د.حماد عبدالله يكتب: جنازة الإعلام !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


 

من أخطر البرامج فى التليفزيون هى تلك البرامج التى تنقل على الهواء مباشرة والتى يسمح فيها للمتحدث، سواء فى الأستوديو مع مقدمى البرامج أو فى مداخلات عبر التليفون على الهواء مباشرة والتى تتميز بنسب مشاهدة عالية، وذلك إصطيادًا لفكر متحرر أو رأى دون رقابة أو مقص يمكن أن (يمنتج) حينما يكون البرنامج مسجلًا.
خطورة هذه البرامج هو ذلك التهور الذى يمكن أن يصيب المشاهد من أحد المتداخلين بألفاظ غير لائقة أو تعبيرات غريبة تصدر ولا يكون فى مقدور القائمين على البرنامج سواء فى الإعداد أو الإخراج أو حتى مقدم البرنامج أن يتحاشاه وهنا يحدث ما نراه على الشاشات ونسمعه عبر المداخلات.

ولعل هناك طريقة تكنولوجية تسمح بأن يكون لدى القائمين على مثل هذه البرامج "فارق زمنى" بين ما يتلقاه المذيع من مداخلة على الهواء وبين ما يبث للمشاهدين بحيث يمكن قطعه إو إبطاله ومنع الوصول إلى أذان الناس ما يسىء إليهم أعتقد ذلك !!

ولكن البرامج المنقولة على الهواء رغم كل الإحتياطات اللازمة التى يتخذها المسئول عن البرنامج والعناية فى إنتقاء المتحدث فى الأستوديو، إلا أن المتداخل على الهواء لا يمكن ضبطه ورغم ذكاء معدى مثل هذه البرامج فى أن يعطى الإحساس للمتداخل بأنه على الهواء مباشرة وأنه يجب ألايسىء إستخدام الميكروفون أو أن يراعى بأن ملايين المشاهدين يرصدون ما يتفوه به من كلمات، ومع إحساس المتحدث بأنه أمام محكمة شعبية سوف تأخذ القرار مباشرة على المداخلة إستحسانًا أو رفضًا أو إستياءًا لما يقوله.
إلا أننا نجد من الأخطاء ما لايمكن توقعه وخاصة من شخصيات عامة أو لها صفة العمومية لشهرتها فى مجال عملها أو تخصصها.

ولقد تابعنا فى الفترة الأخيرة كيف كان الخروج عن حدود اللياقة فى الحوار والمناقشات والتى تمس أعراض وتمس الشخصيات التى تتنابذ على الهواء مباشرة، لمشاكل شخصية بينهم ومع ذلك فإن التكرار لمثل هذه التجاوزات لا تتوقف بل تتزايد.
ولعل الإعلان عن مداخلة لأحد الشخصيات العامة قبل مداخلتها تجعل كثير من المشاهدين يترقبون المداخلة.

بل ويحدث تنسيق وإتصالات للحرص على المشاهدة المنتظرة للشخصية التى ستتداخل فى برنامج ما، لكى نسمع مالانحب أن نسمعه أو نشاهده وكأننا فى جنازة "لا نشبع فيها من اللطم" مثل مصرى قديم !!

[email protected]