بعد فضحها دوليًا.. هل ترضخ ميليشيات الحوثي لسبل السلام في اليمن؟

تقارير وحوارات

زعيم مليشيات الحوثي
زعيم مليشيات الحوثي الإرهابية_ أرشيفية

تواصل ميليشيات الحوثي الإيرانية تعنتها نحو السلام باليمن، في ظل عدم تمديد الهدنة والتعاطي الإيجابي مع مقترحات المبعوث الأممي لليمن هانس جروندبرج.

 

وعلى الرغم من إعلان الحكومة اليمنية عقب انتهاء الهدنة الأممية في 2 أكتوبر الجاري استعدادها لتمديد الهدنة، إلا أنه ما زالت المليشيات تراوغ ولا تبدو أنها تريد الامتثال للسلام باليمن.

◄ الدبلوماسية اليمنية 

وفي ظل الأحداث الجارية كثفت الدبلوماسية اليمنية تحركاتها في أوروبا من أجل حشد موقف مشترك وحازم وضاغط على ميليشيات الحوثي الارهابية لوضع حد للارهاب المستمر من قبل المليشيات المدعومة من إيران.

حيث وجه رئيس الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليًا معين عبدالملك، خلال ترؤسه، اجتماعًا افتراضيًا عبر تقنية "الكونفرانس" للبعثات الدبلوماسية، سفراء اليمن في دول الاتحاد الأوروبي ببعض الموجهات السياسية الواجب التعاطي معها في الفترة الراهنة والمستقبلية، منها تعميق مليشيات الحوثي للكارثة الإنسانية.

وشدد على الدور المحوري للدبلوماسية اليمنية في تقديم صورة واضحة عن حقيقة ما يجري في اليمن، وتعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الأوروبية والمنظمات الدولية، في إطار إسناد جهود استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، بموجب مرجعيات الحل المتوافق عليها محليا والمؤيدة دوليا.

وأكد أن أوروبا محورية في القضية اليمنية، وجميع الدول سواء التي تمثل اليمن فيها تمثيل مقيم أو غير مقيم، مهمة بأصواتها وتأثيرها على المستوى الأوروبي والمجتمع الدولي، وما يجب على سفراء اليمن القيام به لتعزيز العلاقات والتنسيق المشترك تجاه مختلف المستجدات".

وأشار إلى حرص مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية على دعم جهود سفراء اليمن في أوروبا، بما يمكنهم من تحقيق التعاون المثمر مع البلدان والمنظمات التي يمثلون اليمن فيها لتحقيق المصلحة الوطنية العليا.

كما لفت إلى الوضع الإنساني والاقتصادي وما نفذته الحكومة من إصلاحات جوهرية ساهمت في تماسك الاقتصاد والحفاظ عليه من الانهيار، وضرورة التركيز في العمل مع الدول والمنظمات على الجانب التنموي المستدام إلى جانب الإغاثي.

كما وضع رئيس الوزراء اليمني سفراء اليمن في دول الاتحاد الأوروبي، أمام مختلف المستجدات على الساحة الوطنية بما في ذلك التحركات الأممية والإقليمية والدولية لتجديد وتوسيع الهدنة الإنسانية، والتعنت الذي تبديه مليشيات الحوثي في رفض أي حلول.

ونبه إلى الدور الذي ينبغي أن يضطلع به السفراء في إيصال ما يجري ليعرف العالم حقيقة ما تقوم به المليشيا في تعميق الكارثة الإنسانية التي تسببت بها منذ انقلابها على السلطة الشرعية وإشعالها للحرب أواخر العام 2014م، واستمرارها في رفض كل الحلول وتحدي الإرادة الشعبية والدولية.

وأكد أهمية التحرك الفاعل في أوروبا من أجل موقف أوروبي حازم ومسؤول لدفع المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني إلى التعاطي الإيجابي مع تلك الجهود وكذا أهمية التحرك لدى دول الاتحاد الأوروبي لدعم الإصلاحات التي يقودها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لتحسين الخدمات وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.

