انقلاب عسكري وترحيب مسؤولين بالخطوات الروسية.. بوركينا فاسو على صفيح ساخن

عربي ودولي

بوركينا فاسو - أرشيفية
بوركينا فاسو - أرشيفية

قام رئيس المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو، اللفتنانت كولونيل بول داميبا على الموافقة بتقديم الاستقالة يوم الجمعة بعدما أعلن الكابتن إبراهيم تراوري نفسه زعيما للبلاد، بإطاحة بكولونيل داميبا.
 


وسطاء بين بول داميبا وتراورى

 

قام الكولونيل بتقديم الاستقالة مقابل بعض الشروط التي عرضها على تراورى وقد قام بذلك لتجنب التداعيات الإنسانية ومادية والعنف المصاحب للانقلابات العسكرية.
وفقًا للسياق السابق، قيل إن الشروط التى ألقها تضمن الأمن على سلامته ومن يدعمه في القوات المسلحة.

 

الهجوم على هيئة دبلوماسية

 

دعت القيادة العسكرية إلى إنهاء الاضطرابات بعد هجوم محتجين على السفارة الفرنسية ومباني أخرى في عاصمة بوركينا فاسو، في أعقاب الانقلاب الثاني لدولة في نفس العام.

كما أدانت الحكومة الفرنسية الاعتداء الذي تم من المحتجين يوم السبت الماضي،ونفت أي تورط لها في الأحداث الجارية في العاصمة واغادوغو.

وفي نفس السياق، توجد مخاوف من أحداث العنف نتيجة  الانقلاب مما يخلف وراءه تمرد مستمر والذي أدى إلى ترك مليوني شخص على منازلهم، وآلاف القتلى في السنوات الأخيرة الماضية.

 

رفع الأعلام الروسية فى الانقلاب

 

اعتبر مراقبون أن انقلاب تراورى على هنرى دوميبا وتعرض المبانى الفرنسية للهجوم بالتزامن مع انقلاب قائد فوج المدفعية، هو بمثابة مؤشرًا على انضمام بوركينا فاسو لدائرة النفوذ الروسي بعد إفريقيا الوسطى ومالي.

قد جاء هذا التحرك من جانب المتظاهرين عقب خطاب متلفز لقائد الانقلاب، اتهم فيه العقيد دواميبا، باللجوء إلى قاعدة عسكرية فرنسية، وهو ما نفته سفارة باريس في واغادوغو.

وقد مضى هنرى بول على الاستقالة يوم الأحد بعد يومين من إعلان تراورى الإطاحة به وتعيينه بدلًا منه رئيسا،
وصل داميبا إلى السلطة في يناير،ووعدت بتأمين البلاد من العنف الجهادي

ومن جانبه رأى الباحث البوركيني عثمان ويدراوغو، أن قادة الانقلاب "مدعومين شريحة من السكان مساندة لهم، وهذه الشريحة هي التي خرجت بالآلاف في أول يوم للانقلاب، وكانت ترفع أعلام روسيا، وعاودت الخروج مرة أخرى، في إشارة إلى الاستياء الشعبي الموجود في البلاد من النفوذ الفرنسي.

 

لماذا تم رفع الأعلام الروسية؟

وفق محللين في ٢٠١٧، بدأت الاستراتيجية الروسية حيث  لجأ رئيس إفريقيا الوسطى، فوستان آرشانج تواديرا، إلى موسكو، لأجل تأمين الأسلحة والمدربين العسكريين لتعزيز جيش جمهورية إفريقيا الوسطى.

حيث استطاعت مجموعة "فاغنر "في 2020، دعم بقاء تواديرا في الحكم بعد محاولة تحالف متمرد للإطاحة بنظامه مما عزز فرصة النفوذ الروسي في إفريقيا الوسطى،
نجاح التجربة فى إفريقيا الوسطى جعل موسكو تعمل على توسيع دائرة نفوذها وتكرر التجربة في مالي عقب انقلاب الكولونيل أسيمي غويتا في 2020.
دعمت روسيا المجلس العسكري الحاكم في بماكو بالأسلحة، ووجود مرتزقة "فاغنر"، وبوركينا فاسو أصبحت بانقلاب تراوري أصبحت أقرب للخضوع.

التغلغل الروسي داخل إفريقيا الوسطى

نفوذ روسيا المتزايد داخل إفريقيا في السنوات الأخيرة نتيجة لاستخدام موسكو لسوائل غير رسمية، مثل نشر مرتزقة "فاغنر"، وحملات عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وصفقات الأسلحة مقابل الموارد، والاتجار بالمعادن الثمينة، وفقا لمركز إفريقيا للدراسات.

استطاعت موسكو فى وجود تيار من المجتمع المدني والسياسي فى الدفاع عن مشروعها وتعزيز حضورها، مما أدي إلى وجود قبول من الجانب الروسي على مستوى البلاد في الشعوب الأفريقية.

وأشارت الدعاية الروسية إلى نجاح "فاغنر" في إفريقيا الوسطى في توفير الأمن والاستقرار، وهو ما تحاول أن تكرره في مالي، وقد تلحق بها بوركينا فاسو، ليبدأ ربيع روسيا في إفريقيا، وفقا للمحلل السياسي التوغولي محمد مادي غابكاتيمما أدى إلى خروج شعبى يدعو إلى التضامن مع روسيا لأجل الاستقرار الأمور السياسية والتحسن الاقتصادي وتندد بالوجود الفرنسي.

وقال تورشين في تصريحات نقلتها شبكة روسيا اليوم إن قطار التمدد الروسي لن يقف عند بوركينا فاسو بل سينتقل إلى دول أخرى، ربما منها تشاد والنيجر وبنين وتوغو التي يتراجع فيها النفوذ الفرنسي بشكل ملحوظ، وتسعى إلى تكوين قيادة شبابية وتقوم بالاعتماد على روسيا في صفقات السلاح والتدريب، والأمن، مقابل الموارد.