استياء ليبي بسبب تجاهل تحديد موعد الانتخابات

عربي ودولي

ليبيا - صورة أرشيفية
ليبيا - صورة أرشيفية

على الرغم من الفوضى الأمنية التي تمر بها ليبيا وبالأخص العاصمة طرابلس وضواحيها يتجاهل رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة هذا الأمر ويعمل على الترويج لفكرة إجراء إنتخابات برلمانية في القريب العاجل لتحقيق مصالحه الشخصية. 

 

ومن بين الأشياء التي تغاضى الدبيبة النظر عنها هو حادث إحراق 15 مهاجرًا غير شرعيًا في مدينة صبراتة، ليستفيق بعد وقت طويل ويأمر بعقد اجتماع لمتابعة حادثة صبراتة المفجعة. 

 

وفي هذا السياق إستنكر الناشط السياسي موسى تيهوساي أفعال الدبيبة وتساءل:"هل أرواح الأبرياء رخيصة لهذه الدرجة؟ وهل تعتبر الحكومة إزهاق روح 15 إنسانًا بشكل وحشي أمرًا عاديًا لا يستدعي حتى تصريح إدانة في سطرين..أم أن الرئيس وفريقه منهمكون كالعادة في الترتيب للإنتخابات". 

 

وبينما تمر البلاد بأزمات عديدة، وقع عبد الحميد الدبيبة إتفاقية تفاهم مع تركيا في مجال التنقيب عن الغاز والنفط في المياه الليبية. هذه الإتفاقية التي جاءت مُخالفة لمخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف والذي جاء بعبد الحميد الدبيبة وحكومته إلى طرابلس. 

 

وأكد الباحث السياسي الليبي، محمد قشوط، على بطلان الإتفاقية المُوقّعة مؤخّرًا بين أنقرة وحكومة الدبيبة حول التنقيب عن النفط والغاز في الأراضي الليبية. 

 

وأضاف إن اتفاق جنيف الذي أفرز حكومة الدبيبة يحظر عليها في مادته العاشرة توقيع أي إتفاقيات جديدة تترتّب عليها التزامات مستقبلية على الدولة الليبية. 

 

على الصعيد الآخر توقيع الدبيبة لهذه الإتفاقية جاء مقابل تزويده بالمرتزقة والعتاد العسكري لضمان بقاءه في السلطة لأطول فترة ممكنة، لا سيما في ظل وجود حكومة جديدة تم تكليفها من قبل مجلس النواب الليبي وإتخذت من سرت مقرًا لها إلى حين دخول العاصمة طرابلس.

 

وفي اواخر شهر أغسطس حاول رئيس حكومة الإستقرار المُكلفة من البرلمان، فتحي باشاغا، دخول العاصمة بقوة السلاح، لكن الميليشيات التابعة للدبيبة صدت الهجوم بفضل الدعم الذي قدمته تركيا في وقت سابق لهذه الميليشيات. 

 

في المقابل قرر الدبيبة أن يرد دينه عن طريق بيع ثروات الشعب الليبي من غاز ونفط لصالح تركيا وتوقيعه للإتفاقية المشبوهة مُشابه تمامًا لم قام به رئيس حكومة الوفاق السابقة، فايز السراج، عندما وقع مذكرة تفاهم بحرية مع تركيا مقابل تقديم الدعم العسكري لمجابهة عملية الكرامة التي شنها القائد الأعلى للقوات المسلحلة العربية الليبية المشير، خليفة حفتر، لتحرير العاصمة من المرتزقة والميليشيات. 

 

ويرى الخبير والمحلل السياسي، أحمد الفيتوري، أن تحركات رئيس حكومة الوحدة الوطنية الأخيرة لا تخدم مصالح الشعب الليبي بل الهدف منها ضمان بقاءه في السلطة لأطول فترة ممكنة على حساب ثروات الشعب متناسيًا الهدف الرئيس من تعيينه رئيسًا للحكومة المؤقتة وهو توحيد مؤسسات الدولة وإخراج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية وإجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة.