قاربين بحريين، في مهمة تدمير للمدمرة، حيث باغتها قاربين  بإطلاق الصواريخ على المدمرة في الساعة الخامسة وثمانى وعشرين دقيقة بالضبط، ولم تستغرق المواجهة وقت حتى تم تدميرها.


وكان الجيس الإسرئيلي يمتلك مدمرتين الأولى "إيلات"، والثانية هي "يافا"، وقام بتدمير أحد أساطير الجيش الإسرئيلي 4 جنود من الجيش المصري، هم أحمد شاكر عبد الواحد الطارح قائد سرب من قوارب الصواريخ، الذي تحمل مسئولية العملية، وكان يقود بنفسه القارب الذي بدأ الهجوم، يساعده الضابط بحري حسن حسني محمد أمين، والضابط البحري مصطفى جاد الله وكان يقود القارب الذي قام بالهجمة الثانية، وكان يساعده الضابط بحري ممدوح منيع.


جهاز المخابرات الإسرئيلي

جهاز مخابرات 


قالت إسرائيل عن نفسها إنها تمتلك أقوي سلاح مخابرات في العالم، وذلك قبل حرب 73، وشكل ذلك تحدى جديد للقوات المسلحة، حيث كيف يمكن لمصر أن تتجهز للحرب، دون أن تشعر البلد المجاورة لها بذلك.


ونجحت القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس السادات وأجهزة المخابرات فى خداع استراتيجى، خاصة فى الفترة التى سبقت الحرب، حيث اتخذوا مجموعة من الخطوات التى تهدف لتضليل العدو.

ففى يوليو 1972، زار الرئيس الراحل أنور السادات المخابرات العامة وبصحبته قائد الجيش ومستشار الرئيس للأمن القومى ورئيس المخابرات العسكرية، ودعا السادات وقتها كل رؤساء وقيادات الأقسام بالجهاز لاجتماع طارئ دام لأكثر من 5 ساعات.

 

إسرائيل تتفوق من الناحية العلمية والتكنولوجية

فريق سعد الدين الشاذلي مع الرئيس السادات 

أكد السادات أن إسرائيل تتفوق من الناحية العلمية والتكنولوجية التى تسمح لها برصد كل تحركات القوات، فى الداخل والخارج والحل الأمثل أمامنا هو اللجوء إلى خطة خداع استراتيجى للإيقاع بالعدو، ليتولى تنفيذها على أرض الواقع بالتعاون مع كافة أجهزة الدولة.

وتم تقسيم محاور خطة الخداع الاستراتيجى الخاصة بحرب أكتوبر بحيث تشمل الجانب الإعلامى والاقتصادى والسياسى أيضا، حيث تم تسريب معلومات للجانب الإسرائيلى، مفادها أن مصر ستبدأ إجراء مناورات شاملة وليس حربا فى الفترة من 1 وحتى 7 أكتوبر.

وفى يوم 9 أكتوبر سيتم تسجيل الضباط الراغبين فى تأدية مناسك الحج، وكذلك تنظيم دورات رياضية عسكرية مما يتنافى وفكرة الاستعداد للحرب، والإعلان عن السماح لسائر المصريين بالسفر لتأدية الشعائر نفسها مما جعل إسرائيل تظن أن مصر لن تخوض حربا وأنه لن يحدث أى هجوم من قبل جيشنا على قواتها.


مصر لا يمكنها خوض أي معارك


وقبل نشوب الحرب بخمسة أو ستة أشهر، تم التنسيق بين جهات عدة وهى وزارات الإعلام والخارجية والدفاع لتطبيق خطة الخداع حيث تم نشر أخبار سلبية عن الوضع الاقتصادى وتصدير فكرة أن مصر لا يمكنها خوض أى معارك، وليس أمامها خيار آخر سوى القبول بحالة السلم.


تسريح 30 ألف جندي


كما في يوليو 1972 صدر قرار بتسريح 30 ألفا من المجندين منذ عام 1967 وكان كثير منهم خارج التشكيلات المقاتلة الفعلية وفى مواقع خلفية.


