الأرز والقمح على رأسها.. المحاصيل الزراعية التى تتأثر بتغير المناخ حول العالم
أجريت دراسات عديدة في شرق وجنوب ووسط إفريقيا، لقياس نسب المحاصيل المتأثرة، وأظهرت مؤشرات أن لا يمكن الجزم أن محصول معين أكثر تهديدا من غيره؛ لأن كل بلد لها محاصيل مختلفة وتتأثر بشكل متباين، لكن التوقعات تشير إلى أن المحاصيل مثل (القمح، والأرز، والذرة) التي تشكل 80% من السعرات الحرارية التي نستهلكها جميعًا، ستتأثر بشدة نتيجة لتغير المناخ، وإن لم نتمكن من التعامل مع هذه الخسارة أو تقليلها؛ لن يكون لدينا الكثير من المواد التي نستهلكها حاليًا بكثافة
تغيير المناخ والزراعة حول العالم.
تغير المناخ والزراعة هما عمليتان مترابطتان، فكلاهما يحدث على النطاق العالمي. حيث يؤثر تغير المناخ على الزراعة بعدة طرق منها: التغيرات في معدلات الحرارة، هطول الأمطار، التقلبات المناخية الشديدة (مثل: موجات الحر)؛ التغيرات في الآفات والأمراض؛ التغيرات في غاز ثنائي أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي وتركيزات طبقة الأوزون القريبة من سطح الأرض؛ التغيرات في الجودة الغذائية لبعض الأطعمة؛ والتغيرات في مستوى سطح البحر.
ومن المحتمل أيضًا أن يُزيد تغير المناخ من خطر انعدام الأمن الغذائي لبعض الفئات الضعيفة، مثل الفقراء حيوانات المزرعة هي مسئولة أيضًا عن إنتاج الغازات المسببة للاحتباس الحراري من غاز ثاني أكسيد الكربون ونسبة غاز الميثان الموجودة في العالم، والذي يؤدي إلى عدم خصوبة الأراضي في المستقبل ونزوح الأنواع المحلية.
يؤثر تغير المناخ بالفعل على الزراعة، وتظهر هذه التأثيرات بشكل متفاوت في جميع أنحاء العالم ومن المحتمل أن يؤثر تغير المناخ في المستقبل بشكل سلبي على إنتاج المحاصيل في الدول التي تقع على خطوط عرض منخفضة، في حين أن التأثيرات في خطوط العرض الشمالية قد تكون إيجابية أو سلبية.
تساهم الزراعة في التغير المناخي سواء من خلال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن النشاط البشري أو من خلال تحويل الأراضي الغير زراعية مثل الغابات إلى أراضي زراعية ساهم التغير في استخدام الغابات كأراضي زراعية بنسبة نحو 20 إلى 25% في الانبعاثات السنوية العالمية في عام 2010.
على الرغم من التقدم التكنولوجي، مثل المحاصيل المحسنة والعضويات المعدلة وراثيًا وأنظمة الري، فمازال المناخ أحد العوامل الرئيسية في الإنتاجية الزراعية وكذلك الوضع بالنسبة لخصائص التربة والمجتمعات الطبيعية. إن تأثير المناخ على الزراعة يرتبط بالمتغيرات الطارئة على أنماط المناخ المحلية أكثر من ارتباطه بأنماط المناخ العالمية. فلقد زادت درجة حرارة سطح الأرض بنحو 1.5 درجة فهرنهايت 0.83 درجة مئوية منذ عام 1880. وبالتالي، يرى الخبراء الزراعيون أن أي تقييم يجب أن يدرس كل منطقة محلية على حدة.
منظمة الآغذية والزراعة.
أعلنت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، أن تغيُّرات المناخ تهدد قدرتنا على تحقيق الأمن الغذائي العالمي، والقضاء على الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، وتُعَد انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري محركًا رئيسيًّا لهذه التغيرات. ووفق تقرير لها صدر في 2018، فإن للتغير المناخي آثارًا مباشرة وغير مباشرة على الإنتاجية الزراعية، تتضمن تغيُّر أنماط هطول الأمطار، والجفاف، والفيضانات، وإعادة التوزيع الجغرافي للآفات والأمراض، وإن الكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها المحيطات تتسبب في التحمُّض، مما يؤثر على صحة محيطاتنا وأولئك الذين تعتمد سبل عيشهم وتغذيتهم عليها.