الشماع يفتح الصندوق الأسود للحياة العسكرية لتوت عنخ آمون.. هل كان محاربًا؟

أخبار مصر

الملك توت عنخ آمون
الملك توت عنخ آمون

تعد شخصية الملك توت عنخ إمون، على الرغم من شهرتها الواسعة من أكثر الشخصيات غموضًا، متى مات وكيف، وهل مات قتيلًا ضحية مؤامرة أم لا، هل حارب في فترة حكمه أم لا كلها أسئلة إجاباتها متعددة وذات نظريات متنوعة وحول هل توت عنخ آمون محاربًا وضع المؤرخ المعروف بسام الشماع نظرية جديدة ادعى فيها أنه يمتلك عدة أدلة أثرية نعرضها عبر التقرير التالي.

توت عنخ آمون في وضع قتالي 

قال الشماع وهو مؤرخ له العديد من الكتابات في التاريخ المصري القديم، وكذلك مرشد سياحي، ومحاضر حر، في تصريحات خاصة إلى الفجر، إن له نظرية وقراءة جديدة فى فصل من فصول الحياة القصيرة للملك الغامض الذهبي توت عنخ إمن المعروف لدى الجميع باسم توت عنخ آمون. 

هل كان ملكًا محاربًا 

وتساءل الشماع هل كان الملك توت عنخ إمن “آمون” شخصية عسكرية ويمتلك روح القتالية؟ هل كان نابغًا فى قيادة الجيش المصرى؟ أم أن حياته القصيرة لم تجعله هكذا؟، أغلب القراءات أقرت أنه لا دليل على أنه قاتل أو اشترك فى منازلة عسكرية، وحتى المناظر المرسومة والملونة له على العجلة الحربية والتي تظهر على الصندوق الخشبي الذي تم اكتشافه فى المقبرة ضمن الـ ٥٣٩٨ قطعة التي عُثر عليها بمقبرته الشهيرة في وادي الملوك والتي حملت الرمز KV62، وأن هذه المناظر ما هى إلا دعاية للملك أو مناظر رمزية تثبت أنه قضى على الكينونات الشريرة فى الحياتين، الدنيا وما بعد الموت، في الحياة الأبدية الأخرى.

صندوق أثري 

صندوق أثري 

ووصف الشماع هذا الصندوق قائلًا إن به أكثر من منظر، والتي تُبين توت عنخ إمن “آمون” في معارك ونشاطات وانتصارات حربية وحركات عسكرية وحالة من القتال والكر على الأعداء، ومناظر له على هيئة أبو الهول يدهس العدو بأرجله، ومنظر منهم يُظهر توت عنخ إمن “آمون" وهو يرتدي تاج  "خبرش "، وهو التاج الأزرق على هيئة خوذة عسكرية وقد اعتاد علماء الآثار والمصريات على أن هذا المنظر فى كثير من الأحيان عندما يرتديه الملك فيكون فى حالة نزال عسكري، وهو ما يدعم نظرية أن هذا الملك قاتل وحارب بالفعل. 

ردود على النظرية

قال الشماع يُمكن الرد على نظريتي تلك بأن
هذه المناظر رمزية تصور الملك يُحارب الأعداء أو الأشرار فى الحياة الأخرى، وبالتالى هذا منظر رمزى كعادة المصريين القدماء فى نقش المشاهد الرمزية لهم.

وتابع الشماع هناك عدة أدلة أقدمها تدعم نظرية توت عنخ إمن “آمون” محاربًا ومنها:

