حامد بدر يكتب.. في القدس | لماذا تستعين إسرائيل بجماعات متطرفة

مقالات الرأي

بوابة الفجر



يعرف جميعنا ان الاحتلال الإسرائيلي لا ولن يهدأ حتى يُخُمِد مطالب الشعب الفلسطيني ومطالب كل عربي إيمانه سليم بالقضية بعودة الأرض "الحق لأهله"، فيقعدون لجذوة المارد العربي كل مرصد وبكل طريق كان، ولا سيما بدعم أشكال أخرى غير السلاح والقتل واقتحام المستوطنين بيوت الآمنين، فلا مانع من اللجوء نحو التطرف ولا سيما العَقَدي.
 

الهيكل


رصدت جماعة الهيكل، منذ بداية هذ الأسبوع، وهي إحدى الجماعات اليهودية، المتشددة والمتطرفة، مكافئة قدَّرتها برقم 500 شيكل لكل مستوطن يتمكن من نفخ البوق في المسجد الأقصى أو يتمكن من إدخال القرابين النباتية إليه، في أيام "عيد العرش" والذي حددوه يوم الحادي عشر من شهر أكتوبر الجاري، وهو موعد اقتحام باحة المسجد.
وتصف هذه الجماعة قولها أن هذا الاقتحام بال "فرصة التي لا تتكرر سوى مرة كل سبع سنوات"، مستدلة على في أحد النصوص التوراتية جاء في سفر التثنية يفرض على اليهود أن يجتمعوا في اليوم الأول من الأيام الوسطية لـ عيد العرش في السنة التالية للسنة السبتية مباشرة. فتكمثل بذلك إدعاءًا أنها تقدم هذه القرابين النباتية والتي تضم أغصان الصفصاف وسعف النخيل وثمار الحمضيات، قربانًا إلى روح الرب.
ورغم معارضة الشرطة الإسرائيلية لهم يومي 26 و27 سبتمبر الماضي، إلا انّا هذه الجماعات وغيرها تصر على إتمام هذه الطقوس وتعظيمها، وإبرىاز أهميتها.


يهود الكابالا


ويُلاحظ أن دولة الاحتلال لا تمانع من وجود مثل هذه الفئات، ومنها أيضًا يهود الكابالا التي أخذت بفلسفات هندية وفارسية ويونانية، والتي تعود نشأتها إلى سمعان بن يوشاي من القرن الثاني الميلادي، وقد اختفى عن الأنظار مدة في مغارة ومن ثم خرج عليهم ليقول: إن أسرارًا قد كشفت له، وأنه قد حصَّل شكلًا من الكشف أو الإلهام. وبهذا تكون قد اتخذت شكلًا اشبه بالصوفية.
فهناك دورة للتعليم عن بُعد في جامعة بن غوريون الإسرائيلية لتريس منهج "الكابالا"، والتي يتقدم لها العديد من الاشخاص من مختلف الدول التي تضم في تعدادها السكاني نسبة من اليهود، وهذا ما يعني ان الكيان المحتلّ يستعين بمثل هذه الأفكار لتثبيت بعض العقائد الدينية لدى المستوطنين والأجيال اليهودية الأكثر حداثة، خاصةً وأن الكابالا تؤمن بفكرة  الانتظار أو الماشيح، والتي تترجم بالعربية إلى المسيح، وهو إنسان مثالي من نسل الملك النبي داود، فيبشر بنهاية العالم وخلاص الشعب اليهودي من ويلاته، وكذا الأحداث المتوقعة عند وصول هذا الماشيح حسب الإيمان اليهودي، والتي تتشابه وأحداث يوم القيامة في الإسلام والمسيحية.


يحملون الحمار


تم التقط صورة لعدد من الاشخاص الذي يبدو على هيئتهم انهم يهوديو الديانة حيث ارتدوا الأقبعة السمراء، وبرفقتهم حاخام، يحملون حمارًا، في أجواء أشبه بالاحتفال داخل حي ميئاه شعاريم في القدس؛ ليُكتَشَف فيما بعد أنَّ هذه الشعائر تعد جزءًا من 613 قانونا يحتفل بها في التوراة.
يلاحظ المتابع أنَّ هذه الشعائر يتم الترويج لها داخل القدس، والتعامل معها من قبل الحكومة الإسرائيلية بشكل طبيعي جدًا، رُغم عدم اقتناع الأخيرة بجَلّ مبادئهم، ما يدل على العمد نحو ضبغ الفكرة الاستيطانية بالدين، والتي ترى فيها المغتصبون للأرض حلًّا وملجئًا نحو الاستمرارية.
السؤال
إلى متى تظلّ تلجأ الحكومة المغتصبة لمثل هذه الطرق؟، وهل يمكن للتطرف أن يبني دولة الميعاد؟
الإجابة ليست مباشرة، الصهاينة الذي كفروا بتوراة موسى، وألَّفوا التلمود، لا مانع لديهم أن يكفروا بكل الأرض من أجل البقاء.
ولابدَّ أن يترسخ في قلوب الأجيال الجديدة أنَّ أبناء الدم والقتل لن يرقبوا في أبناء السلام "إلًَّا ولا ذمَّة"، ويسعون لهذا الهدف بكل ما لديهم حتى ولو بنفخ الأبواق.