◄ الأمم المتحدة

كما دعا ‏المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ لوقف إطلاق نار مستمر في اليمن، معبرا عن أسفه لعدم تجديد الهدنة.

وقال غروندبرغ، خلال إحاطة قدمها لمجلس الأمن حول اليمن، "في 2 أكتوبر، وهو اليوم الذي انتهى فيه التمديد الثاني للهدنة، لم يتوصل الطرفان للأسف إلى اتفاق بشأن تمديد الهدنة وتوسيعها، وقد تسبب ذلك في حالة من عدم اليقين جديدة للبلاد وزيادة مخاطر نشوب حرب".
وكشف غروندبرغ مقترحه الموسع الذي يشمل 7 نقاط رئيسية منها "استمرار وقف جميع العمليات الهجومية وتعزيز لجنة التنسيق العسكري باعتبارها لجنة فعالة لخفض التصعيد".  

وينص أيضا على إيجاد آلية صرف شفافة وفعالة لدفع رواتب ومعاشات موظفي الخدمة المدنية بشكل منتظم، والفتح المرحلي للطرق في تعز والمحافظات الأخرى، وزيادة عدد الرحلات والوجهات من وإلى مطار صنعاء الدولي.

كما يشمل التدفق المنتظم وغير المعوق للوقود إلى موانئ الحديدة والالتزام بالإفراج العاجل عن المعتقلين، وتشييد هياكل لبدء المفاوضات حول القضايا الاقتصادية، ووقف دائم لإطلاق النار، والأهم من ذلك استئناف عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية للعمل من أجل حل شامل للنزاع.

وقال المبعوث الأممي "منذ ستة أشهر ونصف، في 2 أبريل دخلت الهدنة الوطنية في اليمن حيز التنفيذ وعلى مدار الأشهر الستة والنصف الماضية بدأت الهدنة في التخفيف من معاناة الرجال والنساء اليمنيين.  

وأكد أنه بعد ما يقرب من ثماني سنوات من الصراع هناك فرصة تاريخية حقًا لبناء الثقة والعمل نحو تسوية سلمية للنزاع.

ورحب غروندبرغ بما أبدته الحكومة اليمنية من ضبط نفس منذ انتهاء الهدنة في 2 أكتوبر، فلحسن الحظ لم نشهد أي تصعيد عسكري كبير، ولم يُبّلغ إلا عن وقوع تبادل لنيران المدفعية والأسلحة الصغيرة بشكل متقطع على الجبهات الواقعة في تعز ومأرب والحديدة والضالع.

◄ مرواغات الحوثيين

وفيما تبدي الحكومة اليمنية مرونة كبيرة في تعاطيها مع التحركات الأممية والدولية لتمديد الهدنة، ذهبت مليشيات الحوثي لوضع شروط تعجيزية تتضمن الاعتراف بانقلابها وسيطرتها على مناطق الشمال كسلطة شرعية.

ولم تكتف المليشيات بوضع العقبات أمام تمديد الهدنة بل ذهبت بعيدا لإطلاق تهديدات باستهداف خطوط الملاحة الدولية والمصالح النفطية في اليمن.  

وكشف مراقبون  بأن موقف مليشيات الحوثي تجاه تمديد الهدنة وتوسيع نطاقها، سلبي، حيث تعمدت عرقلة مسار التسوية السلمية.

وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بحث، مع مساعد الأمين العام للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، ونائب مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كارل هاليجارد مستجدات الوضع اليمني، والجهود الجارية لتجديد الهدنة الإنسانية، وإحلال السلام والاستقرار في اليمن.

ودعا الرئيس العليمي إلى ممارسة ضغوط أوروبية لدفع المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني على التعاطي الإيجابي مع جهود السلام وتمديد الهدنة.

اعتبرت الحكومة اليمنية، تهديدات مليشيات الحوثي باستهداف الشركات والمنشآت النفطية تصعيدا خطيرا سيمتد أثره إلى المنطقة بأسرها.

وكانت مليشيات الحوثي أعلنت البحر الأحمر وبحر العرب منطقة عسكرية، وهددت باستهداف السفن التجارية وناقلات الوقود والشركات الأجنبية العاملة في اليمن.