رفع حالة التأهب 


وفى الفترة من 22 وحتى 25 سبتمبر تم الإعلان عن حالة التأهب فى المطارات والقواعد الجوية بشكل دفع إسرائيل لرفع درجة استعدادها تحسبا لأى هجوم، ولكن أعلنت القوات المصرية بعد ذلك أنه كان مجرد تدريب روتينى، واستمرت القوات المصرية تطلق تلك التدريبات والمناورات من وقت لآخر حتى جاءت حرب أكتوبر وظنت إسرائيل فى بدايتها أنها مجرد تدريب أيضا ولم تكن مستعدة لها.
 

وفى يوم 21 أغسطس تم عقد اجتماع ما بين القادة السوريين والمصريين ولإخفاء فكرة حضورهم مصر، جاءوا بالملابس المدنية على إحدى السفن القادمة إلى الإسكندرية، وخلال الاجتماع تم تحديد موعد الهجوم ما بين 5-11 أكتوبر.

 

ساعة الصفر
 


تم اختيار ساعة الصفر نفسها تحديدا الثانية ظهرا فى العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر، وهذا لعدة أسباب أولها لظن العدو أن الجيش سيخوض الحرب فى شهر الصوم وفى أكتوبر تحديدا، حيث تنشغل إسرائيل بعيد الغفران اليهودى وتستعد لخوض انتخابات تشريعية، وثانيها اختيار الساعة وقت الظهيرة وتعامد الشمس فوق رؤوس العدو بشكل يصعب عليهم الرؤية.


أسطورة خط بارليف

خط بارليف لحظة عبور الجيش المصري 


خط بارليف هو سلسلة من التحصينات الدفاعية التي كانت تمتد على طول الساحل الشرقي لقناة السويس، وقامت إسرائيل بعد احتلالها لسيناء عام 1967، بهدف تأمين الضفة الغربية لقناة السويس ومنع عبور أي قوات مصرية إليها، وتكلف بناؤه نحو 500 مليون دولار.
 

وهو متمثل في ساتر ترابي ذو ارتفاع كبير، ويبلغ طوله من 20 إلى 22 مترا، وانحدار بزاوية 45 درجة على الجانب المواجه للقناة، حيث يتميز بصعوبة الصعود، كما تم تحصينه بوجود 20 دشم على مسافات تتراوح من 10 إلى 12 كم، وفي كل نقطة نحو 15 جنديا تنحصر مسؤليتهم في الإبلاغ عن أي محاولة لعبور القناة وتوجيه المدفعية إلى مكان القوات التي تحاول العبور، كما قالوا عنه:  إنه لا يمكن تدميره إلا إذا بأستخدام قتبلة ذرية.


وكان يوجد عليه مصاطب ثابتة للدبابات، بحيث تكون لها نقاط ثابتة للقصف في حالة استدعائها في حالات الطوارئ،  كما كان يوجد في قواعد خط بارليف أنابيب تصب في قناة السويس لإشعال سطح القناة بالنابالم في حالة محاولة القوات المصرية العبور، والتي قامت مجموعة الضفادع البشرية الخاصة بأغلاقة فجر يوم الحرب.


سقوط خط بارليف


تمكن الجيش المصري في يوم السادس من أكتوبر عام 1973 م من عبور قناة السويس واجتياح خط بارليف.

حيث بدأ الهجوم بالضربة الجوية، مستغلين عنصري المفاجأة والتمويه العسكريين، وتم اختراق الساتر الترابي في 81 موقع مختلف وإزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب عن طريق استخدام مضخات مياه ذات ضغط عال، قامت بشرائها وزارة الزراعة للتمويه السياسي.

من ثم تم الاستيلاء على أغلب نقاطه الحصينة بخسائر محدودة ومن ال 441 عسكري إسرائيلي قتل 126 وأسر 161 ولم تصمد إلا نقطة واحدة هي نقطة بودابست في أقصى الشمال في مواجهة بورسعيد.


صاحب فكرة خراطيم المياه


صاحب فكرة استخدام المياه في فتح الساتر الترابي تمهيدا لعبور القوات المصرية إلى سيناء، هو اللواء المهندس باقي زكي يوسف، رغم بساطة الفكرة فأنها أنقذت 20 ألف جندي مصري من الموت المحقق.