مصطفى عمار يكتب: قناة دريم محتواها

مقالات الرأي

مصطفى عمار
مصطفى عمار

لن أكون مبالغًا إذا قولت أن قناة «دريم» هى التجربة الأهم فى تاريخ الإعلام المصرى الخاص، من بين عشرات القنوات الخاصة التى تم إطلاقها فى مصر خلال العشرين عاما الماضية.. وربما يكون السبب فى نجاح هذه التجربة هو قيمة وتاريخ الأسماء الكبيرة التى ساهمت فى تأسيس وانطلاق هذه القناة منذ لحظة ميلادها.. ويكفى أنها كانت تضم اسم الإعلامى الكبير أسامة الشيخ والإعلامية الكبيرة هالة سرحان منذ اللحظة الأولى.. والشخصيتان كما هو معروف عنهما، لهما تاريخ كبير فى العمل الإعلامى، ووضعا معًا الأسس التى صعدت عليها الفضائية الجديدة وقتها، لتصبح بمرور الوقت كا ذكرت واحدة من أهم التجارب فى مجال الإعلام الخاص بمصر.. بالطبع بعد رحيل أسامة الشيخ عن القناة وقبله هالة سرحان، توالى على القناة أسماء كبيرة مثل الإعلامية سناء منصور والإعلامى عمرو خفاجى والإعلامى دكتور محمد خضر، وكل منهم ترك بصمة واضحة على محتوى القناة، ولكن الحقيقية تؤكد أن أفضل وأقوى فترة للقناة هى التى شهدت بداية انطلاقها مع أسامة الشيخ وهالة سرحان.. ويبقى المحتوى الذى قدمته قناة دريم على مدار تاريخها غير قابل للتكرار ولم تستطع أى فضائية غيرها أن تحقق ما حققته.. يكفى أن أذكرك أن مكتبة دريم تحتوى حلقات للأستاذ محمد حسنين هيكل وهو يتحدث لأول مرة عن مشروع التوريث فى مصر، وهو المشروع الذى كشفه مبكرًا الكاتب الراحل وتحدث عنه لأول مرة عبر قناة دريم سواء فى ندواته الشهيرة بالجامعة الأمريكية أو الحلقات التى سجلها للقناة وعرض بعضها والبعض الآخر لم تعرض حتى كتابة هذه السطور.. كما أن أرشيف القناة يضم برامجا لكبار الفنانين والمثقفين المصريين.. مثل الشاعر أحمد فؤاد نجم ونور الشريف وعمار الشريعى وجمال الغيطانى ومحمود سعد وهالة سرحان وإبراهيم عيسى.. وهو ما يحعلنى أتساءل عن مصير هذا المحتوى الكبير والمهم من تاريخ مصر.. هل يفكر ورثة دكتور أحمد بهجت أو المسئولين عن القناة حاليًا بالإستفادة من هذا المحتوى بخلاف وضعه على قناة باليوتيوب تحت اسم «دريم زمان»؟ لماذا لا يتم عمل شراكة بين القناة ومنصة واتش آت لوضع هذا المحتوى الغالى عليها؟.. وهو ما يحقق وسيلة لحفظ هذا المحتوى وأرشفته بطريقة تضمن سلامته وحفظه.. والمتابع لصفحة المخرج جميل المغازى على موقع الفيس بوك.. سيجد الرجل يعرض محتوى فى غاية الأهمية وشديدة الندرة لحفلات ولقاءات فنية مع كافة رموز الوسط الفنى المصرى على مدار تاريخها.. فلماذا لا نستفيد من هذا المحتوى أيضًا الذى يؤرخ لفترات مهمة من تاريخ الفن المصرى؟.. نحن نعيش أزمة محتوى كبيرة سواء على مستوى البرامج أو الدراما.. ربما لم يعد هناك نفس الموهوبين اللذين منحو المحتوى البرامجى والدرامى والسينمائى قيمته وعظمته على مر التاريخ.. وهو ما يجعلنى شديد الحرص على جمع كل هذا المحتوى فى مكان واحد ليستفيد منه المشاهدعن ويستفيد أيضًا منه الصناع لتطوير أفكارهم والعمل على تقديم محتوى مشابه، يعيد للإعلام المصرى مكانته الكبيرة وسيطرته على المتلقى العربى.. الغارق فى متابعة ومشاهدة محتوى مستورد عن طريق شراء فورمات لا تتناسب مع طبيعية وثقافة المتلقى.. أتمنى أن يتبنى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية هذه الفكرة لجميع محتوى قناة دريم ومحتوى المخرج جميل المغازى وضمهم لقناة ماسبيرو زمان ومنصة واتش آت لحفظهم بعد التفاوض مع ورثة دكتور بهجت للحصول على هذه الحقوق والتفاوض مع المخرج جميل المغازى هو الآخر للحصول على حق استغلال كنوزه البرامجية.