في ذكري إنتهاء الحرب.. ماذا تعرف عن أزمة الصورايخ الكوبية حديث العالم؟

تقارير وحوارات

الثورة الكوبية
الثورة الكوبية

في 8 من أكتوبر عام 1962، اندلعت أزمة الصواريخ الكوبية، ولمدة 13 يوم بدا العالم وكأنه على شفا حرب نووية، وتواتر الصراع حتى كاد ان يصل الأمر إلى حرب نووية، وأنتهت إلى الحرب بالاتفاق في الـ 28 من أكتوبر.

كوبا 

تقع كوبا على بعد 90 ميلا فقط من ساحل فلوريدا، وحتى عام 1959 كانت كوبا متحالفة بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، وكان هناك استثمار أمريكي في كوبا، حيث كانت الولايات المتحدة الولايات، هي المستهلك الرئيسي لما تنتجه كوبا من سكر وتبغ.

تحالف كوبا مكع روسيا 

وفي عام 1959 تمت الإطاحة بباتيستا ؤئيس البلاد في ثورة قادها فيدل كاسترو، وذهب فيدال لطلب الدعم من الولايات المتحدة لكن الرئيس أيزنهاور رفض التحدث معه، وعرض عليه وقتها ممثلي الاتحاد السوفيتي دعمهم لحكومته الجديدة.

وبالدعم الذي قدمه الزعيم السوفيتي خروتشوف وحكومته، لكاسترو قام بتأميم جميع الشركات المملوكة لأمريكا في كوبا، ورفض دفع تعويضات، وأصبحت هذة شرارة الحرب.

الولايات المتحدة ترد 

وعلى أثر ذلك اتخذت الولايات المتحدة هذه الخطوات، حيث فرضت الولايات المتحدة حظرا تجاريا على السلع الكوبية، كما وافق جون كينيدي على خطة لغزو كوبا والإطاحة بالحكم، وأنزلت المخابرات المركزية الأمريكية 1400 من المنفيين الكوبيين في "خليج الخنازير" على الساحل الجنوبي لكوبا بهدف إثارة انتفاضة مناهضة للشيوعية.

صورايخ نووية بكوبا 

وألغى كينيدي دعم القوات الجوية الأمريكية لهجوم المنفيين، وادي ذلك للقضاء عليهم بسهولة عندما واجههم 20 ألف جندي كوبي، وتم اعتقال المتمردين وقتلهم، وقد أدى فشل عملية الهجوم إلى تعزيز مركز كاسترو، واتفق الاتحاد السوفيتي مع كاسترو على نشر صواريخ متوسطة المدى على أراضي بلاده لردع واشنطن عن التفكير في أي محاولة أخرى لغزو الجزيرة وقلب نظام الحكم الشيوعي فيها، وبذلك صارت كوبا قاعدة عسكرية متقدمة للاتحاد السوفيتي.

 

اكتشاف الصواريخ

في 14 أكتوبر عام 1962 التقطت طائرة تجسس أمريكية تحلق فوق كوبا صورا تظهر بناء مواقع إطلاق الصواريخ السوفيتية، وقدر الخبراء أنها ستكون جاهزة للعمل في غضون 7 أيام. 

واكتشفت طائرة تجسس أمريكية أخرى 20 سفينة سوفيتية تحمل صواريخ نووية في المحيط الأطلسي متجهة إلى كوبا، حيث تبعد كوبا 90 ميلا فقط عن ساحل فلوريدا مما يعني أن الولايات المتحدة بالكامل ستكون ضمن مدى هذه الصواريخ. 

أهداف الاتحاد السوفيتي من الحرب

كان للإتحاد السوفيتي من الدخول في هذة الحرب عدد من الأهداف، منها سد الفجوة الصاروخية، حيث يعلم خروتشوف أن الولايات المتحدة تمتلك صواريخ نووية متوسطة وطويلة المدى تستهدف الاتحاد السوفيتي متمركزة في تركيا، على أعتاب الاتحاد السوفيتي.

مأزق الولايات المتحدة

بعد محادثات مع فريق مستشاريه، واجه كينيدي مجموعة من الخيارات للتعامل مع التهديد السوفيتي في كوبا، منها تجاهل الصواريخ، أو إشراك الأمم المتحدة، أو حصار كوبا، أو الغزو البري وشن هجمات جوية، وقبل كل شيء، كان كينيدي بحاجة إلى الظهور بمظهر قوي مع ضمان عدم تفاقم التوتر وتصاعده إلى حرب نووية.

وكان قرار كينيدي الأخير هو حصار الولايات المتحدة لكوبا، بحيث إيقاف المزيد من الصواريخ السوفيتية القادمة إلى كوبا مما يمنحه الوقت للتفاوض مع السوفييت.

التسلسل الزمني للحصار البحري

22 أكتوبر الولايات المتحدة تفرض حصارا بحريا على كوبا لمنع السفن السوفيتية المشتبه في حملها صواريخ نووية من الوصول إلى الجزيرة.

23 أكتوبر كينيدي يتلقى رسالة من خروتشوف يقول إن السفن السوفيتية لن تتوقف عند الحصار وستتقدم نحو كوبا.

24 أكتوبر على الرغم من رسالة خرتشوف عادت السفن العشرين التي تقترب من الحصار لتجنب المواجهة المباشرة مع البحرية الأمريكية.

25 أكتوبر طائرات تجسس أمريكية أفادت بزيادة وتيرة أعمال البناء في مواقع إطلاق الصواريخ في كوبا.

26 أكتوبر كينيدي يتلقي رسالة من خروتشوف يعد فيها بإزالة مواقع إطلاق الصواريخ إذا وافقت الولايات المتحدة على رفع الحصار ووعدت بعدم غزو كوبا.

27 أكتوبر رسالة ثانية من خروتشوف تقول إن مواقع الإطلاق ستتم إزالتها فقط إذا أزالت الولايات المتحدة صواريخها في تركيا، وقد اختار كينيدي الرد فقط على البرقية الأولى بينما عرض بشكل خاص النظر في إزالة الصواريخ من تركيا.

28 أكتوبر رسالة عامة إلى الرئيس كينيدي أذيعت على راديو موسكو، وافق خروتشوف على إزالة جميع الصواريخ من كوبا وإعادتها إلى الاتحاد السوفيتي.

نتائج أزمة الصواريخ الكوبية

اعتبر الجانبان أنهما حققا النصر فقد أنقذ خروتشوف النظام الشيوعي في كوبا من غزو الولايات المتحدة، وتفاوض على صفقة مع الولايات المتحدة بشأن إزالة صواريخ جوبيتر الخاصة بهم في تركيا،  وحافظ كينيدي على وعده الانتخابي ووقف في وجه الاتحاد السوفيتي، وأبقى الصواريخ النووية خارج كوبا، وانتهت الازمة.

 

إنشاء خط ساخن بين موسكو وواشنطن 

من أجل ضمان سهولة الاتصال بين واشنطن وموسكو في حالة نشوب صراع في المستقبل، تم إنشاء خط ساخن يوفر اتصالا هاتفيا مباشرا بين البيت الأبيض والكرملين.