فائدة فقهية (9).. حكم القنوت في صلاة الفجر

إسلاميات

بوابة الفجر

ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي سؤالا، جاء مضمونه: «ما حكم دعاء القنوت في صلاة الفجر.. وماذا إذا فعله الراتب في صلاة الفجر دائما هل يكون ذلك مخالفا للسنة».


دعاء القنوت في صلاة الفجر


وأجابت دارالإفتاء عن حكم دعاء القنوت في صلاة الفجر بأنه سُنَّةٌ نبويّةٌ ماضيةٌ قال بها أكثر السلف الصالح مِن الصحابة والتابعين فَمَن بعدهم مِن علماء الأمصار، وجاء فيه حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ ثُمَّ تَرَكَهُ، وَأَمَّا فِي الصُّبْحِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا»؛ وهو حديثٌ صحيحٌ رواه جماعةٌ مِن الحُفَّاظ، كما قال الإمام النووي وغيره وبه أخذ الشَّافِعيَّة والمَالِكيَّة في المشهور عنهم؛ فيُستَحَبُّ عندهم القنوتُ في الفجر مُطلَقًا، وحَمَلُوا ما رُويَ في نَسْخِ القنوت أو النَّهي عنه على أنَّ المتروك منه هو الدعاء على أقوامٍ بأعيانهم لا مطلق القنوت.

دعاء القنوت أين يكون؟


وبخصوص حكم دعاء القنوت في صلاة الفجر، أوضحت الإفتاء أن بعض   العلماء يرى أنَّ القنوت في صلاة الفجر إنَّما يكون في النوازل التي تقع بالمسلمين، فإذا لم تكن هناك نازلة تستدعي القنوت فإنَّه لا يكون حينئذٍ مشروعًا، وهذا مذهب الحنفية والحنابلة.

وتابعت: «إذا ألمَّت بالمسلمين نازلة فلا خلاف في مشروعية القنوت في الفجر، وإنَّما الخلاف في غير الفجر من الصلوات المكتوبة، فمن العلماء من رأى الاقتصار في القنوت على صلاة الفجر كالمالكية، ومنهم من عدى ذلك إلى بقية الصلوات الجهرية وهم الحنفية، والصحيح عند الشافعية تعميم القنوت حينئذ في جميع الصلوات المكتوبة، ومثَّلوا النازلة بوباء أو قحط أو مطر يضرّ بالعمران أو الزرع أو خوف من عدو».