  • اكتشاف 6 عجلات حربية فى مقبرته، وهو عدد كبير جدًا إذا ما قورن بمقابر أخرى في وادي الملوك، وكانت العجلات الحربية تستخدم فى رحلات الصيد، ولها مناظر مرسومة أيضا.
  • يوجد منظرين لـ توت عنخ إمن وهو على عجلته الحربية يشد وتر القوس الضخم ليرمى بسهم طويل ليصيب به الأعداء أمامه.
  • الخيول التى تقود العجلة الحربية أرجلها مرفوعة إلى أعلى وأمامه بالمنظر يوجد حالة من الفوضى للاعداء.
  • جيش الملك مع كلابة القوية المدربة على القتال  ينقضون على عدد من الأعداء تارة الأسيويين وتارة الأفارقة فى منظرين مُنفصلين ولكنهما على نفس الصندوق الذى تم اكتشافه من ضمن ٥٣٩٨ قطعة التى تم إكتشافها بمقبرة وادى الملوك المقبرة KV62.
  • يرتدى الملك توت عنخ إمن تاج الخبرش وهو التاج الأزرق المُخصص للنزال العسكرى وهو على شكل خوذة.
  • يُبين المنظر الملك على العجلة الحربية مُمسكًا بقوسه الكبير ويشده بقوة وبداخله السهم، وتم اكتشاف عدد كبير من الأسهُم فى مقبرة توت عنخ إمن، وأقواس عادية وأخرى مركبة قوية.
  • وفى المقبرة أيضًا تم اكتشاف  "المِقلاع sling" وهو (يُشبه أبطال الانتفاضة الفلسطينية من وضع حجر داخل نبلة من الجلد وتلف فى الهواء وتُطلق على الهدف بقوة ولمسافة كبيرة)، وهذا المِقلاع كان ضمن الأسلحة التى تُستخدم فى النِزال العسكرى فى مصر القديمة وتم اكتشاف أكثر من مِقلاع فى المقبرة.
  • ويوضح المنظر أيضًا عدد من الأعداء أمام الملك مقتولين بسهام فى ظهورهم وعدد من الجنود المصريين يحاربون الأعداء سواء كانوا الأسيويين فى منظر أو الأفارقة فى منظر آخر.
  • المشهدين مرسومين بشكل دقيق مُبهر يظهر فيها شجاعة وجرأة الجندي المصري وشجاعة الملك توت عنخ إمن الذي يرتدي رداء جميل جدًا، وهذا الرداء أحاول المقارنة بينه وبين رداء حقيقى تم اكتشافه داخل المقبرة بالفعل.

رداء مدرع 

وقال الشماع أحاول هنا أن أثبت من هذه المقارنة أن هذا الرداء المُكتشف بالمقبرة ربما يكون هو نفس الرداء الذى أرتداه الملك توت عنخ إمن فى المنظرين، وهو عبارة عن رداء دون أكتاف كان بمثابة الدرع الواقي المُستخدم فى حالة الحروب، وقد تم اكتشافه فى المقبرة، وهو الآن يتم ترميمه فى المُتحف المصري الكبير، وسوف يتم عرضه بالمتحف بعد الترميم.

رداء مدرع 

وهو رداء مصنوع من الجلد المُلون تمت حياكته بعناية ودقة شديدة وهو مدرع، وقد تم عمل بحث على هذا الرداء وفحصه، وكان الهدف من هذا البحث من قِبل علماء الآثار أن يصلوا إلى نتيجة 
هل هذا الرداء المدرع كان يُستخدم فى الحياة الأخرى كرداء رمزي أو له طقس ديني ليحمي الملك من الأشرار أو الأعداء؟ أم أنه تم استخدامه في الحياة اليومية بالفعل؟ وبالتالى يصبح دليل آخر على صحة نظريتي أن الملك توت عنخ إمن كان قد استخدمه فى النِزال العسكري بالفعل.

وتابع الشماع بالنظر إلى الرداء وبعد عمل الأبحاث وجد العلماء أن أطراف الرداء تدل على أنها مُستعملة فأطرافه الجلدية المُحاكة بدقة ومتصلة ببعضها ومُثبته على قطعة من القماش فى الخلفية، هذه القطع من الأطراف تبدو وكأنها مستخدمة من قبل وبالتالى نستطيع أن نقول أن هذا الرداء الدرعى قد تم إستخدامه بالفعل.

علماء يردون 

وردًا على من يقول  إنه ربما كان ذلك نتيجة لطول مدة الرداء منذ آلاف السنين فحدث له بعض العوامل التى ربما أثرت على أطرافه وأنه لم يتم إستخدامه من قِبل الملك، يكون رد العلماء الذين أجروا الدراسة، هذا التبرير غير صحيح والدليل على ذلك أنه لو صح أن الرداء حدث له بعض العوامل التي أثرت عليه من طول المُدة لكان تأثر الرداء بالكامل، ولكن لماذا تم التأثير على أطراف الرداء فقط؟ فهذا معناه أنه تم إستخدامه بالفعل.

أسلحة متنوعة 

وأشار الشماع إلى أنه تم العثور مقبرة الملك توت عنخ إمن على عدد كبير جدًا من الأقواس والسهام وعدد من الأقواس المُركبة هذا القوس يُسجل ويُصيب الأهداف حتى 250 متر، وقد تعلم المصري القديم استخدام  وصناعة هذا القوس من الآسيويين، وتم اكتشاف خنجرين هامين أيضًا فى المقبرة، وهذا يدل على أن توت عنخ إمن كان لدية ترسانة للأسلحة العسكرية المُختلفة فى مقبرته.

وأضاف الشماع أنه بتدقيق النظر في المنظرين المُلونين وجدت أن خلفية المنظر تعج بالحياة النباتية التى ربما تؤكد أو على الاقل توجه لمعرفة مكان الموقعة العسكرية، وهذا مرسوم أكثر من مرة فى ساحة القتال على الصندوق الذي أشرحه الآن.

رأي متخصص نباتات

وتواصل الشماع في إطار تفسيره للمشاهد على هذا الصندوق الأثري مع الدكتورة ريم حامد متخصصة علم النباتات التاريخية كلية العلوم بجامعة القاهرة حول ماهية النبات والشجرة الموجودة على الصندوق بخلفية المعركة، فقالت إن هذه النباتات هي نخل الدوم وزهور العنبر، ونخل الدوم يكون موجود فى النوبة والجنوب المصري، فهل وجود نخل الدوم يؤكد أن الملك خاض معركة ضد الأفارقة فى الجنوب؟، خاصة وأن منظر الأعداء إفريقيًا، وهل خاض الملك معركة أخرى ضد الأسيويين؟

نباتات على الصندوق 

فرق الجيش المصري 

وأشار الشماع إلى أن المناظر على الصندوق تسجل عدد من الفيالق العسكرية للجيش المصري منهم (سلاح المركبات) وهو يتكون من عدد من العجلات الحربية، ويوجد فيلق اخر لـ رُماة السهام وهناك الجنود  المشاة أيضا، مما يدل على أنها حرب حقيقي، ولو كان هذا منظر طقسي للحياة الأخرى فما الداعى لكل هذه الفيالق العسكرية خلف الملك؟

صورة للفيالق العسكرية وللنباتات على الصندوق 

إصابة ملكية

وقال الشماع مات توت عنخ إمن وبه قطع لم يكتمل اندماله أو اغلاقة فى وجنتة اليسرى، فهل هى أصابة حرب؟ أم اغتيال؟ أم أنه جرح عادي من جراء إصابة ما؟

مومياء الملك 

نظرية 

وختم الشماع كلماته قائلًا،ليس لدينا نصوص تاريخية تقول إن توت عنخ إمن “آمون” انتصر عسكريًا ولكن أقول هنا أنه ما دام لم يتم اكتشاف  كل آثار مصر فكيف لنا أن نُجزم بهذه الدقة والقول القاطع أن هذا الملك لم يكن عسكريًا أو لم يخض أى حرب أو قاتل على الإطلاق؟ فلا يجب أن نُجزم بذلك قطعًا فالتاريخ مازال لم يبح بكل أسراره بعد، 
لذا أتقدم بوضع هذه النظرية على طاولة النقاش مع هذه الأدلة لربما يصل بنا الحوار إلى حقيقة مؤكدة، فالبحث عن الحقيقة مُهمة المؤرخين.